"طالما حلمت أن أكون أستاذًا بالجامعة، ولذا واصلت الليل بالنهار محصلا للعلم، لكن ظروفي الاجتماعية حالت دون تحقيق حلمي في موعده" هكذا بدأ سمير عوض الله رفاعي كلامه، هو يقول إن عزيمته كانت أقوي من كل العقبات فعمل مدرسا بالمرحلة الابتدائية بعد حصوله علي ليسانس الآداب والتربية وفي نفس الوقت حصل علي ليسانس آخر في اللغة العربية من كلية الآداب بجامعة الزقازيق وكان الأول علي دفعته في عام 2001 . رفض سمير العمل بالدروس الخصوصية ليتفرغ لمتابعة دراسته وليحصل علي الماجستير بتقدير ممتاز عن بحث بعنوان "أسلوبية التركيب في شعر الشريف المرتضي" أوشك سمير الذي تجاوز الثلاثين من عمره الآن علي الانتهاء من اعداد رسالة الدكتوراه عن "التماسك النصي بين المفسرين والنقاد". سمير قال إنه وجد الواسطة والمحسوبية تسيطر علي كل مجالات العمل في مصر، فهو تقدم أكثر من مرة لوظيفة مدرس مساعد بالجامعة لكنه لم يوفق ولم يعنه الماجستير سوي في الحصول علي 89 جنيها و60 قرشًا أضيف إلي مرتبه ويقول إن الأطرف أن الدكتوراه ثمنها 179 جنيها و60 قرشًا. يري سمير المقيم بديرب نجم بمحافظة الشرقية أن الأحزاب السياسية غير موجودة في الشارع وأن غير المؤهلين دينيا سيطروا علي الفضائيات وأخرجوها عن إطارها وهدفها. يصر سمير الذي تزوج منذ عامين وانجب طفلة، علي أن يكمل مشواره التعليمي حتي يكون اسمه "الدكاترة" سمير الرفاعي، ورغم كل شيء مازال يحلم بأن تفتح الأبواب الموصدة أمامه ليجد نفسه يوما أستاذًا بالجامعة.