هل قصص الحب الفاشلة تعنى أن نروح لمحبوبنا السابق.. هل يمكن أن تتحول المشاعر الجميلة، واللحظات الرقيقة، والذكريات العذبة إلى كابوس يضطرنا أن نسب شريكنا فى قصة الحب، هل يعنى أن نقذف بجزء من عمرنا فى سلة مهملات قذرة ركيكة؟! هذا سؤال أطرحه على أصدقائى.. لذلك أسوق لك بعض النماذج التى ليس فقط »تردح« للمحبوب بل إنها تسبه بألعن الصفات. إيهاب توفيق مطرب جميل صوته حساس يتميز بشىء فى حنجرته لا ينافسه فيه أحد.. قماشة صوته عريضة تستطيع أن تغنى أصعب الألحان.. إلا أنه وفى الفترة الأخيرة حاول تقليد آخرين سواء فى الكلمات أو الألحان.. اختار كلمات خارجة عن المألوف ربما يجد بها لنفسه مكاناً ينافس به أصواتا أخرى.. إلا أنه وقع فى فخ الفجاجة فيقول مثلاً: كده كده عامل خجول / ما أنا عندى لك حلول / كده كده مش ح أسيبك ياقاتل يامقتول« الأغنية كلمات أحمد عبدالله ألحان أشرف سالم. ولنفس الشاعر أى أحمد عبدالله الذى رأى أن"السب العلنى" هو أسرع وسيلة للانتشار.. وهو فى ذلك إما أن يتبعه مطرب كبير مثل إيهاب توفيق فيغنيها هذه هى الطامة الكبرى.. فيكتب فى أغنية أخرى ويغنى إيهاب قائلاً »اللى فى حياتى عشقتها / وعلى عمرى كله أمنتها/ غدرت بقلبى وموتتنى / وهى اللى باعت حبها / خسارة أنطق اسمها / عشان »جبانة«!! ومتستهلش وهيه عارفة نفسها / أكيد بعدى ح تتسلى / محتاجالك خيال ضل / وهى تتوهى وتضلى / ومش ح أسامحك وقتها / إنساها ياقلبى و»ارميها«!!! أكيد ح تحب بعديها / ويبقى كتير بيتمناك / وح تيجى ست ستها" اللحن كذلك لأشرف سالم. وحقيقة الأمر.. إلا أجد أى مبرر للشاعر لاستخدام مثل هذه الكلمات »جبانة« وح »أرميها« و "ست ستها" ومع ذلك فقد يكتب شاعر عن تجربة حب فاشلة يستخدم فيها مفرداته سواء رومانسية أم عنيفة ولكنها لابد أن تظل مجرد قصيدة.. هذا على أحسن تقدير، وإنما أن تلحن الكلمات وتطبع فى ألبومات وتغنى هذا ما لا يجوز.. وما المبرر أن أبذل جهدا فى أغنية أستعرض فيها سيلاً من الشتائم.. لا أنكر أننى حزنت على "إيهاب توفيق" لأنه وقع فى هذا المأزق وتلك الرغبة فى المنافسة.. بأن يلجأ لمثل هذه الكلمات.. فمن المفترض أن يكون أكثر رقة وتسامحاً فيما يغنى.. لأنه وببساطة يقف خلفه جيش من المعجبين. وفى نفس العصر نجد كاظم الساهر يغنى فيقول"عساكى ياعمرى أن أفكر فى انتقام« فإنه بترفع شديد ينفى عن نفسه شبهة الانتقام، وقديماً قال حليم »جبار جبار فى رقته جبار/ جبار فى قسوته جبار / خدعتنى ضحكته، وخانتنى دمعته / وماكنتش أعرف قبل النهاردة إن العيون تعرف تخون بالشكل ده.." كانت هذه السطور لندرك جميعاً الفرق بين ما غناه إيهاب من معان وما غناه كاظم وحليم سابقاً.. ودرس فى كيف نتحدث للمحبوب حتى وإن ترك بداخلنا ذكرى حزينة. آخر حركة قد يتصور البعض أن وضع شتائم فى الأغنية يمنحهم شهرة أوسع.. نعم قد تشتهر بعض الوقت وليس كله!!