انتهت علاقة قائد وسط الزمالك طارق حامد بالمنتخب الوطنى نهائيا، فى وجود الجهاز الفنى الحالى بقيادة البرتغالى كارلوس كيروش المدير الفنى ل«الفراعنة»، بعد أن فوت عليه الأخير ثالث فرصة للانضمام إلى القائمة الدولية، التى لم يغب عنها حامد طيلة السنوات السبع الأخيرة، مع مختلف المدربين، إلا أن كيروش كان له رأى آخر ليقرر إنهاء خدمات حامد للأبد، عندما استبعده فى المرة الأولى قبل مواجهتى أنجولا والجابون بختام تصفيات المجموعة السادسة الإفريقية المؤهلة نحو كأس العالم، وتكرر الأمر مع اللاعب عندما أعلن قائمة «الفراعنة» استعدادًا لكأس البطولة العربية أو مونديال العرب فى قطر خلال الفترة ما بين 30 نوفمبر و18 ديسمبر المقبل. الضربة الثالثة من كيروش لحامد كانت أمس السبت، عندما جدد استبعاده وإصراره على قراره، بعد أن لعبت الدراما الكروية دورها، بإصابة زميله فى الزمالك الشاب إمام عاشور بفيروس كورونا «كوفيد-19»، الأمر الذى أجبر الجهاز الفنى للمنتخب على استبعاد عاشور قبل السفر بساعات إلى العاصمة القطريةالدوحة، ليتم اختيار المدافع الدولى المحترف بصفوف اتحاد جدة السعودى أحمد حجازى الذى كان خيارا مطلوبًا للجهاز الفني، وظل متاحا لفترة، قبل أن ترفض إدارة ناديه، كون البطولة العربية غير مدرجة ضمن الأجندة الدولية، ولا يحق للمنتخبات استدعاء محترفيها، إلا أن إدارة النادى السعودى أعطت الضوء الأخضر لمشاركة حجازي. بذلك يكون كيروش أخرج قائد الزمالك طارق حامد من حساباته تمامًا، بعد أن كان حامد الأولى بفرصة أن يكون بديلا مناسبا لزميله الشاب إمام عاشور، لأسباب كثيرة، أبرزها أنه الأقرب لمركز عاشور فى الزمالك والمنتخب، فضلا عن اعتماد تحرك عاشور على توجيهات ونصائح قائده طارق حامد الذى يسانده دون أن يبخل، مانحًا إياه حرية الانطلاقات نحو المنطقة الهجومية، إلا أن تمسك حامد بالمنطقة الدفاعية البحتة، كانت سببًا وراء استبعاد كيروش له من حساباته تماما فى ظل رغبة البرتغالى فى تطبيق طريقة اللعب الحديثة والحالية 4- 3 -3 فى البطولة العربية والتى لا توفر مكان لطارق حامد، ليسقط من حسابات الجهاز الفنى الحالى تمامًا، دون إرجاع الأمر لعامل السن الذى أعلن كيروش عدم الوقوف أمامه، ليحصر سبب موقفه ضد حامد فى العامل الفنى فقط. فى الوقت نفسه، أكد كيروش فى مؤتمره الصحفى قبل السفر مباشرة إلى الدوحة، أن باب المنتخب سيظل مفتوحًا للجميع دون إغلاق أبدا، وأنه دائم البحث عن وجوه جديدة، ولن يدخر جهدا فى منح الفرصة للجميع، وأن هدفه الأكبر التأهل إلى كأس العالم فى قطر 2022، كما أبدى كيروش عدم اهتمام بقضية الساعة فى الأيام الماضية، والخاصة بوضع المنتخب الوطنى ضمن التصنيف الثاني، بعد فشل اللحاق بمنتخبات التصنيف الأول، بناء على النتائج الأخيرة، إلا أنه عازم على المضى قدما نحو حلمه الشخصي، دون الوقوف أمام تلك الصغائر من الأمور. سبق ورفع كيروش تقرير رسمى إلى اللجنة الثلاثية المكلفة بإدارة اتحاد الكرة برئاسة أحمد مجاهد، أكد فيه عدة ملاحظات على اللاعبين المحليين خلال التعامل معهم فى تجربتى ليبيا، حيث سجل كيروش ملاحظة فنية بأن معظم اللاعبين المحليين لديهم قصور وصفه بالحاد فى استيعاب السيناريوهات الفنية، وأنه لاحظ صعوبة بالغة فى امكانية تلقين اللاعب المحلى أكثر من سيناريو فى المباراة الواحدة، كما أنه يطمح كخبير كروى فى التخطيط لمستقبل الفريق، لذا طالب بضرورة الاهتمام بطلبه الخاص بالتواصل مع جميع المحترفين، كما طالب الجهاز الإدارى بالكشف عن مزيد من المحترفين، بعد أن نما إلى علمه بوجود مصريين كثر فى الدوريات الأوروبية المختلفة. كان أبرز المحترفين بعد ظهور عمر مرموش المحترف فى صفوف شتوتجارت الألماني، وجود هيثم حسن مهاجم نادى ميرانديس أحد أندية دورى الدرجة الأولى فى إسبانيا على سبيل الإعارة من نادى فياريال، وهو فرنسى من أب مصرى وأم تونسية، وسبق له اللعب لمنتخب فرنسا على صعيد الشباب ويحق له بحسب قوانين «فيفا» الاختيار للعب لمنتخب واحد على صعيد الكبار، دون أحقيه التغيير فيما بعد، لذا ينتظر هيثم إشارة المنتخب الفرنسى أملا فى تمثيل «الديوك»، وفى حال فشل تلك الخطوة سيكون قراره باختيار المنتخب المصرى وليس التونسي، كما يستعد كيروش لفتح المجال أمام أحمد حمدي، صانع ألعاب الأهلى والجونة السابق والمحترف حاليًا فى مونتريال الكندي، ويساعد على فكرة كيروش فى خلق جيل جديد، يساعده دراسة «كاف» و «فيفا» زيادة قوائم المنتخبات فى الأمم الإفريقية من 23 إلى 28 لاعبًا، بسبب جائحة «كورونا». ويشهد اليوم الختامى فى البطولة العربية إقامة القرعة النهائية بين المنتخبات العشرة الإفريقية المتأهلة للمرحلة النهائية، بحيث يلتقى المنتخبات العشرة بنظام الذهاب والإياب فى مارس المقبل لحسم البطاقات الخمسة عن القارة السمراء المتجهة نحو كأس العالم، ويضم التصنيف الأول منتخبات: الجزائر وتونس والمغرب والسنغال ونيجيريا، بينما ضم التصنيف الثانى منتخبات: مصر والكاميرون وغانا ومالى وجمهورية الكونغو، ومن المقرر أن يلتقى المنتخب الوطنى فى مونديال العرب نظيره اللبنانى فى أولى مواجهات البطولة، الأربعاء 1 ديسمبر، فى تمام الثالثة عصرًا باستاد الثمامة، ثم ثانى المواجهات أمام السودان، السبت 4 ديسمبر، فى تمام السادسة مساءً على ملعب راس أبوعبود، ويختتم مباريات المجموعات بمواجهة الجزائر الثلاثاء 7 ديسمبر فى التاسعة مساءً على ملعب استاد الجنوب. ويفتقد كيروش فى البطولة العربية أيضًا بجانب المحترفين لاعبى بيراميدز والمصري، بسبب تعارض أجندة مشاركتهم الإفريقية مع موعد البطولة، الأمر الذى يضيق الخناق على اختيارات المدرب، ليتراجع كيروش عن أفكاره مؤقتًا بشأن خطوة تغيير جلد «الفراعنة» خلال الفترة المقبلة، حيث كان ينوى استثمار حزمة الارتباطات الدولية وغير الدولية خلال الشهور الخمسة المقبلة، التى بدأت باستكمال التصفيات الإفريقية المؤهلة نحو كأس العالم، ومن بعدها بطولة مونديال العرب فى قطر، ثم بطولة الأمم الإفريقية فى الكاميرون ما بين 9 يناير حتى 6 فبراير 2022، على أن يكون شهر مارس شاهدًا على ختام التصفيات المؤهلة إلى المونديال بإعلان الخمسة الكبار عن القارة السمراء.