في مفارقة غريبة تتناقض مع مطالبات المقر المركزي المستمرة بضرورة الاستعداد مبكرا لانتخابات مجلس الشوري المقرر إجراؤها في أبريل المقبل، ومن بعدها انتخابات الشعب، بدت العديد من لجان الوفد بالمحافظات، وكأنها في حالة خمول سياسي، إذ تجاهلت لجنة الجيزة عقد أي اجتماعات خاصة بهذا الشأن من الأساس لانشغال رئيس لجنتها بهاء أبوشقة بعمله الخاص، فضلا عن أنه لم يتم تشكيل لجنتي 6 أكتوبر وحلوان حتي الآن، وهو الأمر الذي يتجاهله محمود أباظة رئيس الحزب خوفا من اشتعال صراعات جديدة داخل اللجنة. أما الإسكندرية فتعيش حالة من الترقب الحزبي للتأكد من صحة ما تردد من أن أباظة اتخذ قرارًا بتشكيل اللجنة، والتعرف -كذلك- علي رد فعل بولس حنا تجاه الأسماء التي قرروا ترشيحها في انتخابات مجلسي الشعب والشوري، خاصة أنها من أبرز المحافظات المهتمة بفكرة المشاركة الانتخابية، وإن تم الإعلان بشكل غير نهائي عن الدفع بمحسن حماد رئيس وفد المنتزه ونادر مجر نائبه عن دائرة أخري! تعاني لجنة بورسعيد من نفس الأمر فهي لا تعقد أي اجتماعات أو حتي تفكر في مرشيحها في الانتخابات المقبلة، خاصة بعد انقسام المحافظة إلي فريقين: الأول يؤيد فكرة إجراء انتخابات داخلية علي موقع رئيس اللجنة ويمثلون أغلبية، والثاني يمثل اتجاه الرفض، بالإضافة لانقسام بين أعضاء اللجنة حول النائب الوفدي محمد شردي عضو الهيئة العليا علي خلفية بعض الأمور التنظيمية التي لها علاقة بإدارة شئون اللجنة والعضوية الحديثة المنظمة لها. حالة الخمول نفسها خيمت علي أغلبية محافظات الصعيد رغم دعوات قيادات الوفد بضرورة تنشيط هذه المحافظات في خطابهم السياسي كما تعاني منها لجنة وفد الإسماعيلي التي أغلق مقرها دون تحديد موعد لافتتاحه حيث تنقسم المحافظة بين مؤيدي النائب الوفدي صلاح الصايغ، وبين معارضيه الذين يستبعدهم. ولا يختلف الوضع الانتخابي كثيرا بالشرقية محافظة رئيس الحزب التي لا تعقد أي اجتماعات أو استعدادات ويردد أعضاؤها أنهم ينتظرون اقتراب الانتخابات كي يتحركوا. وأثار انضمام أحد أعضاء الحزب الوطني لوفد الشرقية بمركز فاقوس مزيدًا من الأقاويل حول الأهداف الانتخابية من انضمام كوادر من الوطني أو المستقلين للحزب، محذرين من ترشيح هذه العناصر في الانتخابات المقبلة خوفا من عودتهم مجددا بعد فوزهم.. وتساءلت قيادات: هل سيستعين الوفد بمطاريد الأحزاب لخوض الانتخابات؟. أما في القاهرة.. فتجاهل اجتماعها الأخير مناقشة الاستعدادات لانتخابات الشوري وشهد قليل من المناقشات حول الشعب، ولم تضع اللجنة -كذلك- الانتخابات التكميلية لمجلس الشعب عن دائرة الجمالية في اعتبارها بعد أن خلا مقعد الفئات بخروج إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق. وتركز مراكز ولجان الغربية الفرعية علي مناقشة بعض القضايا العامة تحت عنوان رؤية لمستقبل الوطن في ضوء الانتخابات المقبلة، وتساءلت عناصر هل يعاني الوفد من نقص في الكوادر؟!.. فيما بررت أخري حالة السكون باعتماد الحزب علي حركة تعيينات سواء في الشعب أو الشوري. وفي دمياط أعلن سامي بلح رئيس وفد دمياط وعضو الهيئة العليا موقفه من انتخابات الشوري بعدم وجود عناصر يمكن لها أن تحقق أي مكاسب خلال هذه الانتخابات بعد شهرين.. وبالتالي لن يتم الدفع بأي عنصر خلال هذه الانتخابات بجانب عدم انتهائه من حسم مسألة الترشح علي مقاعد مجلس الشعب سوي لنفسه فقط مشيراً إلي تفعيل تحركاته للدعاية الانتخابية الخاصة به. كما لم تحسم الشرقية موقفها من انتخابات الشوري إلا أن العضو المنضم حديثاً للجنة وفد فاقوس عبدالمجيد الأنور قرر خوض هذه الانتخابات. ومع ذلك قال الأنور إن خوضه للانتخابات المقبلة تزكيه شعبيته وليس جماهيرية الوفد نظراً لحداثة انضمامه مبرراً حرصه علي المشاركة السياسية من خلال حزب سياسي رغم عدم شيوعها لدي السواء الأعظم من الجماهير برفضه فكرة الاستقلالية باعتبارها ثقافة شاذة داخل المجتمعات التي تعيش طور التحول الديمقراطي.