دعا مجلس نقابة الصحفيين الجمعية العمومية للانعقاد العادي غدا الجمعة لمناقشة تقرير النشاط والميزانية وما يستجد من أعمال لكن المؤشرات تؤكد أن عدد الحضور لن يتجاوز 20 عضواً من إجمالي عدد أعضاء النقابة الذي تجاوز 5 آلاف عضو، الأمر الذي يطرح تساؤلاً لماذا تغيب الجمعية العمومية عن مناقشة قضايا المهنة التي تلاحقها الأزمات وأين دور مجلس النقابة في الحشد؟ وهل الجمعية العمومية تنتظر أن تتراكم المشكلات فلا تتحرك إلا في الأزمات فقط، التساؤلات طرحناها علي أعضاء بالمجلس والجمعية العمومية. خاصة أن هناك مشكلات عالقة مثل مشروع بالوظة، ومدينة الصحفيين ب 6 أكتوبر ولائحة الأجور. عذر أقبح من ذنب سعد هجرس مدير تحرير العالم اليوم هذا الغياب يرجع إلي انخفاض الوعي الذي يتزايد عاما بعد عام فمن الطبيعي أن يكون هناك تواجد دائم للجمعية العمومية لمناقشة قضاياها وليس من المنطقي أن تظل في حالة استنفار دائم لكن لا يجب أن تغيب ولا تتحرك سوي عندما يكون هناك خطر محدق لأن الأخطار تلاحق المهنة بصفة دائمة. بماذا تبرر هذا الغياب؟ - ربما لأن الصحفيين يتحدثون ولا يحدث تغير علي أرض الواقع في القضايا الرئيسية مثل إلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر وحرية تداول المعلومات حتي الوعد الرئاسي بمنع الحبس البيروقراطية الحكومية التفت حوله فالناس "زهقت" كذلك ميثاق الشرف الصحفي غير مفعل. هل هذا تنصل من المسئولية؟ - أخلاق المهنة تضرب بالحذاء ولا أحد يتحرك لكن قبل أن ألوم مجلس النقابة ألوم أعضاء الجمعية العمومية فهم يتحملون الجزء الأكبر من المسئولية بغيابهم وتقاعسهم عن الشغل والعمل النقابي. البعض يري أن الغياب سببه عدم وجود قضايا ملحة والجمعية عندما تستدعي في الأزمات تحضر عن بكرة أبيها؟ - هذا عذر أقبح من ذنب ودليل علي ضعف الوعي فالأزمات تستفحل بسبب هذا التقاعس. صراع خفي فريدة النقاش رئيس تحرير الأهالي الصحفيون اعتادوا ألا يساهموا إلا في الجمعيات العمومية في الانتخابات، باستثناء مؤتمرات الأزمات كما حدث في أزمة قانون اغتيال الصحافة عام 1995 وما دون ذلك لم يحدث أن اجتمع 100 صحفي في جمعية عمومية عادية. لكنها عادة سيئة؟ - المطلوب هو إحياء روح النضال النقابي عبر الجمعية العمومية بصرف النظر عن الانتخابات وهذا يتطلب مجهوداً من أعضاء مجلس النقابة للحشد وكان يمكن أن يتحقق ذلك لو طرح علي جدول الأعمال قضية مهمة إلي جانب إقرار الموازنة لمناقشة قضية أرض بالوظة العالقة منذ 15 عاما فهي تهم قطاعاً كبيراً من الصحفيين كانوا سيحضرون لكن أحد عوامل الغياب هو أن هناك صراعاً خفياً بين أعضاء مجلس النقابة يدفعهم للاهتمام فقط بالحشد في أوقات الانتخابات. هل نفعل الغرامات؟! حاتم زكريا سكرتير عام النقابة المعتاد أن الصحفيين لا يأتون إلا في الشديد القوي وهذا يعرقل أداء المجلس أيضا فالمجلس أداؤه يكون أفضل عندما تسانده الجمعية العمومية وتقف في ظهره، كما أن مشاركة ومراقبة الجمعية العمومية تغلق الباب أمام الشائعات، التي انطلقت علي سبيل المثال عندما تحدثنا عن إعداد مشروع قانون جديد للنقابة فرغم أننا طرحنا فقط الفكرة، ولم نتخذ إجراء فعليا فالبعض زعم أن القانون أعد بعيدا عن الجمعية العمومية بينما الحقيقة غير ذلك ولازلنا في طور الإعداد وسنعقد لجان استماع قبل البدء في الصياغة التي ستتولاها لجنة موسعة لديها خبرة في هذا المجال. لماذا لم تسع كعضو مجلس لحشد أعضاء الجمعية العمومية؟ - لكي تعقد جمعية عمومية سنويا عليكك أن تجري انتخابات كل عام فالصحفي يفضل الجلوس في بيته يوم الراحة خاصة أن جدول الأعمال يضم إقرار الميزانية وليس نقابة الصحفيين فقط بل كل النقابات لا تعقد عمومياتها العادية. ما الإجراءات التي اتخذها المجلس للحشد؟ - بنكلم الناس وأرسلنا تقرير النشاط إلي المنازل ونعلن في الصحف عن موعد الانعقاد وهذا دليل رغبة ملحة من المجلس لحضور الزملاء فماذا نفعل؟ هل نفعل القانون ونفرض غرامات علي من لا يحضر؟ وإذا فعلنا ذلك الغرامة 5 جنيهات وتتطلب أن تتضاعف إلي 100 جنيه في التعديل القانوني المرتقب وإذا فعلنا ذلك سيغضب الزملاء. توكيل عبدالمحسن سلامة وكيل النقابة انعقاد الجمعية العمومية العادية دليل حيويتها لكن عدم انعقادها أمر غير مقلق فتاريخ العمل النقابي يشهد بأن العموميات العادية لا تنعقد. انعقدت في المجلس السابق لمناقشة تعديل بعض مواد القوانين التي تجيز الحبس؟ - هذا لأنه كان هناك قضية مهمة لكن جدول الأعمال في باقي الجمعيات محدد وهو النشاط والميزانية والأعضاء بانتخابهم مجلسهم منحوا أعضاء المجلس توكيلاً بإدارة شئون النقابة فيتركون مثل هذه الأمور للمجلس وفي نهاية ال4 سنوات يقيمون من الذي أدي ومن أخفق وعلي هذا الأساس يجددون الثقة أو يسحبونها. البحث عن الرزق علاء ثابت عضو المجلس للأسف الشديد الجمعية العمومية لا تنعقد إلا في الأزمات والانتخابات وذلك يرجع إلي انشغال الصحف بأكل العيش ومتاعب الحياة اليومية فلا وقت لكي يلتقط الصحفي أنفاسه فكما يقولون يبحث عن سبوبة في أكثر من مكان فلم يعد هناك التفات إلي الأخطار التي تحاص المهنة ومنها الصحافة الإلكترونية. لماذا لا يسعي المجلس للحشد لمناقشة هذه التحديات؟ - لا يوجد محفز والجمعيات العادية تناقش جدول أعمال روتينياً والبعض ينظر إلي أن مناقشة الميزانية نوع من الترفيه بل بعض الزملاء من أعضاء مجلس النقابة لا يحضرون الجمعية العمومية. أنا أيضا أتساءل هاني عمارة عضو المجلس أنا أيضا أتساءل لماذا لا تنعقد الجمعية العمومية العادية لمناقشة مشكلات المهنة إلي جانب جدول الأعمال فالبيئة الصحفية تغيرت وطرأ بها الكثير من المستجدات والقانون الحالي أصبح غير ملائم ويتطلب تعديلاً والكثير من مشكلات الصحافة تحتاج إلي دراسة ونقاش موسع.