مع الساعات الأولي لبداية عام ميلادي جديد، اكد الرئيس مبارك في كلمة له بهذه المناسبة اننا نتطلع بكل الخير لمصر وشعبها والعالم من حولنا مع استقبال عام جديد ووداع آخر صعب. وفيما يلي النص الكامل لكلمة الرئيس: - الإخوة المواطنون.. اتحدث إليكم في مطلع عام هجري وميلادي جديد.. أتوجه بصادق تمنياتي لكل مصري ومصرية علي امتداد أرض الوطن.. ولأبناء مصر المغتربين في الخارج وعائلاتهم. أتحدث إليكم جميعا.. حديثا من القلب، نودع عاماً مضي.. بكل ما شهده من أحداث وأزمات وصعاب.. ونستقبل عاما جديدا.. نتطلع لأن يحمل كل الخير لمصر وشعبها وأمتها.. وللعالم من حولنا. نودع عاما حافلا وصعبا.. لنا ولمنطقتنا وللعالم.. استمرت خلاله الأزمة الحادة لركود الاقتصاد الدولي.. طالت بتداعياتها الدول المتقدمة والنامية علي السواء.. ووضعت الجميع أمام تحديات وخيارات صعبة. لقد تعاملنا مع هذه الأزمة.. باقتصاد مصري عززت قوته خطوات الإصلاح.. وبحزم متتالية للإنعاش الاقتصادي.. وإجراءات مدروسة لتشجيع الاستثمار والصادرات.. معتمدين في ذلك علي الموارد الذاتية لاقتصادنا.. ونجحنا في تخفيف تداعيات هذه الأزمة العالمية.. علي مستويات الاستثمار والعمالة وعلي البسطاء من أبناء الشعب، كما نجحنا في تحقيق معدل للنمو الاقتصادي بنحو "4.7%".. نتوقع زيادته في العام الجديد. نودع عاما.. شهد في بدايته العدوان الإسرائيلي علي "غزة".. وجهود مصر لوقف العدوان.. ولدفع مساعدات الإغاثة الإنسانية لأهالي القطاع.. ولعقد مؤتمر شرم الشيخ لإعادة الإعمار، كما شهد استمرار الانقسام المؤسف في الصف الفلسطيني.. بتداعياته الخطيرة علي شعب فلسطين وقضيته. نودع عاما.. لاحت في بداياته فرصة سانحة للسلام.. سرعان ما تراجعت نتيجة لمواقف إسرائيل.. ولانقسام الصف الفلسطيني.. كما شهد استمرار الأزمات وبؤر التوتر بمنطقتنا.. في العراق.. ومنطقة الخليج.. واليمن.. والسودان.. والصومال.. فضلا عن استمرار الحرب في أفغانستان.. بتداعياتها علي باكستان.. وعلي منطقة الشرق الأوسط. نعم.. لقد كان هذا العام صعبا.. علينا وعلي العالم.. أضاف لتحدياته وأزماته الاقتصادية والسياسية.. تحديا جديدا هو انتشار وباء جديد يهدد البشرية.. نمضي في اتخاذ جميع التدابير والاحتياطات.. للتوقي من مخاطره علي أبناء شعبنا. - الإخوة والأخوات.. إننا نستقبل العام الجديد بثقة وأمل.. نستقبله بتطلعات جديدة لوطننا وشعبنا.. تبني علي ما حققناه وأمامنا تحديات جديدة تطرحها قضايا المجتمع المصري.. والأزمات والمخاطر التي تحيط بمنطقتنا وأمتنا. نستقبل العام الجديد.. ملتزمين ببرنامج انتخابي طموح.. قطعنا شوطا كبيرا في تحقيقه.. ونمضي في استكماله بكل العزم والتصميم. نستقبل العام الجديد.. بالمزيد من العمل لمواجهة أزمة الاقتصاد العالمي.. ولتحقيق معدلات أفضل للنمو الاقتصادي.. نفتح أبوابا جديدة للاستثمار.. ونوفر المزيد من فرص العمل لشبابنا. نمضي خلال العام الجديد.. في خطوات الإصلاح والتحديث والبناء.. نواصل توسيع قاعدة العدل الاجتماعي.. نقف بجانب الفقراء والبسطاء والقري الأولي بالرعاية.. ونبذل كل الجهد للارتقاء بما يقدم للمواطنين من خدمات. نستكمل مشروعاتنا الطموحة للنهوض بالقرية المصرية.. نمضي في تطوير التعليم بمختلف مراحله.. نتيح المزيد من مشروعات الإسكان للشباب.. ونوفر مظلة متطورة للضمان الاجتماعي والتأمين الصحي.. لكل مواطن يعيش علي أرض مصر. نخطو بخطوات واثقة في تدعيم الديمقراطية.. بانتخابات برلمانية حرة ونزيهة خلال العام الجديد.. ترسخ دعائم الحياة السياسة والحزبية.. وتبني علي ما حققناه من الإصلاح الدستوري والتشريعي. نواصل تحركنا إلاقليمي والدولي.. من أجل سلام واستقرار وأمن منطقتنا.. مدركين ما تشهده هذه المنطقة الصعبة من مزايدات.. ومحاولات للعب الأدوار وبسط النفوذ.. مدافعين عن هوية عالمنا العربي.. وقضاياه وآمنه ومصالحه. نمضي في جهودنا.. لتوحيد الصف الفلسطيني.. ولتحقيق سلام عادل.. ينهي معاناة الشعب الفلسطيني.. يعيد الحقوق لأصحابها.. ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة.. وعاصمتها القدس الشريف. نحافظ علي أمن مصر القومي.. وحدودها وأرضها وسيادتها.. ونتخذ كل ما يلزم من إجراءات وتدابير.. من أجل الحفاظ علي أمن وستقرار الوطن.. وأمان أبنائه. الإخوة المواطنون.. إننا نستقبل العام الجديد.. بعزم راسخ وإيمان لا يتزعزع.. واثقين في قدرتنا علي استكمال جهودنا.. لبناء مجتمع مصري حديث ومتطور، نستمد ثقتنا من رصيد متراكم من العمل والإنجاز.. ونتطلع للمزيد من عطاء كل مصري ومصرية من أجل الوطن.. نعمل يدا بيد.. من أجل نهضة شاملة.. تمضي بنا نحو المستقبل الذي نعمل من أجله.. نمضي علي الطريقإ ليه.. بمؤسسات راسخة.. وبنيان سياسي وديمقراطي متين يتأسس علي الدستور والقانون.. واقتصاد قوي واعد.. يفتح أبوابا جديدة للمزيد من الاستثمارات والنمو وفرص العمل. نمضي في طريقنا.. واعين لمعطيات مجتمعنا ومنطقتنا والعالم من حولنا.. بتراث ثقافي وحضاري عريق.. ومجتمع قوي متماسك بمسلميه وأقباطه ووحدة أبنائه. حفظ الله مصر وطنا آمنا.. مرفوع الراية.. موفور العزة والكرامة.. وطناً غالاً وعزيزاً.. غنياً بسواعد شبابه وشاباته وعماله وفلاحيه.. وبفكر علمائه وكتابه ومثقفيه.. يمضي في بناء نهضته.. ويخطو بعزم وأمل نحو عام جديد. كل عام وأنتم بخير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،