تحول حلم 4 آلاف من شباب المنيا بتسلم قطع الاراضي المخصصة لهم في مشروع "ابني بيتك" الي كابوس مزعج بعد ان فوجئوا خلال تسلمهم اراضي المرحلتين الثانية والثالثة ببعدها عن المدينة بأكثر من 15 كيلو مترًا في ظل وقوعها وسط الصحراء الشرقية المنعزله المواصلات وشبكات المرافق والخدمات. الشباب وجدوا انفسهم فجأه بين مطرقة المقاولين وسندان جهاز المنياالجديدة بعد رفض عمال البناء الذهاب الي اراضيهم التي تقع شمال كمين الصفا في الوقت الذي ضاعف فيه المقاولون الأسعار لتصل الي اكثر من 100 الف جنيه للطابق الواحد ناهيك عن تهديد الجهاز المتواصل للمستفيدين بسحب اراضيهم في حالة عدم انتهاءهم من اقامة منازلهم في المهلة المحددة. وليد محمود "موظف" يقول ان المستفيدين شعروا بسعادة بالغه عندما قام جهاز مدينة المنياالجديدة بتسليمهم قطع الاراضي المخصصة لهم إلا ان هذه السعادة لم تدم كثيرا بعد ان وجد الشباب انفسهم في منطقة بوسط الصحراء تفتقد لابسط الخدمات والمرافق. وتضيف علا موسي "من المستفيدين" أن الشباب شعروا بالظلم بعد ان تسلموا قطع الاراضي لبعدها الشديد عن مدينة المنيا خاصة وان المستفيدين من المرحلة الاولي والذي وصل عددهم الي 400 شاب تسلموا الاراضي في أجمل منطقة بمدينة المنياالجديدة و التي لا يفصلها عن مدينة المنيا الام سوي 6 كيلومترات وتتاخم استراحة المحافظ و مركز مبارك للمؤتمرات. واشارت الي ان المستفيدين بالمرحلة الاولي لم يشعروا بالمعاناة التي يعيش فيها باقي المستفيدين الذين تسلموا اراضيهم في مناطق بعيدة بلا مواصلات وبتكاليف بناء متضاعفة بالاضافه الي حصولهم علي مميزات أخري مثل طن الحديد المجاني الذي تبرع به رجل الاعمال أحمد عز لهم . وتوضح مرفت محمد "موظفة" أن السماسرة يقفون أمام جهاز مدينة المنياالجديدة في محاولة لجذب المستفيدين بالمشروع للاتفاق معهم علي بناء اراضيهم لافته الي ان بعض الشباب ينجرفون وراء هؤلاء السماسرة إلا انهم يفاجئون بزيادة المبالغ المطلوبة منهم عن الاخري التي تم الاتفاق عليها. و يشير أيمن يونس "من المستفيدين" الي أنه كان يسكن بشقة بالايجار وانتظر طويلا الحصول علي قطعة الارض بمشروع ابني بيتك إلا انه شعر بالصدمة عندما ذهب لاستلامها بعد ان وجدها وسط الصحراء في موقع يصعب تعميره خلال سنوات موضحاً ان المقاولين الذي اتفق معهم علي بناء الارض قالوا له أنها مدينة للاولاد أو الاحفاد. و ينتقد ابراهيم هريدي "موظف" التقديرات التي تحددها وزارة الاسكان من خلال الخطابات التي يرسلها الجهاز للمنتفعين للحصول علي رخصة البناء وتحدد القيمة التقديرية لبناء ثلاثة طوابق بأكثر من 70 ألف جنيه في الوقت الذي وصلت فيه قيمة التعاقدات بين الشباب و المقاولين الي 125 ألف جنيه للطابق الاول فقط! وتقول نظيره سيد"من المستفيدين" أنها حاولت اكثر من مره بعد استلامها للارض الذهاب اليها إلا انها لم تجد اية مواصلات فأضطرت الي استئجار سيارة لنقلها بمبلغ 40 جنيها وبالرغم من ذلك لم تستطع الوصول الي ارضها لعدم وضع علامات محدده للمساحات التي توقع في قلب الصحراء. ويشير أشرف حسانين "موظف" الي انه شاهد أحد المستفيدين الذي جاء لاستلام الارض يضع اطار سيارة علي القطعة التي حصل عليها حتي يستطيع الوصول اليها مرة أخري!