كثّف الجيش الإسرائيلى غاراته وعملياته البرية وسط وجنوبغزة، مع تواصل التحذيرات الدولية من «خطر جسيم» يطال المدنيين فى القطاع ومع تواصل العمليات على الأرض، أعلن الجيش الإسرائيلى مقتل ثلاثة جنود، ما يرفع حصيلة خسائره منذ بداية القتال البرى إلى 167، وسط تكثيف القتال فى مناطق متفرقة من قطاع غزة. وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى دانيال هاغارى إلى أن قواته تواصل لليوم الثالث تواليًا شنّ غارات مكثفة على مخيمات وسط القطاع، ودفعت بقوات إضافية إلى خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع والتى تشكّل منذ مدة محور العمليات البرية. وألمح هاغارى كذلك إلى احتمال «توسيع القتال فى الشمال» على الحدود مع لبنان، حيث تتبادل الدولة العبرية وحزب الله القصف بشكل يومى منذ اندلاع الحرب فى غزة فى أكتوبر. وأتت تصريحات هاغارى بعد ساعات من زيارة قام بها رئيس الأركان هرتسى هاليفى إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية حيث أكد وفق بيان للجيش، أن الأخير فى «مستوى جاهزية عالٍ للغاية». وتشنّ إسرائيل قصفا مكثفا للقطاع المحاصر، وبدأت بعمليات برية اعتبارا من 27 من الشهر ذاته، أدت إلى مقتل 21110 أشخاص بينهم أكثر من ثمانية آلاف طفل وستة آلاف امرأة. وأعربت مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان عن «قلق بالغ حيال قصف القوات الإسرائيلية المتواصل لوسط غزة»، مؤكدة «على كل الهجمات أن تمتثل بشكل صارم إلى مبادئ القانون الإنسانى الدولى بما فى ذلك التمييز والتناسب وأخذ الاحتياطات». توازيا، تواصلت التحذيرات من الكلفة الباهظة لاستمرار النزاع. إذ جدد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفى مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الدعوة إلى «وقف إطلاق نار مستدام» فى غزة، مشددًا على «ضرورة العمل من أجل وقف إطلاق نار مستدام، بمساعدة جميع الشركاء الإقليميين والدوليين». ووفق الإليزيه، أعرب ماكرون لنتنياهو عن «قلقه العميق إزاء الخسائر الفادحة فى صفوف المدنيين وحالة الطوارئ الإنسانية المطلقة التى يواجهها السكان المدنيون فى غزة». وحذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية مارتن غريفيث، عبر منصة إكس، من انتشار الأمراض المعدية بسرعة بالملاجئ فى قطاع غزة، مؤكدًا أن المستشفيات بالكاد تعمل بالقطاع. وتابع أن مئات الأشخاص الذين يعانون من إصابات الحرب غير قادرين على الحصول على الرعاية الطبية. بدوره، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس من «خطر جسيم» يواجهه سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة. ودعا تيدروس المجتمع الدولى لاتخاذ «خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم الذى يواجه سكان غزة ويقوض قدرة العاملين فى المجال الإنسانى على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إصابات فظيعة ومن الجوع الحاد، والمعرضين لخطر شديد للإصابة بالأمراض». وبحسب أرقام الأممالمتحدة، أرغم 1,9 مليون شخص يمثلون 85% من سكان القطاع، على النزوح من منازلهم بسبب المعارك، فيما يخيم شبح المجاعة على القطاع الذى يواجه أزمة إنسانية متعاظمة فى ظل الحصار الإسرائيلى وشحّ المساعدات الإنسانية التى تدخل إليه منذ بدء الحرب. ارتفعت حصيلة قتلى القصف والهجمات الإسرائيلية على غزة إلى 21,320 شخصًا، فى اليوم الثالث والثمانين لنشوب الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى القطاع. وشملت الغارات الجوية والقصف المدفعى مناطق فى جباليا وبيت لاهيا شمالًا وخانيونس والمغازى فى جنوبى ووسط القطاع. بالمقابل أعلن الجيش الإسرائيلى مقتل 3 أفراد من عناصره، ليرتفع إجمالى القتلى من الجيش الإسرائيلى منذ الهجوم الذى نفذته حركة حماس فى مستوطنات غلاف غزة فى السابع من أكتوبر الماضى إلى 501 ضابطا وجنديا. كذلك يرتفع عدد القتلى من الجنود والضباط الذين قتلوا منذ بدء العملية العسكرية البرية فى قطاع غزة وفى تبادل إطلاق النار على الحدود الشمالية (الحدود اللبنانية الإسرائيلية)، والذين سمح بنشر أسمائهم، إلى 167 قتيلا. فى السياق نفسه، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن مسئولًا أمنيًا إسرائيليًا أقر بأن الغارات التى نفذها سلاح الجو الإسرائيلى على مخيم المغازى وسط قطاع غزة ليلة الأحد، وأدت إلى مقتل 70 فلسطينيًا استُخدم فيها «سلاح غير مناسب». قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، فى بيان صدر أمس، إن «الاحتلال الإسرائيلى يقود الفلسطينيين إلى جحيم ويكرس الفصل بين الضفة والقطاع لتدمير فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية. وأضافت الخارجية الفلسطينية أن «انتهاكات قوات الاحتلال والمستوطنين تشهد تصعيدا ملحوظا فى الاقتحامات الدموية واستباحة كامل مناطق الضفة الغربيةالمحتلة». واتهمت الوزارة حكومة اليمين المتطرف فى إسرائيل ب»توفير الغطاء لجرائم المستوطنين». واتهمت الخارجية الفلسطينية إسرائيل ب»تعمد خلق بيئة لتفشى الأوبئة القاتلة لاستكمال إبادتها الجماعية لشعبنا فى قطاع غزة».