"أنا إيهاب العزازي باحث مصري بدرجة الدكتوراه تخصص التاريخ والحضارة الإسلامية، قلمي وفكري حبيس لعدم استطاعتي العمل في مؤسسة صحفية، فأتمني دعمكم.. إنني أريد فرصة للحياة أكتب من خلالها سطور مستقبلي.. أتمني أن تري سيرتي الذاتية وكم أنا أجتهد من أجل مستقبل أفضل. ارجوك لا تتخلي عن أحلامي بدعمك وتشجيعك لي.. إيهاب العزازي". هذه آخر رسالة تلقيتها علي بريدي الالكتروني، لشاب يبحث عن فرصة عمل، وتقريبا أتلقي مثل هذه الرسائل بشكل شبه يومي، أنشر بعضها، حين أجد أن الأمر ملح بدرجة لا يستطيع معها صاحب الرسالة الحياة بدون عمل.. لكن كل المناشدات وطلبات التوظيف التي أنشرها نيابة عن أصحابها في هذا المكان لا تجد ردا! البحث عن فرصة عمل أمر مشروع، والمساهمة في ذلك عمل جليل، لا أستنكف القيام به، لكن تكرار نشر هذه المناشدات لا يأتي بنتيجة، فلا الحكومة مهتمة بتوظيف الناس، ولا القطاع الخاص يتعامل مع مثل هذه المطالب بجدية، ويبدو أن الطريق الوحيد لتوظيف الناس هو الاتصال الشخصي بأصحاب الأعمال. ولما كنت أعتقد أن البحث عن أعمال للناس ليس مهمة صاحب القلم، وأن الاتصال بمسئول أو رجل أعمال لتوظيف إنسان هو نوع من الخدمة الشخصية، تستدعي المقابل، ولما كنت لا أملك هذا المقابل مفضلا حياد قلمي فإنني أعتذر للقراء عن التوقف عن نشر هذه الرسائل اعتبارًا من الآن. صحيح أنني أتمني المساهمة في توفير فرصة عمل لكل من يبحث عنها، لكن النشر لا يجدي هذه الأيام، ولم أعتد الاتصال بأي مسئول لقضاء مصلحة شخصية سواء كانت لي أو لقريب، ومن هنا فإن نشر طلبات التوظيف في هذه المساحة لا يجدي، لذلك أعتذر لكل قارئ يبحث عن فرصة عمل ويتوسم قدرتي علي مساعدته في طلبه المشروع. وأعتقد أن حل قضية البطالة في هذا البلد لا يجب أن يكون عن طريق مناشدات عبر الصحف، وإنما عبر عمل جماعي، كأن تتكون جماعات أهلية في جميع المدن والمحافظات المصرية للمتعطلين وتشكل اتحادا علي مستوي الجمهورية، وعندها يصبح المتعطلون والباحثون عن عمل قوة ضغط، تجبر المسئولين وغيرهم علي حل مشكلة التعطل عن العمل بشكل أكثر جدية وإلحاحًا مما هو معمول به الآن.