طالب عدد من قيادات الحزب الوطني بالقاهرة بتبني فكرة تأليف كتاب عن السد العالي بعدما علق الحضور بالندوة التي نظمت بمقر الأمانة للاحتفال بمرور 50 عاماً علي بناء السد العالي بأنهم لم يجدوا أي كتاب عنه في مكتبة الأسرة ورد د. محمد الغمراوي أمين الحزب الوطني بالقاهرة أن السد العالي له الكثير من الفوائد التي تستحق تأليف أكثر من كتاب لجمعها فهو الذي حمي مصر من أخطار الفيضانات ووفر لها المخزون الإستراتيجي من المياه ووفر لها الكهرباء، حضر الندوة المهندس سعد نصار رئيس جمعية بناة السد العالي والذي كان وراء فكرة استخدام المياه في إزاحة الساتر الترابي في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 . وقال د. محمد الغمراوي إن السد العالي مشروع قومي عملاق قلما يتكرر، سواء في حجم الإنجاز الهندسي أو في تجسيده إرادة وكرامة شعب مصر في مرحلة تاريخية فاصلة. وقال أمين القاهرة إن الاحتفال بمرور 50 عاماً علي إطلاق إشارة البدء في بناء السد العالي خطوة إيجابية يحرص عليها الحزب لتوعية شبابنا بتاريخهم المضيء، فهو احتفال بمشروع قومي وتاريخي له العديد من التأثيرات الإيجابية التي حمت مصر وشعبها من الكثير من المخاطر والفيضانات ووفرت لها مقومات التنمية والتقدم. وأكد نصار أن حجم السد العالي يوازي 17 مرة حجم الهرم الأكبر ولذلك اختير كأعظم مشروع هندسي في العالم خلال القرن الماضي، كما أشاد بالمهندس صدقي سليمان الذي كان وزيراً للسد العالي ثم رئيساً للوزراء، فقال إنه الفارس المغوار قائد رحلة الكفاح والبناء ومازالت أتذكر موقفاً لا أنساه في حياتي أبداً ففي أحد الأيام من عام 1964 ، وجدنا صدقي سليمان وكان وزير السد العالي في ذلك الوقت غاضباً وساخطاً علي مدير العلاقات العامة بهيئة السد ويعنفه بشدة، بعدها عرفنا أن ابن الوزير جاء في رحلة مدرسية لزيارة السد وهو ما كان معتاداً لكثير من المدارس، فقام مديرالعلاقات العامة بعزومة طلاب الرحلة علي جاتوه في نادي التجديف، وعندما سأله الوزير: هل تقوم بعزومة كل الرحلات المدرسية الأخري؟ فاعترف الموظف بأنه لا يفعل مع الجميع، فسأله عن تكاليف العزومة المدرسية، وكانت 25 جنيهاً و245 مليماً، فدفعها صدقي سليمان من جيبه الخاص، وكتب شيكاً لهيئة السد العالي بالمبلغ واعتبرها إهداراً للمال العام، وربما كانت هذه الجنيهات بالفعل في هذا الوقت إهداراً للمال العام لأن راتبي أنا وقتها لم يكن يتعدي 34 جنيهاً، وبعد 10 سنوات وصل إلي 70 جنيهاً وأخرج هذا الشيك الذي مازال يحتفظ به حتي الآن. ومن جانبه أكد اللواء باقي زكي يوسف أن خبرته التي أكتسبها خلال عمله في السد العالي كانت وراء الفكرة التي بني عليه تصوره لإزالة الساتر الترابي الإسرائيلي علي قناة السويس وعبور القناة بأبسط الطرق وأرخصها وأمنها، مشيراً إلي أن السد العالي كان في ذلك الوقت إعجازاً لمصر تحدث عنه العالم كله بعد أن بدا للجميع أنه من المستحيل تحقيقه علي أرض الواقع .