كل عيد وأنتم بألف خير، انتهت الإجازات وعاد معظم الناس لأعمالهم، وقد جنينا جميعًا الكثير من الفوائد المعتادة من العيد والإجازة علي حد سواء، مثل أداء الطاعات والعبادات، وإعادة الاعتبار لصلة الرحم التي تتوه منا في زحام الحياة الصعبة هذه الأيام، وقضاء بعض الأوقات مع أولادنا الذين قد تمر أيام دون أن نراهم، مع بعض الراحة وتجديد النشاط، والعودة بعد شحن بطاريات الطاقة الشخصية. وإضافة إلي مثل هذه الفوائد المعتادة كل عيد أصبحنا نحتفل في الأعياد أيضًا بتوقف برامج التوك شو في التليفزيون والفضائيات، وأصبح غيابها أحد أبرز مظاهر الاحتفال في العيد، فنحن نعاني طوال العام، من إعلام منفلت إلي درجة غير مسبوقة، وحالة من الجهل لدي معظم مقدمي هذه البرامج لافتة للنظر، واختفاء المذيعين المهنيين لصالح الزعماء السياسيين الذين حولوا برامجهم لأحزاب سياسية فاشلة. في العيد تتحول كل القنوات التليفزيونية إلي الأفلام والمسرحيات خاصة الكوميدية منها، وهو أمر محمود، فنحن نعيش معاناة غير مسبوقة في جميع المجالات، ونحتاج لبعض الراحة والبحث عن السعادة، وابتسامة عابرة من هذا الفيلم أو تلك المسرحية، وأرجو من القائمين علي أمر التليفزيون والقنوات الفضائية الحفاظ علي هذا التقليد وعدم السماح بغزو برامج التوك شو للأعياد رحمة بنا. كل عيد وأنتم بألف خير، انتهت لحظات السعادة وراحة النفس والجسد.. وسنعود مرة أخري "للشقي" والمعاناة مع تامر أمين ومحمود سعد وعمرو أديب ومني الشاذلي.. ربنا يكون في عوننا! المشكلة التي لم نفلح في حلها هي استمرار البرامج الرياضية خلال العيد بسبب استمرار مباريات الدوري العام لكرة القدم، وإن كنت أتمني أن ينظر اتحاد الكرة في طلب إنساني مشروع بعدم إقامة مباريات الدوري العام خلال إجازة الأعياد لسببين، الأول: حتي نستريح من البرامج الرياضية ومقدميها الذين تحولوا إلي زعماء سياسيين واستطاعوا في لحظات التسبب في أزمات دبلوماسية بين مصر والجزائر والسودان. والثاني: إنه من غير المعقول استمرار حالة النكد التي يعيشيها الزملكاوية طوال العام في العيد أيضا، رغم أن من حقهم مثل غيرهم قضاء العيد في أمان وسلام والتمتع ببعض السعادة بعيدا عن النكد الذي يسببه فريقهم بسبب هزائمه المعتادة في الأعياد!