تعرض الحرس الثورى الإيرانى لضربة موجعة، أمس، حيث وقع تفجير نفذه انتحارى يرتدى حزاماً ناسفاً أسفر عن مقتل 31 شخصاً بينهم 6 من كبار قيادات الحرس، وإصابة 28 آخرين فى محافظة سيستان بلوشستان جنوب شرق البلاد، حين كان ضباط من الحرس يستعدون لعقد ملتقى الوحدة بين قادة محليين من السنة والشيعة، ونددت إيران بالهجوم الانتحارى واتهمت الولاياتالمتحدة بالوقوف وراءه كما اتهمت بريطانيا بالتورط المباشر فى التفجير، بينما أعلنت جماعة «جند الله» السنية مسؤوليتها عن التفجير. وقال التليفزيون الإيرانى إن عدد قتلى التفجير الانتحارى، الأكثر دموية منذ سنوات، بلغ 31 شخصاً و28 جريحاً، موضحاً أن من بين القتلى الجنرال نور على شوشتارى، نائب قائد القوات البرية فى الحرس الثورى، والجنرال محمد زادة، قائد الحرس الثورى فى محافظة سيستان بلوشستان، وقائد الحرس الثورى فى مدينة ايرانشهر جنوب شرق البلاد، وقائد وحدة «أمير المؤمنين» وقائدين آخرين للحرس. أكد رئيس مجلس الشورى الإيرانى، على لاريجانى، فى خطاب ألقاه فى البرلمان، مقتل هؤلاء القادة العسكريين الكبار، واتهم الولاياتالمتحدة بالوقوف وراء الهجوم، وقال نعتبر الهجوم الإرهابى الأخير نتيجة لأعمال الولاياتالمتحدة، وإنه دليل على عداء أمريكا لبلادنا. وأضاف «إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما قال إنه سيمد يده إلى بلادنا لكنه مع هذا العمل الإرهابى أحرق يده». وأضاف لاريجانى، وهو يقدم التعازى إلى أسر الضحايا، أن «هدف الإرهابيين ضرب الأمن والاستقرار فى محافظة سيستان بلوشستان، وهذا يدل على أنهم لا يريدون أن تتطور المحافظة على الصعيد الاقتصادى»، وأن الحرس الثورى سيرد بقوة لفرض الأمن فى المنطقة. من جانبه، اتهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية فى البرلمان، علاء الدين بوروجردى، الولاياتالمتحدة بالوقوف وراء المجموعات الإرهابية خاصة مجموعة جند الله السنية برئاسة عبدا لملك ريقى، فيما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن الاعتداء ضد الحرس الثورى هو «عملية انتحارية»، وأن من بين القتلى شيوخ قبائل ومدنيين. وقالت: «فجر رجل المتفجرات التى كان يحملها فى حزامه الناسف مستهدفا ملتقى الوحدة بين قادة محليين من السنة والشيعة» فى مدينة بيشين بمحافظة سيستان- بلوشستان. وبينما أعلنت جماعة جند الله السنية مسؤوليتها عن الهجوم، نقل التليفزيون الإيرانى عن مصادر مطلعة قولها إن بريطانيا متورطة بشكل مباشر فى التفجير الإرهابى، فيما بث التليفزيون الإيرانى بياناً للحرس الثورى اتهم فيه «عناصر أجنبية» بتدبير الهجوم على قادته، وقال البيان «إن قوى الاستكبار العالمية تحرض عناصر لحسابها وإن الدلائل تشير إلى مسؤولية جماعة جند الله عن التفجير»، ونقل التليفزيون عن مصادر فى الحرس قولها فى بيان «بالتأكيد عناصر أجنبية خاصة تلك التى لها صلة بالغطرسة العالمية متورطة فى الهجوم». وتتهم إيران جماعة جند الله بشن هجمات وبالمسؤولية عن تصعيد أعمال العنف فى محافظة سيستان بلوشستان التى تقطنها أغلبية من عرقية البلوش وهم من المسلمين السنة، وتعانى المحافظة منذ سنوات من تزايد عمليات تهريب المخدرات والسرقة والقتل، إلا أن الجماعة تقول إنها تقاتل ضد ما تصفه بالقمع السياسى والدينى للأقلية السنية فى إيران. كانت السلطات الإيرانية أعلنت فى يوليو الماضى أنها أعدمت شنقاً 13 شخصاً من عناصر الجماعة التى تقول إن لهم علاقات بتنظيم القاعدة. من جهة أخرى، وبينما تنطلق فى فيينا اليوم محادثات حاسمة حول الملف النووى الإيرانى بين وفود من طهران وروسيا وفرنسا والولاياتالمتحدة، أكد مسؤولون إيرانيون أن بلادهم ستشارك فى الاجتماع بكل ثقة وتصميم للحصول على ضمانة بتسليم اليورانيوم المخصب بنسبة 20% من بلد آخر فى إطار جدول زمنى قصير المدى، وحذر حسن قشقوى، المتحدث باسم وزارة الخارجية، من أى إخفاق فى التوصل لاتفاق حيث بلاده ستقوم بتخصيب اليورانيوم بطريقتها الخاصة، وقال أبوالفضل زهروند، مستشار سعيد جليلى كبير المفاوضين الإيرانيين إن طهران ستواصل أنشطتها لتخصيب اليورانيوم وقال إنه «فى الاقتراح الحالى تتم عملية التخصيب على أراضينا لكن التخصيب الذى يزيد على نسبة 5% وخصوصاً لمفاعل طهران للأبحاث فسيتم فى بلد آخر». وقبل انطلاق المحادثات، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعى، إن إجراء محادثات مباشرة بين الولاياتالمتحدةوإيران دون أى شروط مسبقة هو السبيل الوحيد لحل النزاع حول البرنامج النووى.