انطلقت، أمس الاثنين، فعاليات المؤتمر العالمى السابع للإفتاء بمشاركة علماء ومفتين من 91 دولة وتمثيل عالى المستوى من الأممالمتحدة ومنظمة الصحة العالمية، وذلك برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تحت عنوان «الفتوى وأهداف التنمية المستدامة»، والذى تستمر فعالياته على مدار يومى 17 و18 من أكتوبر الجاري. يمثل المؤتمر نقطة انطلاق مهمة فى دراسات التنمية المستدامة فى ضوء استضافة مصر لقمة المناخ فى نوفمبر المقبل، وبيان ارتباط الفتوى بهذا الشأن، وكيف تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والبيئية والاقتصادية وحسن استغلال الموارد المتاحة لتلبية حاجيات الأفراد فى ظل ما يواجه العالم من تداعيات مناخية تمثل تدهورًا بيئيًّا يجب التغلب عليه. وخلال كلمته بالمؤتمر أكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، أن التنمية لا بد أن تستهدف الإنسان وكل ما يتعلق به دينيًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، ولعلَّ ذلك هو ما جعل من التنمية المستدامة اليوم الهمَّ الأكبر والحاضر الأبرز على موائد التخطيط الاستراتيجى للدول والحكومات. وشدَّد مفتى الجمهورية على أن الاستدامة جزءٌ أصيل لا ينفصل عن مفهوم التنمية فى الشرع الشريف، وهذه الاستدامة تعني: تلبية احتياجات الحاضر على جميع المستويات المادية والروحية؛ دون أن تتعرض قدرة الأجيال التَّالية ومواردها فى إشباع احتياجاتها للخطر. وأردف: ولما كان للفتوى دَورها البارز ومشاركتها الفعالة فى جميع القضايا التى تخص الإنسان وتنميته، انطلق ذلك المؤتمر فى إطار إبراز ذلك الدور المهم للفتوى فى تحقيق التنمية المستدامة والعمران، وما يتعلق بأبعاد التنمية ومحاورها من أحكام شرعية، بما يحقق فى النهاية الغاية الرئيسية لها وهى رفاهية الإنسان أينما كان. ولفت مفتى الجمهورية النظر إلى أننا قد هدفنا إلى إيضاح دَور الفتوى فى تحقيق الأهداف الاجتماعية والثقافية للتنمية المستدامة: من دعم التنمية الشاملة وتحقيق مقصد العمران المستدام فى الأرض، وتوضيح إسهام الفتوى فى تحقيق الأهداف البيئية للتنمية المستدامة: من حماية المناخ، والحياة البرية، والحياة البحرية، وتوفير المياه النظيفة، وبث روح التعاون فى المجتمع لإعمال التنمية بطرق فيها مشاركة ومساعدة الآخرين. وتابع: وفى إطار سعينا لتحقيق تلك الأهداف حدَّدننا ثلاثة محاور رئيسية لهذا المؤتمر، المحور الأول منها هو دَور الفتوى فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولما كان الطريق إلى تحقيق التنمية المستدامة يحوطه العديد من المعوقات، جاء المحور الثانى من محاور المؤتمر ليبرز دَور الفتوى فى التعامل وتنحية تلك المعوقات، عن طريق طرح العديد من الموضوعات. أما المحور الثالث من محاور المؤتمر، فيدور حول دَور الفتوى فى دعم الاقتصاد الوطني، ويناقش المؤتمر من خلال ذلك المحور مجموعة من القضايا والموضوعات الهامة كدعم الاقتصاد الوطنى وأهميته فى نظر الإسلام، ودَور الفتوى فى تشجيع الاقتصاد وازدهاره، والمقاصد الشرعية المتحققة مع ازدهار الاقتصاد الوطنى واعتبارها فى الفتوى والإفتاء. وأوضح مفتى الجمهورية أن رؤية مصر الجديدة للتنمية المستدامة ليست مشاريع تجارية ولا منجزات مادية صرفة، بل هى رؤية حضارية فكرية إنسانية فى المقام الأول تهتم بالإنسان وتعمل على تنميته من كافة الجوانب. وأكد الدكتور شوقى علام أن دار الإفتاء المصرية تندمج مع مشروع الدولة المصرية للتنمية الشاملة والمستدامة اندماجًا كاملًا، ولا تكتفى بمجرد الدعم بالكلمات والبيانات؛ لأنها تقوم بما تمليه عليها أمانة العلم وأمانة الفتوى وأمانة الانتماء لهذا الوطن وأمانة الانتماء لهذه الأمة الإسلامية. وتابع: إن معركتنا مع الإرهاب والتطرف لم تنتهِ بعدُ، فالإرهاب مشروع تخريبى شامل يقضى على أية مشروعات تنموية أو يسعى فى تسخير منجزات التنمية فى دعم التطرف والإرهاب والخراب، لكن مصر ومن ورائها جندها المخلصين تسخر منجزات التنمية من أجل الإعمار ومن أجل سعادة الإنسان وتوفير حياة كريمة له ولأبنائه من بعده، ومن واجب الوقت على المؤسسات جميعًا وبخاصة الدينية منها أن تصطف فى منظومة الدولة المصرية من أجل نشر الخير والنماء فى مصر وفى العالم كله.