استقبل أمس الرئيس الإثيوبي جيرماولدي جيرجيوس د.أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له وصرح د.نظيف عقب المقابة بأنه أطلع الرئيس الإثيوبي علي نتائج مباحثاته مع رئيس الوزراء الإثيوبي، وكذلك علي نتائج المنتدي المصري- الإثيوبي الذي تم خلاله التوقيع علي مذكرة تفاهم لتأسيس مجلس أعمال مصري- إثيوبي مشترك، وقال رئيس الوزراء إن حرص مصر علي تطوير علاقاتها الاقتصادية مع إثيوبيا خاصة في مجال التجارة والاستثمار، التي وصفها بأنها علاقة "مصيرية وتاريخية"، مؤكدا أهمية تطوير تلك العلاقات لصالح البلدين والشعبين، وأعرب عن اعتقاده بأن العلاقة بين أكبر دولتين في حوض النيل وهما مصر وإثيوبيا سيكون لها تأثير مباشر علي بقية دول حوض النيل التي تتطلع أيضا لتحقيق مثل هذا التعاون الاقتصادي، مشيرا إلي أن الفترة المقبلة تشهد التركيز علي البنية التحتية لربط دول حوض النيل مع إمكانية الاعتماد علي ميناء بور سودان وربطه بريا وعربيا لإتاحة نقل البضائع والسلع وأيضا تطوير الربط الجوي لتفعيل نقل اللحوم المجمدة بين البلدين، كذلك التركيز علي الطاقة وهي كلها أمور ضرورية لتحقيق الاستثمار، كما أعرب عن اعتقاده بأن ما جري من مباحثات في إثيوبيا يعد بداية حقيقية لمبادرة التنمية في حوض النيل التي نرغب جميعا أن نراها تؤدي إلي المزيد من النجاح من أجل شعوب ارتبط مصيرها بنهر النيل. واتفق رئيس الوزراء علي دعم الاستثمار والتجارة بين البلدين من خلال تجديد بعض الاتفاقيات التي كانت موجودة بالفعل مثل اتفاقيات حماية وتشجيع الاستثمار أو من خلال اتفاقيات جديدة تمنع الازدواج الضريبي أو بعض الاتفاقيات الخاصة لإزالة العوائق الخاصة بالتجارة، مشيرا إلي أن الوزراء المعنيين في البلدين سوف يلتقون حول هذه الاتفاقيات ومتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه. أشار رئيس الوزراء إلي أن ما قيل عن تأخر مصر في التواجد السوق الإثيوبية غير صحيح سواء في دول حوض النيل أو في إثيوبيا، وقال إننا علي بداية مرحلة جديدة لتعميق التعاون بين البلدين. وقد شهد الدكتور نظيف ونظيره الإثيوبي منتدي رجال الأعمال الذي تم خلاله الإعلان عن تأسيس مجلس أعمال مشترك بين البلدين وقعه عن مصر المهندس حسين صبور رئيس جمعية رجال الأعمال وعن إثيوبيا رئيس غرفة التجارة الإثيوبية. وقال ميليس زيناوي رئيس الوزراء الاثيوبي إن مصر وإثيوبيا تربطهما علاقات تاريخية عميقة ولا يستغني أحدهما عن الآخر إلا أن هذه العلاقات شابها بعض الفتور وسوء الفهم علي مراحل متعاقبة لأسباب أغلبها غير حقيقي وترتبط برؤية مغلوطة لدي الشعبين وعلينا تحويل قضية مياه النيل إلي أساس للتعاون ولا نتركها لكي تتخذ كأداة للمواجهة بين البلدين، ولن يتحقق ذلك إلا بوضع أسس قوية للتبادل التجاري والاستثماري بما يطور العلاقات بين الشعبين ويزيل العقبات، ووصف زينادي زيارة نظيف بأنها "حدث كبير"، مؤكدًا التزام الحكومتين الإثيوبية والمصرية بتطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري وإزالة المعوقات. وأشار إلي أن العلاقات بين البلدين لن تكون رهينة للعلاقات فيما يتعلق بمياه النيل، وأن البلدين اتخذا قرارات استراتيجية بتنمية علاقاتهما بطريقة غير مرتبطة بنهر النيل بحيث لا يؤثر ذلك علي العلاقات التجارية أو الاستثمارية. ورحب رئيس وزراء إثيوبيا بفكرة الشراكة بين رجال الأعمال المصريين والإثيوبيين، كما التقي الدكتور أحمد نظيف السفراء العرب المعتمدين في أديس أبابا. أكد د.نظيف خلاله أن مصر قررت بدء مرحلة تعاون جديدة مع دول حوض النيل وأشار د.نظيف إلي أن التوجه المصري يقوم علي محوري التجارة والاستثمار كأساس لزيادة روابط التعاون بين الشعبين مطالبا بوجود دور عربي وتنسيق للعمل علي تنمية التجارة الأفريقية لما لها من أبعاد استراتيجية مع دول الوطن العربي سواء التي تقع في شمال أفريقيا أو غرب آسيا وترتبط بدول أفريقيا. وقال د.مجدي راضي المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء إن السفراء العرب حرصوا خلال اللقاء علي التعرف علي جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية والمحافظة علي استقرار السودان والوضع في العراق.. كما شمل الحوار محور التعاون الاقتصادي العربي حيث أكد د.نظيف الأهمية الكبري للقمة الاقتصادية الأولي التي عقدت في الكويت.. وتتطلع مصر لأن تشهد المرحلة المقبلة تطورًا مهما.. وأن تشهد القمة الاقتصادية المقبلة في القاهرة الوصول إلي نتائج مهمة لتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الدول العربية. من جانبه، أكد طارق عامر رئيس مجلس ادارة البنك الاهلي ان البنوك العامة المصرية قررت تأسيس صندوق للاستثمار في اثيوبيا رأسماله مليار دولار ورأس مال مدفوع 051 مليون دولار وتم الاعلان عنه امس خلال اعمال منتدي رجال الأعمال هذا الصندوق يساعد رجال الأعمال المصريين في تأسيس مشروعات الشركات في إثيوبيا ودول حوض النيل ايضا. واضاف ان الحالة الجيدة للبنوك المصرية ستساعد المستثمرين علي تلبية احتياجاتهم التمويلية وسيقوم الصندوق بمساعدتهم في عملية التأسيس ورؤوس الاموال اضافة الي المساعدة الفنية لرجال الأعمال. وقال ان البنك الأهلي قرر الدخول في مجال الاستثمار الزراعي في اثيوبيا حيث تستورد مصر ما قيمته 8 مليارات دولار سنوياً من المنتجات الزراعية كما يجري حاليا دراسة التعاقد مع الحكومة الاثيوبية علي استزراع 05 ألف فدان زراعي في اثيوبيا وقدمنا طلبا بهذا لوزارة الزراعة الاثيوبية. كما تم تشكيل مجموعة مشتركة من الخبراء من الجانبين لاختيار افضل الأماكن المتاحة لهذا المشروع.