حالة من الذعر يعيشها أهالي قرية "النزلة" بالفيوم يومياً بسبب مصرف "الوادي" الذي يشق القرية بمياهه المخلوطة بالصرف الصحي موزعاً للأمراض في كل جانب ومتسبباً في هدم أكثر من 300 منزل بالقرية وغرق العديد من الأطفال فيه فضلاً عن جرائم القتل التي يشهدها بالقاء الضحية به. قرية النزلة التي تبعد عن الفيوم ب25 كيلو وتبلغ مساحتها 3 آلاف فدان تنتظر كارثة حقيقية في ظل هذا الوضع المأساوي للمصرف الذي حاولوا ردمه بالجهود الذاتية لكنهم فشلوا وكذلك في ظل غفوة المسئولين بالفيوم. "علي عبد المولي" أحد سكان القرية يقول مصرف الوادي خليط بين مياه الصرف الزراعي والصرف الصحي لمحافظة الفيوم وتغذي مياه بحيرة قارون الأمر الذي أدي إلي تلوثها ودمار للثروة السمكية بها. وترتفع المياه أربع مرات سنوياً نتيجة فتح "بوابات الريان" وتؤدي إلي اغراق البيوت وتدمير الزراعات إضافة إلي انتشار الأمراض والحشرات التي تصيب الأطفال، وأصبحت التربة هشة نتيجة تآكلها بسبب هذه المياه مما أدي إلي سقوط منازل بأكملها. ويكمل "محمد عزمي" مدرس بالقرية وأحد المتضررين.. ترميم البيوت يكلفنا مبالغ كبيرة إضافة إلي أن الشروخ تعود للظهور مرة أخري بعد ارتفاع المياه ودخولها للمنازل فهو ما أدي لتهدم أكثر من 300 منزل، ونقل المتضررين إلي عزبة الجبل بعد إنشاء منازل لهم بمساحة 80 متراً للمنزل، ولكن المخاوف تزداد حالياً بعد إنهيار عشرة منازل أخري في الفترة الأخيرة وعدم تعويض أصحابهما، وكثيراً ما سمعنا وعود بردم المصرف حتي لا تتآكل القرية بأكملها إلا أنه حتي الآن لم يتم تنفيذ شيء وعن عدم وجود اعتمادات مالية لعملية الردم بالرغم من قيام المركز بردم مصرف العمل الذي كان يمر بالقرية أيضاً ويصب في الوادي بعد أن تسبب في هدم المنازل المحيطة به. ويضيف "رجب منتصر" سمعنا عن تحويل المكان "لمشروع سياحي" وعمل المدرجات علي الهضبة بسبب وجود مجموعة من الاثار الرومانية بها إلا أنه حتي الآن لم ينفذ شيء وحاولنا ردم المصرف بالجهود الذاتية من خلال القاء مخلفات المباني والصخور به إلا أن محاولتنا باءت بالفشل نظراً لارتفاع حجم المصرف الذي يصل إلي "30 فدانا" والحل هو عمل "مواسير" صخمة تمر بها هذه المياه وردم المصرف واستخدام هذه المساحة لتطوير القرية أو إنشاء المشروع السياحي مثلما قال المسئولون والا فإن هذا المصرف سوف يبتلع القرية بأكملها مع مرور الوقت. ويكمل "حسين علي" المصرف أصبح مكاناً لإلقاء القمامة به فتحول إلي بركة من مياه الصرف والمخلفات المختلفة إضافة إلي سقوط أكثر من طفل به، وحدوث الكثير من جرائم القتل والقاء الضحية بالمصرف وكان آخرها فتاة من الفيوم قام والدها بقتلها والقائها فيه ووجدناها به وقمنا بانتشالها وأضاف: حضرت أكثر من مرة مع لجنة الاستشاريين التابعين للمحافظة والذين يكتبون التقارير ويعدوننا بتخصيص ميزانية للردم في العام المقبل ولكن لا شيء يتحقق بالرغم من خطورة الموقف وبصوت مذبوح تملؤه الدموع قال "أحمد عبد العال" سقط ابني محمود 12 عاماً في المصرف وغرق أثناء اللهو مع أصدقائه وانهيار إحدي حواف الهضبة وسقوطها بالمصرف وبالرغم من أن حالة ابني ليست الوحيدة فقد سبقه طفل آخر إلا أن المسئولين لا يستجيبون لاغاثتنا وينتظرون لحين وقوع كارثة كبيرة أو اختفاء القرية بأكملها أسفل المصرف حتي يبدأوا بالعمل في ردمه وانهاء معاناتنا. ،من جهته نفي المهندس "كمال طه الشريف" وكيل وزارة الري بالفيوم ما ردده الأهالي علي صرف مياه الصرف الصحي لمحافظة الفيوم بالمصرف وقال: طبقاً لقانون التلوث فإن وزارة الري من حقها عمل محاضر للجهة التي تقوم بمثل هذا وهو مالم يحدث لافتآً أن مياه المصرف صالحة للشرب وتقوم بتغذية وادي الريان وبحيرة قارون وليس صحيحاً أن المياه تغرق البيوت الموجودة بالنزلة وتسببت بهدمها وإذا حدث هذا في 2001 فإن عدم حدوثه حتي الآن يعتبر إنجازاً. مشيراً إلي أن اعتماد 60 مليون جنيه ضمن مشروع الاتزان المائي لسحب 65 مليون متر مكعب من المياه سنوياً قبل مصبها في البحيرة لخفض منسوب المياه بها بخط مواسير طوله 8.5 كيلو وذلك لرفع منسوب المياه بوادي الريان وانقاذ المنشآت السياحية من الغرق نتيجة ارتفاع مياه البحيرة وكذلك توفير المياه لري 5 آلاف فدان بمنطقة قوته.