بعد مشاورات وصفها بأنها "صريحة ومطولة" قال الرئيس حسني مبارك في مؤتمر صحفي مشترك جمعه بالرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، أمس، لقد أعربت للرئيس بيريز عن القلق من أن جهود السلام لم تحرز تقدماً منذ لقائناً شهر يوليو الماضي مؤكدا أننا نريد أولاً وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة بما في ذلك القدسالشرقية واستئناف المفاوضات حول جميع قضايا الوضع النهائي وفق حدود عام 1967 والتوصل لسلام ينهي معاناة الفلسطينيين ويقيم دولتهم المستقلة. مبارك الذي وجه جزءاً من حديثه لقادة إسرائيل أمس الأول في خطابه للجلسة الافتتاحية للبرلمان بغرفتيه "الشعب والشوري" وأكد خلاله أنهم يقوضون السلام بتهويد القدس واستمرار الاستيطان ودعاهم للتوقف عن التعنت والمراوغة، عاد في لقائه ببيريز أمس ليجدد تأكيده علي أن جهود السلام لا تدع مجالا للحديث عن حلول مرحلية أو حدود مؤقتة للدولة الفلسطينية، ويشدد علي أن استبعاد القدس عقبة في طريق السلام ويطالب بأن تستهدف جهودنا تسوية نهائية عادلة.. يتم تنفيذها في إطار زمني محدد. مضيفا: مازلت أقول: إن هناك فرصا للسلام لابد بكل الطرق من كلا الجانبين الوصول إلي سلام.. القضية مستمرة منذ 60 عاما والشعب يعاني والأرض مقسمة والمشاكل كثيرة وأتمني أن يستجيب الجانب الإسرائيلي خاصة في الوقت الراهن. وفي المؤتمر قال الرئيس الإسرائيلي الذي وصفه الرئيس مبارك بأنه رجل دولة وداعية للسلام: إننا نريد أن نعيش بسلام وباحترام متبادل، كما نريد أن نري الفلسطينيين يعيشون بسعادة مؤكدا أنه دون سلام لن نعيش إلا بمزيد من الصراعات، معربا عن اعتقاده بأن الارهاب غير مقبول لكلا الطرفين الراغبين في حل المشكلة بسلام وبالطرق السياسية وليس بالقتل والعنف. وأكد بيريز أنه لولا الدعم الكبير من الرئيس مبارك ما تم التوصل إلي الكثير من الاتفاقيات وما مرت 25 سنة دون حروب بفضل الرئيس القائد الذي يمثل مصر الدولة العربية الأكبر. واعتبر الرئيس الإسرائيلي أن الطموحات الإيرانية بامبراطورية في الشرق الأوسط تقف عائقا أمام حل مشكلات المنطقة واصفا الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بأنه لا يمثل أي أمل إيجابي لشعوب المنطقة مؤكدا ضرورة عدم السماح بتمزيق الشرق الأوسط بهذه الطريقة من الخديعة - علي حد تعبيره. هجوم بيريز علي إيران كرره خلال رده علي أحد الأسئلة الصحفية أثناء المؤتمر بشأن رفض بلاده لمعاهدة حظر أسلحة الدمار الشامل وضغطها في الوقت ذاته لاجهاض المشروع النووي الإيراني إذ قال: نحن لا نهدد أي طرف ولكن إيران هي من تهدد أمن إسرائيل، ولابد أن توقف إيران خططها الرامية لتدمير إسرائيل موضحا لسنا عدوا لأي طرف والإيرانيون ليسوا أعداء لإسرائيل ولكننا ضد القيادة القائمة حاليا في إيران. وأعرب بيريز عن تقديره للرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" ووصف نواياه بالمحترمة مؤكدا ضرورة العمل للتوصل إلي حل عادل وآمن للصراع بمساعدة مصر وقائدها الأعظم الرئيس حسني مبارك، وفي موضوع الاستيطان قال بيريز: إن الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بإيقاف بناء المستوطنات في الضفة الغربية وإخلاء المستوطنات غير الشرعية فور بدء المفاوضات مع الفلسطينيين، مشيرا إلي امكانية ايجاد حل لهذه القضية برضا الطرفين. وكان موضوع القدس هو الأكثر في حديث بيريز إذ قال: إن موضوع القدس مختلف عن بقية المواضيع فالقدس تعتبر ضمن السيادة الإسرائيلية ولا تعتبر مستوطنة وبالتالي فأي تغيير للوضع القائم يجب أن يكون عن طريق المفاوضات وعلق الرئيس مبارك بأن القدس ليست مشكلة فلسطينية فقط وإنما مشكلة تهم كل مسلم في العالم فإذا لم نصل إلي حل للقدس وعدم تهويدها فإن إسرائيل ستكسب عداء كل المسلمين في العالم فرد بيريز إننا لا نود إطلاقا أن نخلق مشكلة مصطنعه حول القدس.