مثلما اختارت قيادات الحزب وأعضاؤه أن تقسم نفسها إلي جبهات متصارعة كتب علي الحزب الناصري أن يظل أسير الصراعات التي تعطل عمله السياسي وتدفعه للاقتراب من الأحزاب الورقية التي وجدت لتصارع فقط دون أن تضع مشروعًا سياسيا واضحًا. الصراع عاد بشكل عنيف حتي في أيام رمضان بين سامح عاشور نائب رئيس الحزب وأحمد حسن الأمين العام لكنه في شكل حرب مكتومة أخرجتها إلي العلن الإفطارات الرمضانية وذلك بسبب غضب الأمين العام من محاولات عاشور استغلاله الإفطارات لتحقيق مصالح جبهته ووصوله إلي رئاسة الحزب "آجلاً أم عاجلاً" من خلال التربيط مع المحافظات. إفطار الغربية فجر الأزمة.. وحسن تجاهل الإشارة إليه في "العربي" بسبب مشاركة عاشور! تقرير- إبراهيم جاب الله وفريدة محمد وعلمت "روزاليوسف" أن الأمين العام للحزب رفض بشكل تام حضور سامح لحفل الإفطار الذي أقامته أمانة الغربية يوم الخميس الماضي وتكلف 7 آلاف جنيه "تكلفة الوجبة الواحدة 50 جنيهًا" في قاعة "الماسية" بطنطا! اعتراض حسن أدي إلي مشادة كلامية بينه وبين محمد بدر حجازي أمين الغربية حيث تحدث الأول بنبرة شديدة اللهجة قائلاً: "لماذا سامح عاشور شخصيا الذي سيحضر حفل الإفطار والمفترض أن هذا الإفطار يخص أمانة الغربية وحدها؟"، بالإضافة إلي ذلك تجاهل الأمين العام نشر أي خبر بجريدة "العربي" حول حفل الإفطار حتي لا يحظِ بأي جماهيرية. الخلافات لم تتوقف عند هذا الحد بل قاطع الأمين العام وعدد من قيادات الحزب هذا الإفطار وفي مقدمتهم د.محمد أبوالعلا نائب رئيس الحزب المحسوب علي جبهة حسن، وأحمد الجمال نائب رئيس الحزب الذي اعتذر لظروف صحية. وقالت مصادر بالناصري إن الأمين العام أعلن بتلك بداية حرب جديدة مع سامح عاشور كشفت عن سوء النوايا بما يضر بمصلحة الحزب ويحوله إلي ملكية خاصة يسعي البعض للسيطرة عليها، وحذرت المصادر من هذه الحرب المشتعلة لأنه لن يتم السماح لأحد بالتطاول علي الحزب والاستيلاء عليه.. والمؤتمر العام المقبل سيحسم جميع الأمور. وأكدت المصادر أنه رغم حالة الرعب التي يعيشها الأمين العام بسبب زيارات سامح للمحافظات، إلا أن الأخير هو أفضل الموجودين لرئاسة الحزب ولن ينجح حسن في تحقيق أغراضه بإفشال مخطط النائب الأول، موضحة أن الأمين العام أوقف أي دعم مادي لأمانة الغربية للمساهمة في حفل الإفطار رغم الاتفاق علي منح الأمانة مبلغ مناسب طبقا لإمكانيات الحزب وذلك في اجتماع الأمانات المركزية منذ عدة أيام إلا أن حسن خالف وعوده بسبب رعبه من سيطرة عاشور، فضلاً عن ذلك تطلق جبهة حسن حملة للتشهير بأمانة الغربية والتأكيد علي ضعفها معتبرين أن سامح عاشور سيطر علي هذه الأمانة وجميع قيادتها! في المقابل تحمل عاشور النصيب الأكبر من تكاليف الإفطار، تلاه أحمد الجمال نائب رئيس الحزب ثم أعضاء الأمانة! وشن د.محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية هجومًا عنيفًا علي لجوء أمانات المحافظات للاستعانة بأموال القيادات من أجل الإفطارات الجماعية واصفا هذا الأسلوب "بالتسول السياسي" خاصة أن الإفطارات الجماعية- علي حد قوله- تفوق طاقة الحزب المادية! ورد محمد بدر حجازي أمين الغربية قائلاً: "الهجوم علي أمانات المحافظات يأتي في إطار الصراع الدائر" بين كل من سامح عاشور وأحمد حسن الأمين العام علي موقع رئاسة الحزب أو "الكرسي الكبير" وسامح يلقي هجومًا منذ بدء ظهوره مجددًا داخل أروقة الناصري! واستطرد حجازي: "هناك من يتخوف من أن يقوم عاشور أو غيره بشراء أمانات المحافظات وهذا لن يحدث ولن يشترينا أحد لأن الغربية ليست للبيع.. ولا يوجد داعٍ للاصطياد في الماء العكر لأن الحزب يجب أن يكون بريئا من صراع عاشور وحسن الذي دعمته الغربية ليكون أمينا عامًا للحزب! وكشف حجازي عن رفضه للمبلغ الذي قدمه حسن للإفطار بقوله عاشور دفع ثمن القاعة فقط لكننا لا نقبل أن يدفع أحد أموال الطعام وقبلنا من الجمال ذلك لأنه ابن طنطا ومحافظة الغربية! وفي نفس السياق أشار ناصر الشيباني أمين سوهاج إلي أن محافظته ستنظم إفطارا ولكنها لن تدعي إليه أيا من القيادات المركزية لأنهم لا يتحملون أي مصاريف لهذه الإفطارات.. والمعاملة ستكون بالمثل لأننا لا نتلقي أي أموال منهم لدعم أنشطتنا، مضيفًا: "سندعو فقط المعارضة بالمحافظة ممثلة في الحزب الدستوري والوفاق والخضر وجماعة الإخوان.. وقد ندعو سامح عاشور فقط لأنه ابن المحافظة! ونفي الشيباني علمه بتخصيص المقر المركزي ل500 جنيه لكل محافظة من أجل الإفطارات قائلاً: لا نري منهم أي أموال، فيما قال حسن محمد حسن أمين أسوان إن محافظته لن تدعو أي قيادة مركزية وستكتفي فقط بدعوة أحزاب المعارضة كالوفد والتجمع والناصري والإخوان، مشيرا إلي أن الدعم سيكون محليا وليس مركزيا، كاشفا عن أن المعارضة بالمحافظة عقدت لقاء قبل أيام واتفقت فيه علي عودة التنسيق فيما بينهم!