بعد غياب ست سنوات عن الدراما التليفزيونية منذ آخر أعماله البنات عاد الفنان خالد أبو النجا من خلال دور شاب يعاني من مرض نفسي في مسلسل مجنون ليلي الذي شاركته في بطولته الفنانة ليلي علوي، خالد أكد أن السيناريو الجيد، بجانب أن مدة الحلقات لم تتجاوز ال15 حلقة هي السبب الرئيسي في عودته للدراما، بعد أن كان قد قرر مقاطعتها بسبب الاستسهال في تقديم المسلسلات، وعن المسلسل ومشاركة فيلمه واحد صفر في مهرجان فينسيا السينمائي تحدث خالد أبوالنجا في هذا الحوار. بعد غياب ست سنوات عن الدراما عدت بقصة شاب يعاني من مرض نفسي من خلال مسلسل مجنون ليلي، حدثنا عن هذه التجربة؟ شخصية عمر هو شاب كان ناجحًا جدًا ويتمتع بدرجة عالية من الذكاء حتي إنه يدير مجموعة من الشركات المهمة ولكن القدر غير مسار حياته عندما فقد ابنه الوحيد في حادث مما جعله يتعرض لأزمة نفسية شديدة جدًا تطورت بمرور الوقت وأدت إلي توقف جزء مهم من عقله، هذا الجزء مسئول عن الذاكرة هذا بالإضافة لدخوله في حالة اكتئاب شديدة جعلت كل من حوله لا يستطيعون التعرف علي حقيقة ما يحدث له. وهكذا تدور أحداث المسلسل عن فكرة المرض النفسي وكيفية علاجه ومحاولة لتغيير نظرة المجتمع لهؤلاء المرضي. هل قمت باستعدادات معينة لمعرفة هذه الشخصية؟ عقدت جلسات عمل كثيرة مع المؤلف الدكتور محمد رفعت الذي قام بكتابة سيناريو مميز جدًا خاصة إنه طبيب ويعرف الكثير عن هذا المرض بجانب اجتهادي الشخصي حيث قمت بقراءة العديد من الكتب التي تتناول مرض الاكتئاب الثنائي القطبي وأنواعه وتأثيره بالإضافة لقيامي بعمل بحث علي مواقع الإنترنت والابحاث العالمية التي تناولت هذا المرض ونماذج لحالات من المرضي واكتشفت شيئًا غريبًا جدًا وهو أن أغلب المصابين بهذا المرض من الفنانين وهو ما أصابني بالفزع. وهل اقتصر بحثك علي القراءة فقط ولم تجلس مع مرضي حقيقيين؟ بالطبع ذهبت لعيادة طبيب نفسي وجلست مع حالات وتعرفت علي نماذج أصابتني بحالة من التعجب ولكنها في النهاية حقيقية ومن الواقع. أي الفنانين مصاب بهذا المرض؟ كثيرون ولكن لا أستطيع أن أذكر أسماء لعدم الإحراج ولكن استطيع أن أذكر نموذجا توفي وهو الشاعر الرائع صلاح جاهين فقد عاني من هذا المرض في آخر أيامه. ولماذا الفنانون هم الأكثر إصابة بهذا المرض؟ لأن طبيعة عملهم تدخلهم أحيانًا في حالات قد تتنافي مع طبيعتهم من خلال شخصيات يقومون بتقمصها وبعد أن ينتهي الدور يحاول الفنان العودة لطبيعته والتأقلم مع ظروفه الطبيعية ولكنه يصطدم بالواقع وتحدث له مشكلة نفسية، كما أن الاكتئاب من بين أصعب وأهم المشاكل التي ربما يجهلها الكثيرون. هل سبق أن قمت بزيارة الطبيب النفسي؟ بالفعل تعرضت للاكتئاب منذ فترة طويلة ولكن الحقيقة ليس بسبب عملي في الفن ولكن كانت الرياضة حيث كنت حارسًا لمرمي كرة الماء في منتخب مصر وكنت متميزًا جدًا وبالرغم من ذلك فوجئت بخبر استبعادي من السفر مع المنتخب لمواجهة الفريق الألماني مما جعلني أدخل في حالة اكتئاب صعبة جدًا وعشت وقتها أزمة نفسية شديدة إلي أن تعافيت وقررت السفر علي نفقتي الخاصة وكنت أتدرب بمفردي خارج فريقي إلي أن شاهدني كابتن الفريق الألماني وأعجب بأدائي وقرر ضمي وقتها للعب ضمن تشكيل الفريق الألماني ضد المنتخب المصري مما أصاب مدرب فريق مصر باندهاش شديد ومن بعدها قرر الاعتماد علي بشكل أساسي. ما سر غيابك عن الدراما طوال هذه المدة؟ آخر مسلسل قدمته كان البنات وشاركتني بطولته منه شلبي وداليا البحيري وداليا مصطفي ومن بعدها قررت الابتعاد عن التليفزيون تماما لأن حال الدراما وقتها لم يعجبني لأنني وجدت أن هذه الأعمال لا يتاح لها الوقت المناسب للتحضير جيدًا مما يجعل نجوم السينما الذين يقدمون أعمالاً مميزة في السينما يظهرون بشكل ومستوي أقل في التليفزيون وهذا لأننا نصور في السينما أربعة مشاهدا في اليوم الواحد بينما التليفزيون يصل لسبعة عشر مشهدًا في اليوم وهو ما يعني أن وقت التصوير يصل إلي 12 ساعة يوميا فكيف أعود للمنزل لأنام ومتي اذاكر الدور وأين البروفات، لذلك قررت الابتعاد. إذن ما الذي جذبك لهذه التجربة؟ أشياء كثيرة منها الفكرة التي هي فكرتي في الأساس حيث اقترحتها علي دكتور محمد رفعت منذ عدة سنوات، والأهم من ذلك أن المسلسل 15 حلقة فقط وهذا يعني جهدًا أقل واحتمالات ملل ضعيفة لدي المشاهد بالإضافة لأن فريق عمل المسلسل من صديقاتي اللاتي تعاملت معهن في السينما من بينهن النجمة ليلي علوي وهنا شيحة وأيضًا جيهان فاضل لذلك كنت مطمئنًا أن طريقة تفكيرنا سوف تكون قريبة، ولولا كل هذه الأسباب لرفضت المسلسل خاصة أنني اعتذرت عنه في البداية ولكن محمد رفعت أصر أن اقرأ السيناريو حتي وجدت نفسي اتعاطف مع عمر جدًا لدرجة أنني بكيت في بعض المشاهد لذلك قررت خوض المغامرة. هل هذا يعني أنك تصالحت مع الدراما التليفزيونية وسوف تكرر الظهور مجددًا؟ سوف اكرر العمل بشرط أن ينصلح حالها ويغير المنتجون والمخرجون بعض الأساليب التي أضرت بالدراما التليفزيونية مثل الاستعجال وعدم اعطاء الفرصة للممثلين لعمل البروفات والتجهيز الجيد قبل التصوير لأنني لن اسير في القطيع دون اقتناع بما أقدمه. الفنانة يسرا قدمت مسلسل خاص جداً وهو يدور حول المرضي النفسيين؟ - في الحقيقة هي مصادفة غريبة خاصة أن تامر حبيب صديقي وفوجئت به يتصل بي ويطلب مني المشاركة في بطولة مسلسل خاص جداً فأخبرته أنني قمت بتوقيع عقد لبطولة مجنون ليلي وأخبرته عن قلقي من الوقوع في فخ التشابه إلا أنه طمأنني وأكد لي أن هناك اختلافا لأن الفنانة يسرا تناقش في كل حلقة جديدة من المرض النفسي أما مجنون ليلي فيناقش حالة عمر من خلال التركيز علي حالة مرضية واحدة بشكل متخصص. ما سبب اعتذارك عن المشاركة في مسلسل حرب الجواسيس؟ - بالفعل عرض علي تقديم دور نبيل لم استطع توفير الوقت مع العلم اعتبر هذا المسلسل من أفضل الأعمال التي يتم عرضها في شهر رمضان حتي أنني فوجئت بأداء شريف سلامة الذي أبدع في تقديم الدور. أنت واحد من بين نجوم السينما الذين انضموا لقائمة نجوم الدراما هذا العام ولكنك الوحيد الذي تقدم 15 حلقة فقط وتظهر في النصف الأخير من رمضان ألم تخش انخفاض نسبة المشاهدة؟ - تعودت أن أضاعف تركيزي في عملي فقط ولا أنظر لم يفعله الآخرون وفي النهاية نجاح زملائي اعتبره نجاحا لجيلي كله ومسألة تقديمي لخمس عشرة حلقة بينما يقدم الآخرون ثلاثين حلقة وأكثر لا اعتبرها داعي للقلق لأن الأساس في العملية ليس الكم ولكن الكيف كما أنني لا أدخل في منافسة مع أحد لذلك أنا قدمت هذا المسلسل لأنه أعجبني ووجدت فيه فائدة للمشاهد. البعض يري أن سبب اختيار فيلم واحد صفر للمشاركة في مهرجان فينسيا هو إثارته للفتنة الطائفية، وانتقاد وضع الأقباط في مصر؟ - هذا الكلام غير حقيقي بالمرة لأن مهرجان فينسيا سمعته في العالم كله معروفة ولا يعتمد علي مثل هذه الأمور ومن شاهد فيلم واحد صفر يكتشف كذب هذا الكلام لأنه ليس من المنطقي أن كل فيلم يتحدث عن الأقباط الذين هم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصري نتهمه بإثارة الفتن خاصة أننا تحدثنا عن أمور عادية موجودة بالفعل وهذا ليس معناة تدخلا في شئون الأقباط أو دينهم لأنه تحدث عن مشاكل غير المسيحيين في نفس الوقت.