استقبل الرئيس حسني مبارك بمقر رئاسة الجمهورية صباح أمس المهندس نادر الذهبي رئيس مجلس الوزراء الأردني. حضر المقابلة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق للمهندس نادر الذهبي والسفير الأردني بالقاهرة هاني الملقي. وتناولت المقابلة عددا من القضايا العربية في مقدمتها سبل إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ووقف سياسة الاستيطان الإسرائيلية، وكذلك تطورات عملية المصالحة الفلسطينية. كما تناولت سبل مواجهة الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، إلي جانب دعم العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر والأردن خاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والصناعة ودفع مشروعات الربط الكهربائي والغاز الطبيعي بين البلدين بما يمثل نواة للتعاون والتكامل في المنطقة العربية. في السياق ذاته أعلن د. أحمد نظيف في مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني في ختام اجتماعات الدورة ال 22 للجنة العليا المصرية الأردنية تطابق وجهات النظر إذاء جميع القضايا السياسية والاقتصادية والاقليمية والدولية من خلال التنسيق والتشاور المستمر بين القيادات السياسية في البلدين، وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للتقدم الملحوظ في العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بما يحقق مصالح الشعبين وخدمة المنطقة العربية والوصول إلي مرحلة التكامل بين مصر والأردن كنواة للتكامل الاقتصادي العربي. وأكد الجانبان رفضهما لأي تدخلات خارجية في الشئون الداخلية لأية دولة عربية وأكد مساندتهما ودعمهما للمملكة العربية السعودية في التصدي لأي انتهاكات لأراضيها وجددا دعمهما الكامل للقضية الفلسطينية للوصول إلي اقامة الدولة الفلسطينية علي حدود الرابع من يونيو 1967 ورفضهما التام لاقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة. أكد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء أن اجتماعات اللجنة العليا بين البلدين تشهد تطورا كبيرا في العلاقات الاقتصادية فقد تضاعف حجم التبادل التجاري بين مصر والأردن ليصل إلي 800 مليون دولار، وزادت الفرص الاستثمارية بين البلدين مؤكدا أن هناك ما يقرب من 1000 شركة أردنية تستثمر في مصر. وأضاف أن العلاقات بين البلدين تشهد تطورا ليس فقط في الجانب الاقتصادي وإنما علي المستوي السياسي، فالعلاقة بين الرئيس حسني مبارك والملك عبدالله تتسم بالتشاور والتنسيق ووحدة الرؤي في جميع القضايا ومنها قضية فلسطين التي تشهد تنسيقا مستمرا بين البلدين، وأعرب عن تطلعه لإنشاء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، مؤكدا أن الكلام علي الحدود المؤقتة غير وارد. ودعا نظيف الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلي استمراره في سعيه لتحقيق الأهداف الفلسطينية، مؤكدا علي دور مصر في تحقيق الجهود لتوحيد الصف الفلسطيني. وأعرب نظيف عن تفاؤله بأن تقود العلاقة الثنائية بين البلدين لتكامل اقتصادي عربي مؤكدا علي أهمية الاتحاد الجمركي بين مصر والأردن، والهيئة المشتركة بينهما والذي كان نتاج عمل 22 لجنة. من جانبه قال رئيس وزراء الأردن الدكتور نادر الذهبي أنه نقل رسالة شفهية من الملك عبدالله للرئيس مبارك أكد له فيها استمرار التنسيق والتعاون بين القيادتين السياسيتين في جميع القضايا السياسية والاقتصادية والتقارب في الرؤي والقضايا الاقليمية. أكد أن الاجتماعات المصرية الأردنية السابقة كانت تتسم بالتركيز علي إزالة المعوقات والآن نتحدث عن تحقيق نجاحات وانجازات تقترب لمرحلة شراكة استراتيجية اقليمية، وأشار إلي خط الغاز العربي المصري ومشروع الربط الكهربائي، معربا عن تطلعه لمزيد من التعاون والتنسيق في جميع المجالات السياسية والاقتصادية وزيادة حركة البضائع بين مصر والأردن. لفت الذهبي إلي الدور الكبير الذي تقوم به العمالة المصرية في الأردن في قطاع الزراعة والصناعة والخدمات. وفيما له صلة استقبل أمس د. محمود محيي الدين وزير الاستثمار نادر الذهبي رئيس مجلس الوزراء الأردني والوفد المرافق له بمقر وزارة الاستثمار حيث قام وزير الاستثمار بإلقاء الضوء علي مهام وزارة الاستثمار وأهدافها وما قامت به من أنشطة منذ توليه المسئولية في يوليو 2004 . شارك في اللقاء الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة ورؤساء الهيئات والجهات التابعة لوزارة الاستثمار. شهد اللقاء مناقشة عدد من الموضوعات، منها تطور النشاط الاستثماري في مصر خلال السنوات الأخيرة حيث وصل إلي 13 مليار دولار عام 2007 / 2008، كما تطورت مصادر الاستثمار بين عدد من دول جنوب شرق اسيا والدول الخليجية فضلا عن الدول الأوروبية والأمريكية. استعرض "محيي الدين" آليات تطوير وتيسير إجراءات إقامة الأعمال في مصر وتيسير إجراءات تأسيس الشركات بالهيئة العامة للاستثمار من خلال تطبيق نظام الشباك الواحد وتوفير خدمة التأسيس الالكتروني وغيرها من التطورات التي اسهمت في استمرار تصنيف مصر ضمن الدول العشر الأكثر إصلاحا في تقرير ممارسة الأعمال الصادر عن مؤسسة التمويل الدولية علي مدار 4 سنوات.