تسارعت خلال الساعات الماضية المباحثات الإسرائيلية الداخلية للتوصل إلي قرار نهائي بشأن صفقة تبادل الأسري مع حركة حماس وذلك بالتزامن مع وجود الوزير عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية في إسرائيل حيث التقي عددا من ساساتها. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أجري محادثات مطولة استمرت ساعات مع الوزير عمر سليمان حول قضية الأسري وكيفية استئناف مفاوضات السلام. وأضافت أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل صفقة الأسري وأوضحت أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو سيقرر خلال ساعات ما إذا كان سيعرض صفقة الأسري علي الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ قرار نهائي بشأنها أم لا. وأشارت إلي أن نتانياهو أجري أمس الأول ثلاثة اجتماعات متواصلة مع الطاقم الوزاري المصغر حول الصفقة مؤكدة أن رئيس الوزراء يصر علي ابعاد عدد من الأسري الفلسطينيين المنوي اطلاق سراحهم ضمن الصفقة إلي خارج الأراضي الفلسطينية مع ضمان عدم عودتهم إليها مستقبلاً. وكشفت الإذاعة الإسرائيلية عن أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر انقسم مناصفة ما بين مؤيد ومعارض للصفقة ما يمنح رئيس الوزراء صوتا حاسما. حيث أبدي ثلاثة وزراء بينهم وزير الدفاع ايهود باراك الموافقة علي انجاز الصفقة مقابل معارضة ثلاثة آخرين بينهم وزير المعارضة افيجدور ليبرمان. في غضون ذلك ناشد والدا جلعاد شاليط الجندي المحتجز لدي حماس نتانياهو بإنقاذ نجلهما عبر التوصل لاتفاق تبادل وكتب الوالدان في رسالة تسلمها نتانياهو «نتوجه إليك في صرخة من القلب في اللحظة الأخيرة. نناشدك انقاذ ابننا. انقذ ابننا.. حتي لا يصير مصيره كمصير الطيار الإسرائيلي رون آراء». علي الجانب الآخر أوضح مصدر في حركة حماس أن الخلاف الحالي مع إسرائيل في إطار صفقة الأسري يدور حول عشرة أسماء فقط تطالب حماس بالإفراج عنهم بينما تعتبرهم إسرائيل خطرا علي أمنها القومي. وأكد أن حماس «تمكنت من نيل موافقة عدد من الدول العربية علي استضافة عدد من الأسري الذين سيتم ابعادهم بموجب صفقة التبادل المتوقع الإعلان عن اتفاق بشأنها في الأيام المقبلة». وفي السياق ذاته، أفاد مصدر دبلوماسي أوروبي «إسرائيل أبلغت جهات أوروبية ودوائر أمريكية أنها مضطرة للموافقة علي صفقة التبادل بثمن كبير بعد عجزها عن استعادة شاليط وفشلها في معرفة مكان وجوده». علي صعيد عملية السلام طلب وزير البنية التحتية الإسرائيلي بنيامين بن اليعزر من مصر تنظيم لقاء بين نتانياهو والرئيس محمود عباس من أجل إعادة إطلاق المفاوضات السياسية بين الجانبين. بدوره قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن الرسالة التي نقلها الوزير عمر سليمان لصانعي القرار الإسرائيليين تتلخص في تأكيد ضرورة وقف النشاطات الاستيطانية بشكل جدي تمهيدًا لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينين. وأشار عريقات في حديث لراديو إسرائيل إلي وجود تعاون فلسطيني عربي للتوجه إلي مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار حول مرجعية حدود 67. من جانبها استبعدت مصادر فلسطينية مطلعة أي حراك سياسي قبلم مطلع العام المقبل، مشيرة إلي أن الأطراف جميعا تنتظر زيارة للمبعوث الأمريكي جورج ميتشل للمنطقة. وشددت المصادر في تصريحات نشرتها صحيفة «الأيام» الفلسطينية أمس علي ضرورة عدم رفع سقف التوقعات، لافتة إلي أن ثمة أمرين أساسيين يمكن بناء عليهما القول إن كانت هناك انطلاقة ستحدث أم لا وهما، الوقف الإسرائيلي الشامل للاستيطان بما في ذلك في القدس، أما الأمر الثاني فهو مرجعية واضحة ومحددة لعملية السلام تقوم علي أساس حل الدولتين علي أساس حدود 1967 وبما يشمل جميع القضايا ومن النقطة التي وصلت عندها المفاوضات. وقالت المصادر: «من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية بعيدة عن الاستجابة لهذين المطلبين بل علي العكس من ذلك فإنها مستمرة في دعم الاستيطان الإسرائيلي وهو ما يجعل من الصعب توقع أي انطلاقة في العملية السلمية من الجمود الحالي». وأشارت إلي أن ما يجري الحديث عنه من إجراءات إسرائيلية مثل توسيع المناطق الخاضعة لنفوذ السلطة الفلسطينية وإطلاق سراح معتقلين والتخفيف من وحدة القيود المفروضة علي حركة الأفراد والبضائع إنما هي إجراءات بناء ثقة لا تغني عن وقف الاستيطان والالتزام بمرجعية واضحة للمفاوضات. ميدانياً.. توغل أمس الجيش الإسرائيلي شمال غرب قطاع غزة ونقلت وكالة «معا» الفلسطينية عن شهود عيان قولهم إن قرابة 20 آلية عكسرية إسرائيلية قد توغلت في منطقة الغول وسط تحليق مكثف لطائرات الاباتشي والاستطلاع، فيما سمع في نفس المنطقة دوي اشتباكات مسلحة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية. كما قصفت المدفعية الإسرائيلية منطقة الجمارك في بيت حانون شمال غزة