استبعد وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال الأسبوعين المقبلين، كما رجح احتمال تأجيل توقيع اتفاق المصالحة الفلسطيني. وقال أبوالغيط عقب اجتماعه في القاهرة مع السيناتور جورج ميتشل المبعوث الأمريكي لعملية السلام: "أشك كثيرا في أننا علي مقربة من بدء المفاوضات بين الطرفين". وعن إمكانية تحقيق تقدم بالنسبة لاستئناف المفاوضات في الفترة المقبلة أجاب أبوالغيط: "لايزال السيناتور ميتشل يسعي لإعداد المسرح لتحقيق انطلاقة نحو بدء المفاوضات بين الطرفين، ولكنه لم يصل بعد إلي النقطة التي يمكن القول فيها إنه قد وصل إلي تحقيق ذلك". وحول إمكانية استئناف المفاوضات بشكل ثلاثي أي مفاوضات فلسطينية- أمريكية وأخري أمريكية- إسرائيلية.. قال أبوالغيط: "لا يجب ترقب أي شيء وأتصور أن السيناتور ميتشل سوف يبذل المزيد من الجهد، ولكن لا ضمان بعد لانطلاق المفاوضات. وبالنسبة لاستمرار الشرط الفلسطيني بضرورة وقف الاستيطان قبل استئناف المفاوضات قال أبوالغيط أعتقد أن هذا هو الموقف الفلسطيني الذي يتمسك به الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وحول إمكانية تأجيل توقيع اتفاق المصالحة الفلسطيني المقرر يوم 25 تشرين أول/ أكتوبر الحالي قال إن هذا أمر محتمل وهم يرغبون في التأجيل لبعض الوقت وربما لعدة أسابيع. وبالنسبة للجديد الذي حمله ميتشل في جولته السابعة للمنطقة قال أبوالغيط إن الموقف لم يحدث به انفراجة، وسيستمر ميتشل في الإعداد لإطلاق المفاوضات بين الأطراف علي أسس متفق عليها. وردا علي سؤال حول ما إذا كانت فرصة السلام قد ضاعت حاليا قال أبوالغيط: لا أتصور أن فرصة السلام أو بدء المفاوضات قد ضاعت وأتصور أن ميتشل يسعي لإعداد موقف تنطلق به المفاوضات علي أسس سليمة وواقعية، مشيرا إلي أن الإدارة الأمريكية مستمرة في بذل الجهد وسيعود ميتشل مرة أخري إلي إسرائيل اليوم لمناقشة الجانب الإسرائيلي ثم يتجه لواشنطن لتقديم تقرير ويعود قريبا إلي المنطقة. من جانبه صرح السيناتور ميتشل بأنه التقي مساء أمس الأول مع مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، كما التقي اليوم مع أبوالغيط، حيث تم بحث الالتزام المشترك من أجل العمل للوصول إلي سلام شامل في الشرق الأوسط الذي "نؤمن أنه يمكن تحقيقه فقط من خلال حل الدولتين بحيث يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون بجانب بعضهم البعض في سلام وأمن واستقرار ورخاء لكلا الشعبين. وأضاف ميتشل أنه من أجل الوصول لتحقيق هذا الهدف لابد من استئناف المفاوضات التي يمكن أن تحقق نجاحا بأسرع وقت ممكن، مشيرا إلي أن هذا هو التركيز الأساسي لجولته ومباحثاته في المنطقة. وأضاف أن كل من يؤمن بشكل حقيقي بالسلام عليه مسئولية اتخاذ خطوات من أجل مساندة تحقيق هذا الهدف، وأنه لابد من العمل معا لمساندة الزعماء الذين يشاركوننا هذه الرؤية من أجل منطقة أكثر سلاماً. وأكد ميتشل أن تحقيق هذا الهدف كان ولايزال هدفا مهما للسياسة الأمريكية وهدفا شخصيا أيضا للرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للوصول إلي سلام شامل في الشرق الأوسط وهو ما يعني سلاماً بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبين السوريين والإسرائيليين وكذلك اللبنانيين وإقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل والدول الجارة لها في الشرق الأوسط، وهذا هو هدفنا ونحن نتفهم أن هناك العديد من الصعوبات والعراقيل ولكننا مصممون وملتزمون بالاستمرار في جهودنا للوصول إلي هذا الهدف.