في الوقت الذي جددت فيه جماعة "جند الله" مسئوليتها عن الهجوم الذي وقع جنوب شرق ايران، أعلنت الاذاعة الايرانية ارتفاع حصيلة قتلي الحرس الثوري الإيراني إلي 15 شخصا. واتهم قائد الحرس الثوري الإيراني جماعة جند الله بالارتباط بالمخابرات الأمريكية والبريطانية وباكستان، فيما أثار نائب برلماني إيراني احتمال شنّ عملية عسكرية عبر الحدود مع باكستان لتعقب منفذي الهجوم الانتحاري. ونقل التليفزيون الايراني عن الجنرال محمد باكبور قائد القوات البرية للحرس الثوري قوله "ان قاعدة الارهابيين والمتمردين لا توجد في إيران بل تدربهم أمريكا وبريطانيا في بعض الدول المجاورة". من جانبه، طلب مندوب إيران لدي الأممالمتحدة محمد خزاعي في رسالة سلمها إلي الرئيس الحالي لمجلس الأمن من المجلس أن يتخذ موقفا تجاه الهجوم. وطالب خزاعي من مجلس الأمن أن يوجه رسالة إلي جند الله وحماتها مفادها "أنه يدين جميع العمليات الإرهابية وكل من يقف وراءها". من جانب آخر، كشفت صحيفة "جام جم" الإيرانية عن تعرض أحد نواب سيستان وبلوشستان دون تحديد اسم العضو للتهديد بالقتل من قبل عبد الملك ريجي زعيم جماعة جند الله السنية، ورفض النائب الإدلاء بأي تصريحات إضافية حول الموضوع. وكان علي خامنئي المرشد الأعلي للثورة الإيرانية قد اتهم عددا من المنظمات الجاسوسية لبعض القوي الاستعمارية بدعم العمليات الارهابية الدامية في بلوشستان، بهدف تكريس العداء بين الشيعة والسنة. وأقيمت أمس مراسم تشييع العميد نور علي شوشتري نائب قائد القوات البرية بالحرس الثوري. من جانب آخر، أوقفت السلطات الايرانية ثلاثة اشخاص يشتبه بأنهم شاركوا في العملية الانتحارية حسبما نقلت وكالة انباء فارس عن مسئول قضائي محلي أمس. من ناحيته، اعلن جلال سياح مساعد محافظ سيستان وبلوشستان في الشئون الامنية التعرف علي هوية مدبر العمل الارهابي الاخير في زاهدان. وأكد سياح أنه تم الحصول علي معلومات حول اتصالات المجرم الا انه لم يتم التوصل الي نتائج لإلقاء القبض علي أحد. ومن جهة أخري، استؤنفت أمس لليوم الثاني علي التوالي المحادثات الجارية بين ايران والقوي العالمية للتوصل لاتفاق لتخصيب اليورانيوم التي وصفها محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الأول بأنها تمثل بداية جيدة وبناءة. وكرر ايان كيلي المتحدث باسم الخارجية الامريكية أن المحادثات تعتبر "بداية جيدة". علي صعيد آخر، كشفت مجلة "تايم" الأمريكية أن الرئيس باراك أوباما انخرط شخصيا في 3 جولات من المفاوضات السرية مع إيران خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، سعيا منه ل"اختبار النوايا النووية الإيرانية"، واختبار مساعيه في وضع حد لطموحات إيران النووية من خلال خليط من التهديد بالعقوبات والوعد بالحوافز. وأضافت المجلة في عددها الأخير إن المحادثات السرية بدأت في يونيو الماضي عندما طلب مسئولون في الحكومة الايرانية من مسئولي وكالة الطاقة الذرية الدولية تقديم العون لبلادهم عبر إمدادهم بصفائح مصنعة من اليورانيوم المخصب تساعد في علاجات طبية فضلا عن المبيدات الحشرية، وذلك بسبب تراجع أداء مفاعل بُني للشاه عام 1967 بسبب افتقاده للوقود، وبعد ذلك قامت الوكالة بدراسة الطلب مع الولاياتالمتحدة. ونقلت المجلة عن مسئول أمريكي قوله: إن إدارة أوباما أدركت أنه يمكن أن ترتّب هذا الأمر وتمد إيران بهذه الصفائح من مصدر غير تقليدي وهو مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب الذي أنجزته خلال السنوات الماضية في خرق لقرارات مجلس الأمن، وإرسال هذا اليورانيوم للخارج لتصنيع صفائح غير ضارة وبالتالي تخفيف التوتر الحاصل. وعندما زار أوباما موسكو في يوليو الماضي طرح الأمر علي الروس لمعرفة مدي رغبتهم في المشاركة في الأمر فقالوا إنها "فكرة عظيمة"، ثم انعقدت محادثات بين إيران ووكالة الطاقة الذرية بحضور الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا، وفي منتصف سبتمبر الماضي اتصل أوباما بالبرادعي لإخباره بأن واشنطن مستعدة لتنفيذ الصفقة، وهو ما ردت عليه طهران بشكل ايجابي، قبل أن يعلن عن الصفقة رسميا في اجتماع جنيف في الأول من أكتوبر خلال لقاء إيران مع دول مجلس الأمن وألمانيا. من ناحية أخري، اعتبرت صحيفة "هاآرتس" الاسرائيلية أنه سيكون من الصعب علي الولاياتالمتحدة ألا تنضم لهجوم جوي اسرائيلي اذا قررت اسرائيل ضرب المنشآت النووية الايرانية. ونقلت عن تشارلز وود النائب السابق لقائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا قوله: إن ضربة عسكرية ضد إيران يمكن أن تعيد برنامج الأسلحة النووية المزعومة لإيران إلي الوراء لعدة سنوات.