بهذه العبارات انطلقت وسط سيناء احتفالية كبرى لإحياء ذكرى الصمود والتحدى لمشايخ وعواقل البدو فى سيناء للحفاظ على كل ذرة رمل فى أرض الفيروز. احتفلت رئاسة مركز ومدينة الحسنة بإحياء مؤتمر الصمود والتحدى لأبناء سيناء، بالمدرسة الثانوية الصناعية إحياء للذكري الخامسة والخمسين لمؤتمر الحسنة الشهير، وذلك تحت رعاية اللواء الدكتور محمد عبدالفضيل شوشة محافظ شمال سيناء وبرئاسة المحاسب سعد خليل بغدادى رئيس مركز ومدينة الحسنة. حيا الحاضرون مشايخ وعواقل أهالى سيناء الذين رفضوا إغراءات العدو وتمسكوا بالهوية المصرية ودعموا قواتنا المسلحة والقيادة السياسية إلى أن تحقق النصر فى أكتوبر 1973. من جانبه أكد شيخ المجاهدين وأحد المشايخ الكبار لبدو سيناء والذى عاصر أحداث مؤتمر الحسنة مع الكيان الصهيونى الشيخ بلال سويلم بلال شيخ المجاهدين بوسط سيناء أن مشايخ سيناء لعبوا دورا محوريا ووطنيا فى إفشال المخطط الصهيونى وأعلنوا جميعا: أنه لا لتدويل سيناء وفصلها عن الوطن الأم مصر وأن الرئيس جمال عبد الناصر رحمة الله عليه كان يتابع شخصيا ما يحدث فى الحسنة فى هذا التوقيت، مشيرا إلى أن بدو سيناء دائما على العهد لحفظ كل حبة رمل من هذه الأرض الطيبة المباركة. وأكد الشيخ بلال سويلم ل«روزاليوسف» أننا فى احتفال الصمود والتحدى نؤكد أن أهل سيناء على قلب رجل واحد خلف القيادة السياسية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وأهل سيناء هم خط الدفاع الأول عن أرض سيناء مع رجال الجيش والشرطة. من جانبه قال الشيخ محمد جهامة أحد مشايخ قبيلة الترابين إن احتفال الحسنة اليوم يعيد الذكرى العطرة للأجداد العظماء من شيوخ وعواقل سيناء الذين رفضوا كل الإغراءات من جانب العدو الصهيونى ووقفوا ضد تدويل سيناء. وقال: إن اليوم بالأمس قريب وأن الأحفاد على خطى الأجداد وأن أهل سيناء لن يفرطوا فى حبة رمل واحدة من رمل سيناء ولن تسمح سيناء باستقبال أحد وتنفيذ المخطط الرامى للقضاء على القضية الفلسطينية، لافتا الى أن أهل سيناء أولى بأرضهم بعد الأثمان الباهظة التى دفعت فى رمالها من الروح والدم للشهداء الأبرار من رجال البدو والجيش والشرطة. وتم خلال الاحتفال إلقاء الكلمات الوطنية لمشايخ وعواقل سيناء والحضور، كما تم عرض فقرات فنية ووطنية واستعراضية متنوعة لفرق قصر ثقافة العريش. وتعود أحداث مؤتمر الحسنة بوسط سيناء إلى أن هذا المؤتمر أقامته السلطات الإسرائيلية فى مدينة الحسنة بشمال ووسط سيناء فى 31 أكتوبر عام 1968 عقب احتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء، فقد حاول الإسرائيليون تحريض أهالى سيناء على الاستقلال بها للقضاء على تبعيتها لمصر وإثبات عدم أحقيتها فى استرداد سيناء مرة أخرى. ولكن بعد أن اتفقت السلطات الإسرائيلية مع مشايخ سيناء قاموا بخداع الإسرائيليين وأكد الشيخ سالم الهرش والشيخ عيد مصلح التيهى شيخ قبيلة التياها حسب ما ذكره الشيخ بلال سويلم شيخ المجاهدين الذى عاصر هذه الأحداث ومن خلال تصريحات خاصة روزاليوسف أن قبائل سيناء ومشايخنا فوضوا الشيخين للتحدث باسمهم على تبعية سيناء لمصر فى المؤتمر، مما تسبب فى صدمة شديدة وفشل فى المساعى الإسرائيلية. وقد حاولت إسرائيل فى سبيل السيطرة على بدو سيناء وحشدت لذلك الهدف كل طاقاتها لتحقيق حلمها فى نزع سيناء من مصريتها وعروبتها، وقد باءت كل هذه المحاولات بالفشل. وفوض كافة مشايخ قبائل سيناء زميلهم الشيخ سالم الهرش من قبيلة البياضى للحديث عنهم أمام الإسرائيليين فقال: أترضون بما أقول؟ فقالوا: نعم. وبينما موشيه ديان ينتظر لحظة التدويل قال الهرش: «إن سيناء مصرية وقطعة من مصر ولا نرضى بديلا عن مصر وما أنتم إلاّ احتلال ونرفض التدويل وأمر سيناء فى يد مصر، سيناء مصرية مائة فى المائة ولا نملك فيها شبرا واحداً يمكننا التفريط فيه». وحينها انقلبت الدنيا رأسا على عقب، واتخذت السلطات الإسرائيلية إجراءات قمعية عنيفة ضد السكان واعتقلت 120 من المشايخ والمواطنين، أما الشيخ سالم الهرش فقد استطاع الهروب من سيناء عبر الأردن، ومنها إلى مصر وقام الرئيس جمال عبدالناصر بتكريم الشيخ سالم الهرش وأهداه نوط الامتياز من الطبقة الأولى. وعقب انتهاء حرب السادس من أكتوبر فى 1973 تقوم القوات المسلحة بإحياء هذه الذكرى فى 31 أكتوبر، كما يقوم أبناء شمال سيناء بإقامة الاحتفالات بهذه الذكرى الوطنية العظيمة بفعاليات مختلفة، وأهمها الاحتفال السنوى الذى يقام بمنطقة الحسنة التى شهدت وقائع المؤتمر تخليدا لذكرى رفض تدويل سيناء وسوف تظل هذه البقعة المباركة فى حفظ الله وعنايته.. يحرسها جيش قوى ويدافع عنها بالروح والدم.