أبدت حركتا فتح وحماس تمسكا بالمصالحة الفلسطينية في موعدها الذي حددته القاهرة في 25 أكتوبر الجاري رغم وجود أصوات تطالب بإرجاء موعد توقيع اتفاق المصالحة جراء موقف السلطة الفلسطينية من تقرير جولدستون، وقال سامي أبوزهري المتحدث باسم حماس إن حركته متمكسة بحوار القاهرة وبالمصالحة الفلسطينية في موعدها نافيا ما تردد عن مطالبة حماس بتأجيلها معتبرا المصالحة "خيارا لا رجعة فيه". وأكد أبوزهري ل"روزاليوسف" أن حماس تناقش مع بقية الفصائل والمسئولين في مصر الترتيبات المتعلقة بالحوار لضمان نجاحه وتحقيق مصالحة حقيقية، من جانبه شدد عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية علي ضرورة انعقاد الجولة النهائية للحوار في موعدها لانهاء الانقسام الذي لا يزال البوابة التي يدخل منها الاعداء. وأوضح الأحمد ل"روزاليوسف" أن الحريص علي القضية الفلسطينية سوف يؤكد حضوره للقاهرة لتوقيع المصالحة أكثر من الماضي وحول مدي تأثير ارجاء تقرير جولدستون علي المصالحة قال إنه يمكن الضغط لعقد جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في ديسمبر بدلاً من مارس المقبل وهو أمر يتطلب موافقة 16 عضوا بالمجلس، لمناقشة مشروع القرار الخاص بالتقرير مطالبا بمعاقبة المسئولين عن قرار الارجاء داعيا في الوقت ذاته إلي عدم جعل ارجاء التقرير "مأساة نلطم عليها". في السياق ذاته رفض مجلس الأمن الاستجابة لطلب ليبيا عقد جلسة طارئة مفتوحة لمناقشة تقرير جولدستون وقرر بدلا من ذلك تقديم جلسته الشهري إلي 14 من هذا الشهر بدلا من 20 لتمكين الدول التي ترغب في تناول التقرير في خطاباتها من القيام بذلك. وعلي صعيد عملية السلام دعا وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان أمس إلي "الواقعية" في عملية السلام مؤكدا أنه لا يؤمن باتفاق شامل مع الفلسطنيين، وقال للإذاعة العامة "إن الذين يعتقدون أنه بالامكان التوصل في السنوات المقبلة إلي اتفاق شامل يعني نهاية النزاع لا يدركون الواقع، أنهم يبثون أوهاما ويستدرجوتنا إلي نزاع عام". وتابع "سأقول بوضوح أن هناك نزاعات لا تنتهي إلي حل شامل مثل قبرص وأن الناس تعلموا التعايش مع الوضع، مضيفا، "لا يمكننا التوصل إلي اتفاق شامل بشأن القضايا المهمة والحساسة مثل القدس وحق العودة والمستوطنات، يجب أن نكون واقعيين" ورأي أنه "يجب التوصل إلي حل انتقالي طويل الأمد وتأجيل القضايا الصعبة إلي فترة لاحقة". تزامنت تصريحات ليبرمان مع جولة جديدة من المباحثات قام بها المبعوث الأمريكي الخاص بالشرق الأوسط جورج ميتشل الذي التقي أمس الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ثم مع وزير الخارجية افيجدور ليبرمان ووزير الدفاع إيهود باراك. ومن المقرر أن يستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء اليوم ميتشل، وقال صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير: إن الاستفزازات الإسرائيلية في مدينة القدس والمسجد الأقصي وما جري مؤخرا من اعتداءات علي المصلين وسعي الجماعات اليهودية لاقتحام الأقصي ستكون علي رأس جدول الأعمال. وأضاف "تحاول إسرائيل أن تشعل النار بمدينة القدس وهي وحدها التي تتحمل المسئولية عما تقوم به". وبشأن تطورات العملية السلمية، قال عريقات "موقفنا الذي سنؤكده واضح ومحدد وهو أن الذي بيننا وبين الجانب الإسرائيلي هو مجموعة التزامات نصت عليها خارطة الطريق وعلي رأسها وقف الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية بما يشمل النمو الطبيعي وبما يشمل القدس". وتابع "سنؤكد أن استئناف المفاوضات يجب أن يشمل كل قضايا الحل النهائي وهي القدس واللاجئون والمستوطنات والحدود والأمن والمياه والافراج عن المعتقلين من النقطة التي وصلت إليها المفاوضات". وفي سياق متصل دعت اللجنة المركزية لحركة فتح إلي مسيرات في رام الله واضراب عام اليوم في الأراضي الفلسطينية لنصرة القدس العربية في وجه الهجمة الإسرائيلية الشرسة. بدوره أعرب مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه أمس علي مستوي المندوبين عن ادانتهم الشديدة للممارسات الإسرائيلية الخطيرة في القدس والمسجد الأقصي، ودعا المندوبون إلي الرفع الفوري للحصار علي المسجد الأقصي كما دعا الاجتماع المراجع الدينية الإسلامية والمسيحية ومنظمة المؤتمر الإسلامي واليونسكو إلي التحرك لوقف ممارسات إسرائيل بحق المقدسات، وتم تكليف المجموعة العربية في نيويورك ومجلس الأمن للدعوة لعقد جلسة عاجلة للجمعية العامة للأمم المتحمدة لنظر في الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصي.