عرض- منة حاتم المرأة نصف المجتمع بل يقول البعض إن المرأة هي المجتمع كله ومع ذلك لم تنل المرأة حقوقها بل علي مر العصور وعبر التاريخ ظلت المرأة تكافح وتناضل من أجل المساواة والحفاظ علي هذه الحقوق منها حقها في التعليم والعلاج وأن تعيش حياة كريمة إلي أن جاء الاسلام وكرم المرأة ونص علي حقوقها في القرآن الكريم والاحاديث النبوية ومع ذلك دخل علي الدين الكثير من التقاليد التي سعت إلي تقيد دور المرأة في الاسلام باسم الدين . وتعد منطقة الشرق الاوسط أحد أهم المناطق التي تعاني فيها المرأة من أجل الحصول علي حقوقها نظرا لصعود تيار الاسلام السياسي المتطرف الذي ينتقد عمليات تمكين المرأة في كافة المجالات متهما مؤيدي الحركات النسوية بالتشبه بالامبريالية الغربية البعيدة عن جوهر الدين بل يرفض هذا التيار وصول المرأة للعديد من المناصب باسم الدين. وتتناول الباحثة الامريكية -المهتمة بشئون المرأة- ايزبيل كولمان في كتبها الجديد " Paradise Beneath Her Feet " كيف يكافح المسلمون من الرجال والنساء في المنطقة من خلال الوسطية في الدين الاسلامي التيار المتشدد بالمنطقة عن طريق التفسيرات المعتدلة للإسلام من أجل الدفاع عن حقوق المرأة عبر تنامي الحركة الاسلامية النسوية. وتتنقل بنا كولمان في رحلة شيقة جدا داخل هذا الكتاب عبر الهلال الاستراتيجي بمنطقة الشرق الاوسط والذي يشمل كلا من المملكة العربية السعودية، العراق ، ايران ، أفغانستان وباكستان لتكشف لنا كيف يعمل النشطاء والمهتمون بشئون المرأة في هذه الدول ضمن تعاليم الاسلام لخلق الفرص الاقتصادية، والسياسية ، والتعليمية للنساء. وتؤكد كولمان في كتبها بأن هذه الجهود الحاسمة لهؤلاء النشطاء مهمة جدا لدرء الصراع بين أهم تيارين بالمنطقة وهما التيار الاصلاحي المؤيد لحقوق المرأة داخل مظلة الاسلام والتيار المتشدد الذي يسعي إلي التضييق علي النساء باسم التقاليد والتعاليم الدينية. وتضيف كولمان أن نجاح التيار الاصلاحي في رأب الصدع سيؤدي إلي تحقيق المزيد من الاستقرار والرخاء في منطقة الشرق الأوسط التي تعد أكثر المناطق اشتعالا بوجود حربين ودول نووية وتهديد بقيام حرب جديدة. وتلقي كولمان الضوء علي عدد من النشطاء المسلمين بالمنطقة والذين يعدون من أكثر المفكرين تأثيرا في الحركة النسوية الاسلامية كما تعد تجاربهم نبراسا يضيئ الطريق أمام المزيد من الحركات النسوية . ومن هذه الشخصيات سكينة يعقوبي - مربية أفغانية - تدير أكثر من 40 مركزا تعليميا للمرأة في انحاء أفغانستان، حيث توفر مئات من الاماكن للنساء في فصول محو الأمية كما توفر محاضرات خاصة بمجال الصحة ودور المرأة في الاسلام وأهمية تعليمها وفقا للتعاليم الاسلامية. شخصية أخري ذكرتها كولمان وهي "مضاوي الحسون" سيدة أعمال سعودية وتعد من انجح سيدات الاعمال التي فتحت مجالا للمرأة السعودية من الناحية المهنية .ودكتور سلامة الخفاجي طبيب أسنان عراقي متدين تحول إلي العمل السياسي، ويعتمد الخفاجي في عمله علي التفسيرات المعتدلة في الاسلام لتعزيز فرص المرأة في العراق.وتعد هذه النماذج بمثابة ثورة هادئة تسعي لتغيير شروط النقاش الديني لتنال المرأة حقوقها في الاسلام ومن خلاله وليس ضده. وتقول كولمان في نهاية الكتاب أن المرأة وقضاياها أحد أهم العناصر الآن في الحرب المستعرة بين الاصلاحيين المدافعين عن المرأة لتحصل علي حقوقها وبين هؤلاء المتشدودن الذين يسعون لتكبيل هذه الحركة النسوية باسم الدين .وتضيف كولمان أن أهم ما في هذه الحركة أنها من أجل المرأة وتقودها المرأة.