انتصرت إرادة المصريين علي الطبيعة القاسية لم ترهبهم وعورة الجبل ولم يهربوا من حرارة الشمس أو يستسلموا لصعوبات جمة تواجههم.. كعادتهم دائما.. قادرون علي الإنجاز واختراق الصعوبات وصناعة الأمل بروح العمل.. فعلوها سابقاً وشقوا قناةالسويس دون اعتبار لاستحالة التنفيذ ليربطوا العالم شرقه بغربه.. وكرروها في أقصي جنوب مصر عندما شيدوا أعظم بناء في القرن العشرين وهو السد العالي في بطن الجبل يواصلون عملهم دون انقطاع وسوف يواصلون العمل دون النظر لصعوبات.. هكذا تعودنا منهم.. عمال مصر الذين أكملوا المرحلة الأولي من طريق "الصعيد البحر الأحمر«.. اعتبره البعض صعباً بل مستحيلاً فهو ليس طريقاً عادياً أو رافداً يربط بين محافظات الصعيد والبحر الأحمر لكنه شريان تنمية يعلن عن منطقة واعدة لأجيال شابة يوفر 54 ألف فدان للزراعة يتوق إليها أبناء الصعيد وسوف تكون الأولوية لهم تنفيذاً لتعليمات الرئيس مبارك و113 ألف فدان لمناطق صناعية واستثمارية وثلاثة موانئ جافة علي مساحة 750 فداناً ومجمع ضخم للصناعات المعدنية والتعدينية علي مساحة 250 فداناً، ومجمع صناعي وزراعي علي مساحة 100 فدان وغيرها من المشروعات العملاقة التي يتوقع أن توفر عشرات الآلاف من فرص العمل. وزارة الاستثمار تصدت للمشروع وراهن الدكتور محمود محيي الدين علي عمال شركة حسن علام إحدي الشركات المملوكة للدولة ليكون الإنجاز مصرياً وليصبح المشروع من المصريين إلي المصريين هكذا نفذوه وهكذا يبدأون الحصاد تلك هي الفلسفة الاقتصادية التي تجسد في باطن الجبل في جنوب مصر حيث يتواصل العمل بسواعد عمال شركة حسن علام الذين يستحقون كل تقدير ويؤكدون قدرتنا علي العطاء والإنجاز إذا ما خلصت النوايا وتوافر الإصرار الذي يبدو واضحاً علي ملامح العمال هناك فلم يتوقفوا أمام حوادث عارضة أو طارئة وإنما استمروا ولم يرهبهم الجبل بل واصلوا العمل ولم يخافوا حرارة الشمس طيلة سنوات تنفيذ المرحلة الأولي بل استبدلوا الإرهاق بالإصرار وتغلبوا علي الصعوبات بالعمل ليعلنوا مجدداً عن شركة مصرية عملاقة قادرة علي التنفيذ في أصعب الظروف ودون الالتفات لأي شيء قد يفت في عضدهم، بسواعدهم اكتمل الإنجاز ليقدموا لوطنهم مشروعاً عملاقاً نعتبره مشروع الأجيال الجديدة لما له من أبعاد تنموية واجتماعية وسياسية واقتصادية.. ننتظر عمال حسن علام في المرحلة الثانية ولن نرضي منهم مستوي أقل مما قدموه. ويمثل المشروع طفرة تنموية كبيرة حيث تكون الخريطة الاستثمارية له من أراضي الاستصلاح الزراعي علي مساحة 54 ألف فدان، ومنطقتين للتنمية الصناعية علي مساحة 112809 أفدنة، ومنطقتين للخدمات الإقليمية والسياحية علي مساحة 6857 فدانا، وشريحة من الأراضي علي جانبي الطريق بعرض 150 مترا بعد حرم الطريق بمساحة إجمالية 27 ألف فدان تستخدم في مشروع التنمية الاستثمارية وعدد 11 تجمعا عمرانيا بمساحة إجمالية 2 مليون متر مربع لإقامة تجمعات عمرانية جديدة حول الطريق وثلاثة موانئ جافة علي مساحة 750 فدانا ومجمع صناعي زراعي علي مساحة 100 فدان ومجمع للصناعات التعدينية علي مساحة 250 فدانا. وزير الاستثمار يعتبر تنفيذ هذا المشروع بتكلفة تقدر بحوالي 1600 مليون جنيه في مرحلته الأولي تجسيدًا فعليًا لبرنامج إدارة الأصول وذلك من خلال استخدام عائدات البرنامج لإقامة مشروع مهم يخدم محافظات الصعيد في قنا، وسوهاجوأسيوط ويربطها بالبحر الأحمر إضافة إلي إتاحته آلافًا من فرص العمل لأبناء محافظات الصعيد. ويري أيضًا أن طريق الصعيد البحر الأحمر ليس مجرد طريق يربط الصعيد بالبحر الأحمر ويقلل المدد الزمنية للانتقال ولكنه واحد من أكبر مشروعات البنية الأساسية في مصر يخلق شريانا جديدا للحياة والنماء في الصحراء الشرقية بطول 412 كم ويتيح علي جانبيه أراضي زراعية والعديد من مناطق الاستثمار الصناعية والسياحية والتجارية والخدمية. ومنذ انطلاق المشروع العملاق أخذ الدكتور محمود محيي الدين علي عاتقه مهمة الوقوف إلي جانب العمال بصفة مستمرة حتي تكررت زياراته إلي المشروع لشحذ الهمم وضمان تحقيق الانجاز في الوقت المحدد له. ليس هذا فحسب بل إزالة العقبات التي قد تعترض التنفيذ في أي لحظة. وأشاد دائما بحجم الجهد المبذول من قبل شركة حسن علام في الطريق بجميع وصلاته، مشددا علي أهمية إنهاء المرحلة الأولي من الطريق في الموعد المحدد له ليتم ربط محافظة سوهاج بمدينة سفاجا علي البحر الأحمر علي أن يتبعه ربط محافظة أسيوط بالطريق في فبراير 2010 . وأكد وزير الاستثمار أهمية الانتهاء من جميع الخدمات علي الطريق والتنسيق مع الجهات المعنية لتكون هذه الخدمات جاهزة لخدمة مستخدمي الطريق من الساعات الأولي لتشغيله والتي تشمل محطات البنزين، والخدمات المرورية، والخدمات الصحية، مع أهمية تيسير وسائل النقل الجماعي لخدمة المسافرين وذلك من خلال شركات النقل الجماعي الخاصة، وتسيير خطوط منتظمة لشركة الوجه القبلي للنقل البري - تتبع الشركة القابضة للنقل البحري والبري - لنقل الركاب من الصعيد إلي البحر الأحمر. وأكد الدكتور محمود محيي الدين أن عمل وزارة الاستثمار في هذا المشروع التنموي المهم لن يتوقف عند الانتهاء منه وتشغيله ولكنه سيمتد لما هو أبعد من ذلك من خلال الترويج للمشروعات التي ستتاح علي جانبي الطريق بهدف جذب الاستثمارات إليها التي ستتيح الآلاف من فرص العمل لأبناء الصعيد، إضافة إلي قيامها بالتوازي مع ذلك بالمشاركة من خلال شركات تداول الحاويات التابعة لها في تطوير موانئ البحر الأحمر التي ستساهم في خدمة الاستثمار في الصعيد وفي هذا الإطار أكد اللواء محمد يوسف رئيس الشركة القابضة للنقل البحري والبري أن الشركة تقوم من خلال شركات الحاويات الثلاث التابعة لها - الإسكندرية وبورسعيد ودمياط - بإعداد الدراسات اللازمة لإنشاء مشروع محطة حاويات سفاجا بتكلفة تصل إلي 2 مليار جنيه. محيي الدين يصف طريق الصعيد البحر الأحمر بالحلم الذي ظل يراود أهالي الصعيد منذ أكثر من خمسين عاما يتحقق بفضل المساندة التي يوليها الرئيس مبارك للصعيد وتنفيذ المشروعات الكبري به والتي من شأنها أن تحقق التنمية بالصعيد. فالمشروع يستهدف أيضا إنشاء العديد من المشروعات المرتبطة بالطريق وإنشاء 3 موانئ جافة في بداية الطريق بمساحات تصل إلي 3 ملايين متر مربع في محافظات أسيوط، سوهاج، والبحر الأحمر، وإنشاء مشروعات سياحية وزراعية ومشروعات للنقل المبرد والتخزين. إضافة إلي أنه يساهم في إحداث التنمية في مصر والذي من شأنه أن يساعدنا علي تجاوز التقلبات التي يعاني منها الاقتصاد العالمي في ظل تبعات الأزمة المالية العالمية. كما أنه يشمل تخصيص الأراضي الزراعية حول الطريق والتي تصل إلي 55 ألف فدان في سوهاجوأسيوطوقنا، وأن الأولوية في إتاحة هذه الأراضي ستكون لأبناء هذه المحافظات، وستتولي الشركة القومية للتشييد من خلال الشركة المنشأة لتنمية الطريق تحديد الطريقة اللازمة لإتاحة الأراضي، بالتعاون مع المجالس المحلية بالمحافظات.