في الجزائر لفت نظري من خلال اللقاءات التي أدرناها أو شاركت فيها روزاليوسف وقناة الحياة أن كل من التقينا بهم من المسئولين لديهم رغبة حقيقية في التواصل وتعزيز العلاقات لكن عندما طرحت علي وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار أن يكون هناك تبادل شبابي أكبر وأوضح بين مصر والجزائر وجدت ترحيباً كبيراً خاصة أنني كنت وقبل سفري إلي هناك قد التقيت بالدكتور صفي الدين خربوش وأوضحت له أنني غير راض بالعلاقات الرسمية بين البلدين في المجال الشبابي مقترحاً عليه ضرورة استقبال 300 شاب وفتاة من الجزائر في قافلة لدراسة المجتمع المصري ومعرفة مزاجه وثقافة الجيل الجديد علي أن يتم رد الزيارة أيضا بسفر مجموعة مصرية لمعرفة ما يحدث في الشارع الجزائري المهم أن د.خربوش وافق فوراً علي خطتي وعندما عرضتها علي وزير الشباب والرياضة الجزائري أبدي سعادته في نفس الوقت كنت قد التقيت قبل سفري بالمهندس حسن صقر مقترحاً عليه بنوداً لبروتوكول تعاون رياضي مميز نفس الأمر وافق سمير زاهر علي أجندة كنت قد أعددتها للتعاون بين الاتحاد المصري والجزائري في شئون كرة القدم مثل تبادل معسكرات الفرق أي أن تستقبل القاهرة معسكراً لمنتخب الجزائر وأن تستقبل الجزائر معسكرات الفرق المصرية والمنتخبات الوطنية المصرية وتبادل الحكام لإدارة مباريات الدوري في مصر والجزائر أي أن يقوم حكم مصري بإدارة مباراة في الدوري الجزائري والعكس أيضا. في الأجندة التي وضعت موادها تخصيص كأس لمباراة بين بطل الدوري في الجزائر وبطل الدوري في مصر وأيضا بطلي الكأس وبروتوكول للتعاون بشأن المدربين وتسهيل انتقال اللاعبين وضمان حقوقهم بخلق آلية في هذا الشأن.
هذه الأجندة كنت قد حصلت علي موافقة الجانب المصري لترتيب العمل الرسمي لها وعندما طرحتها علي وزير الشباب والرياضة الجزائري أبدي سعادته.. المهم أن سفير مصر بالجزائر عبدالعزيز سيف النصر قال: العلاقة بين مصر والجزائر قوية ومتينة.. السفارة تمنح 4 آلاف تأشيرة دخول إلي مصر شهريا وهناك عدد كبير من الطلاب الجزائريين يدرسون بمصر وفي المقابل أجد أن 14 ألف مصري مقيم هنا في 14 شركة.
وأضاف: أنا شايف إنها مباراة في كرة القدم وأتمني أن تنتهي بروح الود والاحترام.
نفي سفير مصر ما تردد بشأن منع منح الأخوة الجزائريين تأشيرات للسفر إلي مصر ومشاهدة المباراة وقال إن هذه الأخبار ليست صحيحة ويسأل عنها من قام بنشرها وقد طلب الإخوة في الجزائر تأشيرات لمركب بحري يسع 450 راكباً ووافقت علي منحهم التأشيرات.
قال سفير مصر في الجزائر: المنتخب المصري كان في الجزائر وسط أهله تماما وقد وفرت الحكومة الجزائرية له كل مطالبه وأعتقد أن مصر سوف تحتضن المنتخب الجزائري وتوفر له كل احتياجاته.. وأناشد الإعلام في مصر والجزائر تحري الدقة فيما ينشرونه وكرجل سياسي ودبلوماسي قال السفير عبدالعزيز سيف النصر: عندنا حماس أن يصل منتخب مصر لكأس العالم وأيضًا عندنا من الروح الرياضية ما يجعلنا نهنئ الفائز باللقاء وأتمني أن تكون المباراة عيدًا للكرة العربية.
عز الدين ميهوب كاتب الدولة لدي الوزير الأول مكلف بالاتصال وهو ما نطلق عليه وزيرًا للإعلام قال تعليقا علي المباراة بين منتخب مصر والجزائر 14 نوفمبر.
المباراة فرصة لإظهار النضوج الإعلامي ونضوج الجمهور نفسه مناسبة طيبة لإظهار عزيمتنا لحل مشاكل قد تحدث والإعلام ليس مدركا لما يفعله وهي تندرج تحت بند المهاترات.
أنا بدوري -والكلام لوزير الإعلام التونسي- أناشد الإعلام لتأكيد الروح الرياضية.. وبالرغم مما سمعناه الميكنة الإعلامية في مصر لا ينبغي أن تكون وقودًا لموقف مؤذ للجميع.. أنا أحيي الصحافة الجزائرية ولا أنسب إليها ما يقال هنا أو هناك.. وأنا بدوري أطمئن الغاضبين هنا أو هناك علاقة مصر والجزائر لا يمكن لأحد أن يزعزعها.. هناك جهد كبير لتلطيف الأجواء، وسفارة البلدين تعمل وتواصل مع الإعلام لتوضيح بعض المسائل، والإعلام المسئول في مصر أو الجزائر هو الذي يبني وليس الذي يهدم، ومباراة 14 نوفمبر لا تخرج عن مضمونها بيننا حكايات وقصص وتاريخ، وليتنا كنا نستطيع تغيير ضوابط الفيفا وتصعيد الفريقين إلي المونديال.. أنا سعيد بالاحتقان لأنه يفجر لنا قضية وأن هناك من أهمل التعاون من الجانبين.. مصر تعيش فينا ونحن نعيش فيها والأقلام سوف نتركها لضميرها، العلاقة مع مصر خط أحمر وغير مسموح إقحام تلك العلاقة في مباراة كرة قدم.
وحول أسباب التراشق الإعلامي قال وزير الإعلام الجزائري: شبكة الإنترنت والتي يديرها المراهقون، دول شباب عندهم حماس في الجزائر ومصر وهؤلاء الصغار هم المسئولون عما يحدث من شد وجذب هؤلاء المراهقون الصغار صناع الأزمات من حق كل جزائري أن يقول أننا الفائزون.. ومن حق كل مصري أن يؤيد ويؤازر منتخب بلاده، والحمد لله أن المباراة تجمع 22 فارساً ولمدة 90 دقيقة وليس 90 عامًا، سوف نصفق للفائز، بعض الجهات تحاول اللعب في الذاكرة وهذا خارج السياق الطبيعي: علينا أن نعلم جيدًا بأن العلاقة متميزة تاريخيًا وعلي بعد 50 كيلو متراً من المكان الذي نجلس عليه هناك هرم حقيقي من أهرامات الجيزة، الملك بوما كان متزوجًا إحدي أميرات الفراعنة لو استحضرنا التاريخ سوف نجد فيه من العبر ما يجعلنا نختزن الأمور في مباراة لكرة القدم يبدأها حكم بصافرة وينهيها بصافرة.
وعندما قلت له أن عبدالله كمال رئيس تحرير جريدة ومجلة روزاليوسف أول من نبه علي خصوصية العلاقة بين الشعبين قال وزير الإعلام هذا هو الإعلام المستنير والواعي وقدم الوزير الشكر لهؤلاء العاقلين وكشف لنا عن دعوة مجموعة من الصحفيين المصريين لزيارة الجزائر للوقوف بأنفسهم عن حب الشعب الجزائري واحترامه الشديد لمصر وللمصريين وقدم وزير الإعلام الشكر لكل أصحاب الأقلام العقلاء من هنا وهناك، ومن جانبه أبدي أحمد شوبير سعادته من نتيجة اللقاء وقال: وزير الإعلام صديق لكل الرياضيين في مصر وهو رجل يمكنه أن يلعب دورًا كبيرًا في نجاح خطة التهدئة بين البلدين، وأضاف أحمد شوبير: قد أتعرض لهجوم من الزملاء لكن الحقيقة إنني زرت الجزائر وليس إسرائيل، ومبادرة الحياة وروزاليوسف للتهدئة ومد الجسور مع شعب الجزائر مهمة لأن الجزائر بلد عربي وشعبه عربي ومسلم وقد أدينا دورنا دون النظر للمعترضين.