أخيراً.. وبعد سنوات قضوها في نسج الهالات والأساطير الفكرية حول تحليلاته السياسية، أدرك الناصريون أن لهيكل شطحات!. وأن أفكاره تدعمها في كثير من الأحيان إما "أجندات" خاصة بقناة الجزيرة "القطرية" أو معلومات غير واقعية! ووفقاً لمصادر بالحزب فإن هناك اتجاهاً عاماً داخل الناصري يرفض تصريحات هيكل التي دعا فيها لإنشاء مجلس أمناء كمرحلة انتقالية لضمان الانتقال الآمن للسلطة وفي مقدمتهم الأمين العام للحزب أحمد حسن. أوضحت المصادر أن وجهة النظر الناصرية بدت واضحة في المناقشات التي تجري حالياً داخل الحزب والاجتماعات الأسبوعية. وطبقاً للمصادر فإن هناك انتقادات قوية لهيكل بسبب موقفه من الحزب وعدم اتخاذه أي إجراء لدعم الناصري رغم أن جريدة "العربي" لسان حال الحزب لا تتوقف عن إبراز مساحات في غالبية أعدادها لهيكل ولا يكاد يخلو عدد فيها من خبر له. يأتي هذا في الوقت الذي يعقد فيه الحزب مؤتمراً غداً الثلاثاء في المقر المركزي حول فكرة "مجلس الأمناء.. الدولة والدستور" ووجه الحزب دعوة لعدد من المفكرين والقوي السياسية للحديث عن مدي جدوي هذه الأفكار منهم د. عبد الباسط عبد المعطي أستاذ علم الاجتماع السياسي ود. أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية ووحيد عبد المجيد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وكذلك الكاتب الصحفي عبد العال الباقوري. من جهته أكد د. محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية أن تصريحات هيكل وأفكاره انقلاب علي الدستور الذي شارك في إعداده في فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات، بل وتستهدف هذه الأفكار إثارة البلبلة وزعزعة الاستقرار أوضح أن اقتراح هيكل تجاهل جميع الأحزاب الشرعية وضرب بها عرض الحائط حتي وإن كانت ضعيفة، ولفت إلي أن معظم من يرشحهم هيكل من النخبة وليس لهم علاقة بإدارة أمور الدولة مثل أحمد زويل ومجدي يعقوب وغيرهما واصفاً هذه الاقتراحات بأنها "شطحات" وأن شخصيات أخري في المجتمع يمكن أن تشخص الوضع السياسي والاجتماعي القائم بشكل أفضل. أما هيكل فيمكن أن تسمعه عند حديثه عن فترات تاريخية بعينها حيث يمتلك مستندات جيدة في هذه الحقب التاريخية وأضاف: الفكرة التي طرحها هيكل معناها أنه يتجاهل الدستور والقانون كما يتجاهل وجود مفهوم الدولة ذاتها.. وقال: "إذا كان ما طرحه هيكل منطقياً فلماذا عدلنا الدستور، خاصة أن الفكرة تتنافي مع حقيقة وجود دولة مؤسسات". ووصف سيد أحمد الفكرة بالنظرية لعدم وجود آليات حقيقية لتنفيذها متابعًا: "حتي الأسماء التي طرحها لتولي مقاليد الأمور لا توجد أسباب منطقية ومعايير موضوعية لاختيارهم خاصة أن أغلبهم كبر في السن ولا علاقة له بالعمل السياسي.. فالفكرة التي طرحها هيكل تدل علي أنه لا يتحدث عن دولة لها مؤسسات وإنما "محل بقالة". واعتبر فكرة هيكل محاولة منه لتجاهل الدستور خاصة تعديلات المادة 67 والتي تدعو للمنافسة بين ممثلي جميع الأحزاب والقوي السياسية، وأضاف: "هذه الأفكار وهمية وغير واقعة، خاصة أن رئيس الجمهورية يمارس مهامه بشكل جيد والأسماء التي طرحها ليست الأفضل علي الإطلاق لأنها لا تحظي بالقبول الشعبي وغير معروفة إلا وسط النخبة المثقفة فقط. وطالب هيكل بعدم الحديث عن أمور غير مدروسة بشكل جيد لأنه ليس سياسياً ولا يعرف شيئًا عن الحكم والأوضاع العامة الحالية بشكل دقيق، ولا يجب أن يعتقد أنه ما زال يعيش في عصر جمال عبدالناصر عندما كان قريبا من السلطة. وشن هجوما عنيفا علي الحركات الجديدة الجماعية والفردية والتي تستخدم من "وهم التوريث" آلية لإحداث بلبلة داخل المجتمع أو للبحث عن دور. وأضاف: "نرفض أن يدعونا د.حسن نافعة أو د.أيمن نور لحركاتهما الجديدة وأنصحه بأن يظل أكاديميا كما هو ولا يدخل في العمل السياسي وأن يتركه لأصحابه لأننا سنرفض أن يقودنا أحد خاصة إذا كان غير مؤهل لقيادة الصفوف". وتساءل هل تقود عناصر محظورة عناصر ومؤسسات شرعية من أجل أجندات وهمية لا يمكن إلا أن توصف بمصطلح "زوبعة في فنجان". وتوقع للحركات الجديدة الفشل لأنها لا تحمل أفكاراً حقيقية للإصلاح ولأنها تضم أطيافاً سياسية متعددة في أقصي اليمين وأقصي اليسار. وفسر مشاركة تيارات ناصرية في هذه الحركات من أمثال حمدين صباحي بقوله: "لأنهم عناصر غير شرعية وأبدي تعجبه من مشاركة الصباحي في حركة يقودها نور، مضيفا: وزن حمدين أكبر بكثير منه. وتعليقًا علي أفكار الحركة والأطياف المتعددة المنتمية له.. قال: "هذا تخبط سياسي لأن نور يريد أن يبحث له عن دور من خلال أي قوة سياسية حتي لو كانت الإخوان. واتفق معه في الرأي أحمد عبدالحفيظ، الأمين المساعد، واصفًا كلام هيكل بغير المنطقي لأنه رشح عناصر لا علاقة لها بالعمل للقيام بمسئوليات سياسية لا يمكن وصفها بالبسيطة، وجدد رفضه لفكرة الموافقة علي الانضمام لجبهة المعارضة الجديدة سواء دعا لها نور أو حسن نافعة.