منذ أن انتشر جهاز ال"iPhone"، والناس بدأت تتعرف علي عالم جديد اسمه "تطبيقات الموبايل" Mobile Apps والتي كان لشركة أبل السبق ببناء جهاز موبايل صممت شاشته وذاكرته لأكبر عدد ممكن من التطبيقات، وكان لها السبق أيضا بإيجاد آلية سهلة لتداول هذه التطبيقات بين المبرمجين الذين يحققون منها أرباحا طائلة وبين الجمهور الراغب في شرائها من خلال الموقع المخصص لذلك علي الإنترنت HYPERLINK "http://www.apple.com/iPhone" www.apple.com/iPhone تحت شعار "جهازك الآيفون يصبح أحسن مع كل تطبيق جديد". هذه الطريقة الجديدة في التفكير من قبل "أبل" أثارت غيرة الشركات الأخري التي لم تنتبه لأهمية مثل هذه التطبيقات لدي الجمهور، فتبعتها شركة بلاكبيري ونوكيا وسوني أريكسون وغيرها والتي سعت لتسريع إنتاج التطبيقات وتسهيل إتاحتها للجمهور، وإن كانت المنافسة مع أبل تبدو صعبة جدا ليس لأن أجهزة الآيفون مجهزة في الأصل لمثل هذه التطبيقات، بل لأن أبل أتاحت للمبرمجين فرصة صناعة تطبيقات صالحة لأجهزتها بطرق سهلة، كما أتاحت لهم بيع هذه التطبيقات، وأتاحت للجمهور تحميلها بطرق سهلة أيضا. لكن هذا كله لا يمنع من القول أن تطبيقات الموبايل غيرت كيفية استخدام الناس للموبايل ليتحول لجهاز لإجراء المكالمات وإرسال الرسائل القصيرة إلي جهاز يتواكب مع مختلف احتياجات الإنسان وهواياته الشخصية، وليصبح بالفعل كما توقع كثير من الناس في السابق "أفضل صديق للإنسان". لكن المبرمجين لم يستفيدوا من تطبيقات الموبايل فقط من خلال بيعها للجمهمور الراغب فيها (وهناك طرق متعددة جدا للبيع)، بل ظهر هناك أسلوب آخر، وهو العمل مع الماركات التجارية والشركات من حيث إنجاز تطبيقات لها يرغب فيها الجمهور لأنها تقدم خدمة سهلة ولطيفة، ومن جهة أخري يستفيد منها المعلن الذي يضع علامته التجارية علي هذه التطبيقات. التطبيقات بالنسبة للمعلنين تعتبر "دجاجة تبيض ذهبا" لأن التطبيق الواحد يكلف في المعدل حوالي 150 ألف ريال، إذا كان مبرمجا بجودة عالية، ولكن هذا التطبيق ينتشر بين الناس (وخاصة عندما يتاح مجانا) باختيارهم الشخصي ويرسلونه إلي أصدقائهم، بل وإذا كانت الفكرة مميزة، فإنهم يدمنون علي استخدام هذه التطبيقات وتصبح جزءا من حياتهم اليومية. من أمثلة التطبيقات الإعلانية، تطبيق قامت به شركة أمريكية شهيرة لعدد البناء يمكنك من خلاله معرفة "مستوي" الأرض التي تقف عليها (معتدلة أو مائلة)، وتطبيق قامت به بيتزا هت اسمه "اصنعك بيتزا بنفسك" وآخر قامت به شركة ملابس شهيرة حتي تجرب الملابس وتخلق منها ستايلاً معينًا علي الجهاز قبل شرائها، بينما قامت إحدي شركات العقار بوضع أسماء العقارات المتاحة لديها من خلال التطبيق، وجاءت ماستركارد وقامت بتطبيق يسمح بمعرفة كل أجهزة الATM القريبة منك، أو معرفة كل المحلات التي لديها تخفيضات لحاملي بطاقة الماستركارد. هذا المثال الأخير، يوضح كيف أصبحت هذه التطبيقات أسلوبا للشركات لجني المال من خلال تقديم خدمة أفضل وليست وسيلة إعلان فقط، وفي الأسبوع القادم سأتحدث أكثر..