روح المغامرة واتقان العمل هما مفتاح نجاحه في عالم التصوير الذي اقتحمه في الستينيات واستحق علي مدار 45 عاما أن ينال تقدير واحترام الجميع كما أنه حصل علي عدد كبير من الجوائز، وتم تكريمه أكثر من مرة عن مجمل أعماله التي التقطها بعدسته الفنية. إنه الفنان مكرم جاد الكريم كبير مصوري جريدة الأخبار التقينا به لنتعرف منه علي قصته التي تستحق أن نتمعن فيها ونتعلم منها، بدأ مكرم مشواره مع التصوير بعد حصوله علي دبلومة من معهد ليوناردو دافنشي ومن ثم التحق للعمل كمساعد في معمل التحميض بجريدة الأخبار وتعلم فنون التصوير علي أيدي كبار الأساتذة في هذا المجال علي رأسهم أحمد يوسف الذي تعرف منه علي أسرار المهنة وكان القدوة الحسنة له. عشقه للتصوير دفعه لخوض الكثير من المغامرات منذ بداية عمله وكانت تجربته الأولي عندما قام بشراء أول كاميرا فذهب مع أحد أصدقائه إلي حديقة الحرية وقرر القفز من فوق شجرة مرتفعة علي أن يلتقط صديقه صورته طائرا في الهواء ولكنها انتهت بحادثة نتيجة ارتطامه بالأرض. أكد لنا مكرم أنه لم يخش الموت فلقد اعتاد أن يعمل تحت خط النار و يسمع صوت دوي الطلقات النارية لالتقاط أهم الصور الفوتوغرافية التي تعد جزءا من ذاكرة الأمة. يتذكر أنه أثناء تغطية حرب اليمن لم يتمكن من الحصول علي تصريح لدخول مدينة عدن فلجأ إلي حيلة التنكر والاختباء داخل أحد براميل البنزين الفارغة حتي استطاع الوصول إلي المنطقة العسكرية وقام بتصوير قوات الجيش البريطاني أثناء تدريباتهم، أما أهم محطات مشواره كانت انفراده بتصوير حادثة المنصة واغتيال الرئيس الراحل أنور السادات حيث تواجد في مهمة لتغطية العرض العسكري ورغم هول مشهد إطلاق النار علي الرئيس إلا أنه التقط أكثر من 50 صورة للحادثة. مكرم يعتز بجميع الصور التي التقطها لاسيما في حرب 73 فكان أول مصور مصري يدخل أرض سيناء فجر 7 أكتوبر حيث رصدت عدسته أحسن صورة للجندي الذي رفع العلم ونالت الجائزة الأولي من هيئة الاستعلامات كما أنه حصل علي 16 جائزة من أهمها أفضل صورة صحفية من القوات المسلحة وأحسن مصور صحفي عام 86 من نفس الجهة وجائزة التفوق الصحفي من نقابة الصحفيين بالإضافة إلي 6 جوائز عالمية، إلي جانب تكريمه من السيدة سوزان مبارك في الاحتفال بمرور 25 عاما علي حرب أكتوبر ومؤخرا كرم من ساقية الصاوي. عمله كمصور عسكري أضاف له الكثير علي المستوي المهني والشخصي حيث قام بتغطية العديد من الحروب، تركت كل واحدة منها أثرا في نفسه وذكري لا يمكن أن تمحي من ذاكرته فضلا عن مئات الصور التي تخلد مشاهد الانتصار والهزيمة. ويرجع الفنان مكرم سر تفوقه إلي حبه الشديد لما يقوم به وعطائه المتواصل في عمله دون أن ينتظر المقابل فكان يعمل في صمت ويترك لصوره وابداعه المجال في أن تقتنص تقدير من يشاهدها.