شاءت الأقدار أن يلتقي منتخب الفراعنة ومحاربو الصحراء للمرة الرابعة في أقل من عام في لقاء خارج التوقعات يسعي فيه الفراعنة لتخطي عقبة الجزائر والوصول للنهائي للحفاظ علي اللقب الأفريقي وتأكيد زعامته للقارة السمراء والثأر لأنفسهم مما حدث في السودان وتعويض الجماهير عن عدم الوصول للمونديال. أما الجانب الجزائري فيسعي لكسر شوكة بطل القارة وإثبات أن التأهل لمونديال جنوب أفريقيا لم يكن ضربة حظ. لقاء ناري كما وصفه المحللون وأكدوا أنه يختلف عن جميع اللقاءات السابقة في البطولة فالمنتخبان يعرفان بعضهما البعض جيداً ولن يستسلم أحدهما بسهولة فهو لقاء كبار ولقاء مدربين خبرة لا يحتمل الأخطاء ووصفوه أيضاً بأنه لقاء أنصاف الفرص لذلك قررنا استطلاع رأي خبراء الكرة المصرية عن أحداث المباراة المرتقبة. أكد حسن الشاذلي أن المنتخب المصري قادر علي تخطي المنتخب الجزائري فالفريقان كتاب مفتوح لبعضهما البعض، فلم يمر سوي شهر واحد علي لقاء الفريقين في تصفيات كأس العالم، وأضاف أن المنتخب المصري تطور كثيراً مع بداية البطولة وتم ضم لاعبين جدد مثل محمد ناجي جدو، ومحمد عبد الشافي ويكفي أننا المنتخب الوحيد منذ بداية البطولة الذي فاز بالأربع مباريات التي لعبها، أما فريق الجزائر فلم يغير أو يجدد في صفوفه عن المباراة الأخيرة معنا وهذه النقطة في صالحنا. ويعتقد الشاذلي أنه في حال لعب المنتخب المصري بنفس تشكيله الثابت منذ بداية البطولة مع محاولة تطوير الآداء بما يناسب لياقة لاعبي الجزائر البدنية سيكون الفوز من نصيب المنتخب المصري لأن الجزائر ليست بالفريق القوي فهي لم تظهر بقوة خلال مباريات الدول الأول وعبرته إلي دور الثمانية بفارق هدف في ظل اللوائح غير المفهمومة للاتحاد الأفريقي التي أطاحت بمالي وأهلت الجزائر ولم يظهر الفريق الجزائري بقوة سوي في مباراة كوت ديفوار وهناك فارق كبير بين مواجهة الفريق الجزائري مع أي منتخب أفريقي، ومواجهته مع المنتخب المصري. وتوقع الشاذلي أن يكون ما حدث في مباراة أم درمان هو الدافع القوي للاعبينا لتحقيق الفوز علي الجزائر وأكد أن الجهاز الفني لمنتخبنا قادر علي تهيئة اللاعبين نفسياً لهذا اللقاء، خاصة أن منتخبنا أثبت منذ بداية البطولة أنه الأفضل أفريقيا من حيث الدفاع والهجوم أي أننا منتخب متكامل. بينما أكد علي أبوجريشة الخبير الكروي أن مباراة الجزائر تختلف عن أي مباراة مع فريق أفريقي آخر فالكاميرون وكوت ديفوار لديهما أخطاء كثيرة في الناحية الدفاعية استطاع المنتخب المصري استغلالها ولكن منتخب الجزائر يمتلك خط دفاع قوي ومنظم ويعتمدون علي الكرات الثابتة ويجيدون استغلالها واحراز الأهداف منها وكذلك الكرات العرضية. وأشار أبو جريشة إلي أن الجهاز الفني لمنتخب مصر لن يقوم بدور التهيئة النفسية لأن لاعبينا لديهم الدوافع الكاملة للفوز باللقاء لأنهم يعرفون أن فريق الجزائر هو الذي اخرجنا من المونديال ولا يحتاجون لأحد أن يذكرهم بذلك فإحساس لاعبينا بالمباراة يجعلنا نفوز بدون الخوض في الحديث عن الثأر والانتقام وما إلي ذلك لأنها مجرد مباراة والأفضل سيكون الأحق بالفوز ولكن لاعبي مصر يريدون الفوز لتأكيد زعامتهم الأفريقية. ومن جانبه أشار محمود بكر الخبير الكروي إلي أن المنتخب المصري لابد أن يخوض مباراة الجزائر بشكل وأسلوب مختلف عن اللقاءات السابقة وإحداث توازن بين الدفاع والهجوم لأننا نجحنا في الفوز علي الكاميرون بفضل المساحات الكبيرة بين لاعبيه واستغلال الهجمات المرتدة مستغلين خط الدفاع المهلهل وحارس المرمي الضعيف ولكن الجزائر يتميز بعنصر السرعة والانتماء والقتالية في الأداء ويجب أن نضع في حساباتنا أنهم يلعبون من أجل هدفين الأول هزيمة مصر لأنها مصر والهدف الثاني هو الوصول للنهائي لذلك يجب أن نركز من بداية المباراة وغلق المساحات وفرض أسلوب لعب المنتخب المصري حتي لا يتكرر ما حدث في السودان لأنهم يتميزون بالسرعة في التمرير والانطلاق ولديهم خط دفاع قوي وحارس مرمي مميز ويقدمون أداء جماعياً عالياً كل هذه أسباب جعلتها تظهر بشكل جيد أمام كوت ديفوار.