لعب "علم مصر" دور البطولة في ليلة العرض الأولي لمسرحية "خالتي صفية والدير"، مواصلا احتلال صدارة المشهد العام في مصر، بعد الفوز التاريخي بكأس الأمم الإفريقية، وجمع فنانو العرض وجمهوره من خلاله بين الاحتفال بالفوز والاحتفال بالمسرحية، عندما رفعه الفنان هشام عبد الله، في نهاية العرض. شهدت ليلة الاثنين الماضي أولي ليالي العرض المسرحي الجديد "خالتي صفية والدير"، بطولته صابرين وصلاح رشوان وهشام عبد الله، وإخراج محمد مرسي، وكان الانطباع العام عن العرض رائعا، لدرجة بدا معها أنه يتم عرضه منذ فترة، حيث أتقن جميع الممثلين أدوارهم، وخرجت اللهجة الصعيدية، التي دار بها العرض دون خطأ واحد يذكر، كما لم تحدث أخطاء بالإضاءة أو الديكور أو الصوت، كما اعتدنا في الليالي الأولي للعروض المسرحية. لم تكن هذه المرة الأولي التي يقدم فيها المخرج محمد مرسي عرض "خالتي صفية والدير"، فقد سبق أن قدمه العام قبل الماضي مع فرقة هواة بمركز إبداع إسكندرية، وشارك العرض وقتها بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وحصل علي جائزة أفضل عمل جماعي، وإن كان العرض الحالي يعتبر المرة الأولي التي يقدم بها مرسي المسرحية علي المستوي الاحترافي، وبالطبع كان هناك فارق بين العملين، وعن هذا الاختلاف قال مرسي: بالتأكيد هناك فرق كبير بين العمل مع الهواة والمحترفين، ورغم متعة العمل مع الهواة، فإنني وجدت نفسي أكثر عند تعاوني مع محترفين، فهم متمكنون من أدواتهم، وأصحاب خبرة كبيرة بهذا المجال، بالإضافة إلي أن أعمالي مع مع فرق الهواة كان ينظر إليها دائما علي مستوي الإخراج فقط، بمعني أن عنصر الإخراج كان يطغي دائما علي ضعف الممثلين. وأضاف مرسي: في العرض السابق قدمنا "خالتي صفية والدير" ضمن فعاليات مهرجان المسرح التجريبي، مما استلزم مواصفات خاصة جدا للعرض، تناسب طبيعة المهرجان، لذلك اهتممت وقتها بعنصر الصورة أكثر من التمثيل، حيث كان العرض مكثفا للغاية، وحذفت من الرواية أكثر من شخصية، لكن هذه المرة قدمنا العرض بالتفصيل، ومنحنا الشخصيات حقها في الظهور، لاختلاف طبيعة العرض. وعلل مرسي عدم وجود استراحة في العرض بأنه قصد ذلك لأنه ضد هذا التقليد علي طول الخط، ولا يحب أن يستعين به في عروضه، خاصة أنه ضد العروض المسرحية الطويلة، التي تزيد علي ساعتين، إلي جانب رفضه فكرة قطع السياق الدرامي والتعايش مع الأحداث علي الجمهور الذي تسببه الاستراحة، وأكد أنه يري الاستراحة خطأ كبير، وأنه سيعمل بهذا المنهج في جميع مسرحياته المقبلة. وعن اللجوء إلي حلول بسيطة تجنبه استبدال الديكور، قال: الأماكن الرئيسية بالعرض لدينا هي "القصر" و"منزل الوالد" و"الدير"، وهذه هي الأماكن التي احتاج لها طوال العرض، فقصدت تثبيت هذه الأماكن الثلاث، واستعنت بالإضاءة لتقديم المشاهد التي كانت تدور في أماكن خارجها، لأنني لا أحب لحظة الظلام بالمسرح، وأفضل استمرارية الدراما دون انقطاع، وهو ما يعطي إيقاعا سريعا للأحداث. ومن مشاهدة العرض، فاجأت صابرين المشاهدين بمرونتها في التعامل مع متطلبات العرض، فلم تفرض شروطا علي المخرج بسبب الحجاب، بل تمايلت مع الراقصين علي المسرح، واستعانت "بضفائر شعر مستعار" في أول العرض، ولم تبد أي تحفظ علي ملامسة زملائها الرجال طوال العرض، بل بدت مرنة ومتفاعلة. وهذا ما أكده المخرج قائلا: صابرين متفتحة للغاية، لم تضع أي شروط خاصة بالعرض، وعلي العكس دائما، كانت تبدو متحمسة لكل شيء دون تحفظات، وهذا ما أسعدني في التعامل معها، لأنها دائما كانت مهتمة بالتفاصيل.