فى محاولة لحلحلة الوضع المتأزم عالميا، قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إن ما يصل إلى 75 مليون طن من الحبوب قد يعلق فى أوكرانيا بحلول خريف هذا العام، وأن كييف تريد أسلحة مضادة للسفن تضمن المرور الآمن لصادراتها. وأبلغ زيلينسكى الصحفيين فى كييف، بأن أوكرانيا تناقش مع بريطانياوتركيا فكرة ضمان سلاح بحرية دولة ثالثة مرور صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود الذى تهيمن عليه روسيا. وأضاف أن أسلحة أوكرانية ستكون أقوى ضمان للمرور الآمن لصادراتها. وفى هذا الإطار، قال وزير الدفاع التركى، خلوصى أكار إن تركيا تنفذ فى المرحلة الجارية دور التنسيق فيما يخص مسألة نقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية. وأعلن أن روسياوأوكرانياوتركياوالأممالمتحدة تواصل بحث تفاصيل سبل نقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية إلى الأسواق الدولية. وأوضح: نحاول إكمال هذه العملية بأسرع ما يمكن، نجرى مفاوضات مع روسياوأوكرانيا، كما نجرى مفاوضات مع الأممالمتحدة. وقد تم تحقيق تقدم كبير فى هذه العملية. وأضاف: «تتواصل حاليا الأعمال الهادفة إلى تحديد من سيقوم برفع الألغام (للموانئ الأوكرانية) ومن سيقوم بالنقل (للحبوب) ومن سيقوم بإنشاء الممر (الآمن) ومن الذى سيرافق (الناقلات)، ونلعب فى المرحلة الجارية دور التنسيق». بالتزامن مع ذلك، اعتبر وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أن التقارير التى تفيد بأن روسيا «تسرق» الحبوب الأوكرانية «موثوقة»، معتبرا أن هدفها من ذلك «بيعها للربح منها». وأضاف بلينكن فى مؤتمر افتراضى لوزارته حول التداعيات الغذائية للنزاع أن أزمة قطاع الحبوب «متعمدة»، متهما الرئيس الروسى فلاديمير بوتن بممارسة «الابتزاز» فى سبيل رفع العقوبات الدولية المفروضة على روسيا. وأكد الوزير الأمريكى أن موسكو بدأت أيضًا تحتفظ بصادراتها الغذائية بعدما فرضت «حصارًا بحريًا فى البحر الأسود يمنع نقل المحاصيل الأوكرانية» حول العالم. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت أن واشنطن حذّرت 14 دولة معظمها فى إفريقيا فى منتصف مايو من أن سفن شحن روسية تحمل «حبوبا أوكرانية مسروقة». وأشار أنتونى بلينكن إلى هذا المقال من الصحيفة الأمريكية من دون أن يؤكد بشكل مباشر التنبيه الموجه إلى الدول الإفريقية. كذلك اتهم السفير الأوكرانى فى أنقرةروسيا الجمعة ب«سرقة» وتصدير الحبوب الأوكرانية ولا سيما إلى تركيا. وروسياوأوكرانيا قوتان كبريان فى مجال انتاج الحبوب وتمثلان معًا 30 بالمئة من صادرات القمح العالمية التى تسببت الحرب فى ارتفاع أسعارها. تعليقا على أزمة الغذاء، أشارت وكالة «بلومبرج» فى مقال لها، إلى أن العقوبات الغربية ضد روسيا أثبتت أنها غير فعالة وأثارت مجاعة عالمية. وقال بانكاج ميشرا، المعلق فى وكالة «بلومبرج»، إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها فرضوا تدابير تقييدية ضد موسكو دون مراعاة تداعيات الخطوة على الدول الأخرى. وأضاف الخبير قائلا: «بالتأكيد الخطوات غير المنهجية القائمة بشكل أساسى على المصلحة الذاتية كان مصيرها دائما الفشل»، وشدد على أن الدول الغربية فشلت فى الضغط على روسيا بمساعدة العقوبات. وأوضح ميشرا موقفه قائلا: «غير فعالة حتى ضد الأنظمة الضعيفة مثل كوبا، فشلت العقوبات كما كان متوقعا فى إيقاف الزعيم الروسي، بينما عرضت مليارات الأشخاص حول العالم للتضخم والجوع». وحذرت الأممالمتحدة عدة مرات من حدوث أزمة غذاء بسبب نقص الحبوب، واتهمت الدول الغربيةروسيا بعرقلة توريد الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية، من جهتها رفضت موسكو بشكل قاطع مثل هذه الاتهامات. وفى وقت سابق، قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إنه لا توجد مشاكل فى تصدير الحبوب من أوكرانيا، ودعا الرئيس الروسى السلطات الأوكرانية لإخلاء الموانئ من أجل المرور الآمن للسفن. كذلك أشار بوتين إلى أنه يمكن أيضا تصدير الحبوب على طول نهر الدانوب عبر رومانيا وهنغاريا وبولندا، وأوضح أن أرخص طريق يمر عبر بيلاروس، لكن من أجل ذلك يجب على الدول الغربية رفع العقوبات. ميدانيا، أعلن وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو امس الثلاثاء تحرير مدينة سفياتوغورسك فى جمهورية دونيتسك الشعبية من القوات الأوكرانية. وقال شويجو خلال اجتماع امس إنه «تم تحرير جزء كبير من جمهوريتى دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين على طول الضفة اليسرى لنهر سيفرسكى دونيتس، بما فى ذلك مدينتا كراسنى ليمان وسفياتوجورسك، بالإضافة إلى 15 بلدة أخرى». وأكد أنه تم أيضا تحرير المناطق السكنية فى مدينة سيفيرودونيتسك بجمهورية لوجانسك بشكل كامل، وقال: «يستمر بسط السيطرة على المنطقة الصناعية للمدينة وعلى البلدات المجاورة، كما يتطور الهجوم على محور بوباسنايا»، مضيفا أن «تم حتى اليوم تحرير 97 بالمائة من أراضى جمهورية لوجانسك الشعبية». وأفاد شويجو بأن إجمالى عدد الجنود الأوكرانيين الذين استسلموا منذ بداية العملية الخاصة وحتى الآن بلغ 6489 فردا، بعد استسلام 126 عسكريا خلال آخر خمسة أيام. كذلك كشف شويجو أن القوات الروسية دمرت خلال الأيام العشرة الماضية من العملية فى أوكرانيا 51 قطعة من المعدات العسكرية التى تم توريدها للجيش الأوكرانى من الخارج. كذلك استغل رئيسا لاتفيا وليتوانيا مناسبة زيارة المستشار الألمانى أولاف شولتس إلى فيلنيوس امس للدعوة إلى وجود عسكرى أقوى لحلف شمال الأطلسى (ناتو) فى دول البلطيق فى ضوء الغزو الروسى لأوكرانيا. ومع عقد قمة للحلف فى مدريد فى أواخر يونيو لتحديد ما إذا كان ينبغى زيادة أعداد القوات على الجناح الشرقى للحلف فى ضوء الوضع الأمنى المتغير فى أوروبا، حث كل من الرئيس الليتوانى جيتاناس ناوسيدا والرئيس اللاتفى إيجلز ليفيتس الحلف العسكرى على نشر المزيد من القوات فى المنطقة. وقال ناوسيدا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قبل زيارة شولتس التى تستغرق «يجب أن تكون قمة حلف شمال الأطلسى فى مدريد قمة القرارات» مضيفًا أن ليتوانيا تأمل فى التوصل إلى اتفاق مع حلفائها فى القمة بشأن «التحول من الردع إلى الدفاع الأمامى ومن كتيبة إلى لواء ومن الشرطة الجوية إلى الدفاع الجوي». وأشار ليفيتس إلى أنه يأمل أيضاً أن تقدم زيارة شولتس «مقترحات ملموسة» لتعزيز الدفاع عن الجناح الشرقى لحلف شمال الأطلسي. وأضاف فى تصريحات ل (د.ب.أ): «نتوقع أن ألمانيا أيضا تضع الأمن العام للناتو فى الاعتبار، وبالتالى تدعم أيضا الوجود المتزايد للناتو فى جميع دول البلطيق الثلاث».