يبدو أن الفرقاء الفلسطينيين أصبحوا بالفعل بحاجة إلي إجراءات لبناء الثقة.. وهي الجملة التي أوصي بها السيناتور جورج ميتشل قبل ثمانية أعوام أثناء رئاسته للجنة تقصي الحقائق في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وإن كان ميتشل كان يعزو ببناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ولكن أثبتت الأيام الماضية ومنذ تأجيل مناقشة تقرير جولد ستون أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف.. والحرب الإعلامية الشرسة بين حماس والسلطة الفلسطينية التي تبعت هذا التأجيل وما ترتب علي هذا التشنج الفلسطيني - الفلسطيني بتأجيل موعد توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية لإنهاء حالة التشرذم بين الضفة وغزة كما كان مقرراً في السادس والعشرين من الشهر الجاري. من جانبه أوضح أحمد أبو الغيط وزير الخارجية عناصر الموقف المصري تجاه هذا الأمر وفي نقاط محددة يمكن استخلاصها من كلمات الوزير خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي جمعة مع وزير خارجية التشيك وهي: أولاً: أن مصر لم تحط علماً بهذا التطور وإذا ما كانت قد احيطت علماً لكانت قد نصحت بعدم المضي فيه، ليغلق أبو الغيط بذلك الباب أمام كل من حاولوا الزج بمصر في هذا الأمر. ثانياً: تستطيع أي دولة أو مجموعة دول أن تقوم بإبلاغ سكرتير عام الأممالمتحدة بأن يصدره باللغات الست للأمم المتحدة كوثيقة رسمية للجمعية العامة ومجلس الأمن. ثالثاً: من حق أي دولة أو مجموعة من الدول إذا ما قررت أن تطلب بعد إصدار هذا التقرير كوثيقة للأمم المتحدة بحثه علي مستوي مجلس الأمن رابعاً: يبقي بعد كل ذلك طرح الموضوع مرة أخري علي مجلس حقوق الإنسان لأن ما أجل هو بحث القرار وليس النظر في التقرير بمعني أن الموضوع لم يدفن. خامسًا: أن يكون الحكم علي الأمور ليس من خلال التهييج أو الانفعال ولكن من خلال التقدير الجيد لما نستطيع أن نحققه في هذه اللحظة من الزمن أو في توقيت مستقبلي. سادسا: لا ينبغي ترك المناورة والتكتيك يؤثران علي الاستراتيجية. سابعاً: لا يمكن تصور أن من سيقوم بأي تأثيرات سلبية علي جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية يسعي بالفعل إلي الحفاظ علي وحدة العمل الوطني الفلسطيني. الموضوع نفسه اثارته روزاليوسف مع الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي فأكد أن تقرير جولد ستون سعت إليه منظمة المؤتمر الإسلامي أثناء الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة وتم عقد اجتماع في الثالث من يناير الماضي للجنة التنفيذية بمقر الأمانة العامة للمنظمة وتم خلاله مخاطبة مجلس حقوق الإنسان في جنيف للاجتماع وإرسال بعثة تقصي حقائق واجتمعت وفود المجموعة الإسلامية في جنيف ونجحوا في استصدار قرار بإرسال بعثة تقصي حقائق. وأضاف: وقامت وقتها المفوضة العامة لمجلس حقوق الإنسان باختيار القاضي جولد ستون وكان اختياراً موفقاً لأنه - والكلام لأوغلو مشهود له بالنزاهة والخبرة وحارب العنصرية في جنوب أفريقيا كما أنه يهودي الديانة لذا فمن الصعب أن يتهمه أحد بعداء السامية أو إسرائيل ورغم كل الصعوبات استطاع جولد ستون زيارة غزة ورصد الأمور بكل موضوعية. وعن التطورات التي شهدتها الأيام الأخيرة قال أوغلو: التقرير اتخذت المجموعة الإسلامية بشأنه مشروع قرار وكان هناك اعتراض عليه من الولاياتالمتحدة علي عكس الأمر في دول الاتحاد الأوروبي التي أبدت حالة تفهم أكثر .. وأضاف مشروع القرار هذا وصلنا في نيويورك أثناء المشاركة في فعاليات الجمعية العامة يوم 25 سبتمبر الماضي وفي اجتماع الترويكا الإسلامية مع الترويكا الأوروبية طالبنا خافيير سولانا المنسق الأعلي للسياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي ودول الاتحاد بتأييد هذا القرار ولاحظنا عدم اعتراضهم. ويضيف أمين عام المؤتمر الإسلامي: ذهبت المجموعة الإسلامية بالقرار إلي جنيف وكان علي وشك أن يقدم إلا أن مندوب فلسطين أبدي الرغبة في تأجيل مناقشة التقرير قائلاً إنهم يمرون بمرحلة مفاوضات ولا نريد أن يؤثر هذا القرار سلباً علي هذه المفاوضات.. فما كان من المجموعة الإسلامية إلا قبول هذا الأمر باعتباره نابعاً من مندوب فلسطين. وناشد أوغلو الفرقاء الفلسطينيين ضرورة إنهاء الانقسام رافضاً تأجيل المصالحة الفلسطينية علي خلفية الأحداث الأخيرة وقال الانشقاق الفلسطيني أمر مرفوض ولو أن فلسطين أثناء حرب غزة لم تكن منسقة سياسياً ولكسبت مراحل عديدة الآن.. الآن الشهور تمر والشعب الفلسطيني ينحسر ولا أظن أن أياً من القيادات الفلسطينية سيحقق أي مكسب والذي يظن أنه سيحقق ومكسب بهذا فهو واهم.