فى الوقت الذى يفترض فيه أن تعكس نتيجة مباراة القمة بين الزمالك والأهلي، والتى انتهت لصالح الأخير بفوز عريض (5/3)، ضمن الأسبوع الثالث من مسابقة الدورى العام حزمة من الإيجابيات الفنية للبرتغالى كارلوس كيروش المدير الفنى للمنتخب الوطني، إلا أنها على أرض الواقع جاءت صادمة له على الصعيد التقني، فيما سيحتاجه خلال المعسكر المقرر انطلاقه بشكل رسمى، استعدادا لمواجهتى أنجولا والجابون، فى ختام تصفيات المجموعة السادسة الأفريقية المؤهلة نحو كأس العالم المقبل بقطر، والتى اقترب فيها الفريق الوطنى من الحسم باستعادة صدارته للمجموعة برصيد 10 نقاط، وتبقى المواجهتان المقبلتان فقط للتأكيد على دخول المرحلة الأخيرة من التصفيات، بعد عمل القرعة لتحديد مواجهتى الذهاب والإياب للصعود نحو المونديال، ومقرر للقرعة من قبل الاتحاد الدولى للعبة «فيفا» أن تقام فى 18 ديسمبر المقبل فى قطر. انبطاح الزمالك تعددت صدمات كيروش الفنية، وجاء أولها، بسبب غياب شكل المنافسة الحقيقية والمنتظرة من جانب الطرف الزملكاوي، الذى ظهر منبطحًا من بداية اللقاء، فكانت سلسلة الأهداف الثلاثة الأولى للأهلى قوية وسريعة، وربما فى زمن قياسي، فجاء أبناء ميت عقبة، وقدموا مردودًا سيئًا لهم أمام أعين الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى بقيادة البرتغالي، خصوصا المجموعة الدولية المعروفة لديه، فلم يكن هناك روح أو شكل جماعى، واقتصرت أهداف الأبيض على الجهد الفردى كما قدم مصطفى فتحي، بخلاف ذلك لم يكن هناك منافس حقيقى يليق بالقمة 123، فى استاد القاهرة. سيطرة الأجانب لعب الأجانب الدور الأكبر فى كلاسيكو العرب، وخطفوا الأضواء بقوة، فى الجانبين، فكانت البداية مع المالى المحترف بالأهلى أليو ديانج، وتبعه التونسى على معلول، وفى الزمالك أشرف بن شرقي، حتى فى ضربات الجزاء الثلاث بواقع اثنتين للأهلى وواحدة للزمالك، كان أبطالها بامتياز النجوم التوانسة فى الفريقين، وهو الأمر الأكثر إزعاجًا لمدرب المنتخب بعد أن يسيطر المحترفون على المستطيل الأخضر أمام أعينه، كون الأمر بالنسبة له ينطوى على مزيد من الصعوبات، ويضيق عليه الخناق فى منظومة عمله، بعكس لو كانت قماشة الاختيارات عريضة أكثر وبشكل أفضل. انهيار الجبل شكلت الأهداف التى سكنت مرمى حارس الزمالك محمد أبوجبل، وحالة عدم التركيز التى سيطرت عليه فى المباراة، تنذر بخطر داهم لدى كيروش، بضرورة البحث والتفكير فى بديل الحارس الأساسى للأهلى والمنتخب الوطنى محمد الشناوي، بعد أن بات أبوجبل غير جدير بمهمة الرجل الثانى، وهى مكانة ليست ببعيدة عن المشاركة، فقد يحتاج الجهاز الفنى لجهوده فى أى وقت، خصوصا مع تكدس المباريات فى الأيام المقبلة، خصوصا فى ظل الارتباطات المتعددة المنتظرة مستقبلا على الصعيدين القارى والعربى، وظهوره بهذا المستوى قد يقلق مستقبل «الفراعنة» فيما هو قادم. غياب المنافسة شكلت مباريات الدورى الممتاز قبل القمة، ملامح وأهداف الأندية جميعا، فلم يعلن عن رغبته فى دخول دائرة المنافسة، إلا الثلاثى الأشهر فى الفترة الأخيرة الأهلى والزمالك ومعهما بيراميدز، لتبقى المنافسة النظرية قائمة ومن حق الجميع، لكنها باتت عمليا قاصرة على الأهلى منفردا هذا الموسم، وهو ما صرح به لاعبوه عقب الفوز الخماسي، بأنهم تعهدوا على حسم لقب الدورى هذا الموسم مبكرًا، لعدم تكرار خطأ الموسم الماضى، بعد أن ظلت المنافسة محتدمة حتى الدقائق الأخيرة، ليذهب اللقب إلى الغريم التقليدى الزمالك، لكنه فيما يبدو اختار طريق الاستسلام واليأس مبكرًا، ليخسر كيروش قطبًا مهمًا فى الكرة المصرية، يفترض له أن يقدم يد العون للفرق الوطنية فى الفترة المقبلة، خصوصا مع تزاحم الأجندة والارتباطات ل«الفراعنة» مستقبلا. الضغط على الأهلاوية خسارة قطب بحجم الزمالك، يزيد من الصعوبات فى الجهة المقابلة، فنيا وبدنيا، وقد يؤثر سلبا على الطرف الآخر، وهو الأهلى ولاعبوه، ومؤخرًا شهد الوسط الكروى الأحمر حالة من السخط العارم، بسبب إصابة محمد الشناوى مع الفريق الوطنى، بسبب ما يعتقد بإشراكه وهو مصاب أمام ليبيا، الأمر الذى ينذر بتكرار المشهد المزعج لدى محبى الأحمر وإدارته، التى تخطط هى الأخرى لأهداف محلية وقارية وعالمية، لكن، لم يعد هناك حلول وسط أمام كيروش الذى سيعتمد فى ترجيح كفة المنتخب على نجوم الأهلى والمحترفين فى المرتبة الأولى، بينما يأتى لاعبو الزمالك على الهامش لعدم جدارتهم بالاعتماد عليهم فى صفوف الفريق الوطنى، وسيكون الأمر محل شك كبير، خصوصًا بالنسبة لمن تم ضمه من الزملكاوية مؤخرًا دون أن يحجز مكانًا أساسيًا مع كيروش، ليكون من السهل استبعاده، الأخطر أن نجوم الصف الأول الزملكاوى أمثال طارق حامد وأحمد سيد «زيزو»، اعتادوا الجلوس على دكة البدلاء منذ الجهاز الفنى السابق بقيادة حسام البدرى، والأمر بات سهل تكراره مع كيروش، بسبب ضيق قماشة لاعبى الزمالك أمامه، على خلفية هبوط المستوى الفنى، قبل أن يفجر كيروش مفاجأة باستبعاد حامد وزيزو من القائمة الأخيرة. يأتى هذا بالتزامن مع اتجاه نية كيروش لتغيير جلد «الفراعنة» خلال الفترة المقبلة، مستثمرًا حزمة الارتباطات الدولية وغير الدولية خلال الشهور الخمسة المقبلة، التى ستبدأ باستكمال التصفيات الإفريقية المؤهلة نحو كأس العالم، ومن بعدها بطولة مونديال العرب فى قطر، وهى غير مدرجة ضمن الأجندة الدولية، ثم بطولة الأمم الإفريقية فى الكاميرون ما بين 9 يناير حتى 6 فبراير 2022، على أن يكون شهر مارس شاهدًا على ختام التصفيات المؤهلة إلى المونديال بإعلان الخمسة الكبار عن القارة السمراء، كما يسعى لتحسين وضع وتصنيف المنتخب، أملاً فى مزاحمة المراكز الخمسة الكبرى، كونه يحتل حاليا المركز السادس، ويزيد من فرص اصطدام مصر بالفرق القوية فى الدور النهائى المقرر إقامته فى شهر مارس المقبل. وأعلن كيروش قائمة اللاعبين المختارين، وضمت فى حراسة المرمى: محمد الشناوى (الأهلى)، محمد أبوجبل (الزمالك)، محمد صبحى (فاركو)، محمود جاد (إنبى)، وفى الدفاع: أكرم توفيق (الأهلى)، وأحمد فتحى (بيراميدز)، أحمد حجازى (الاتحاد السعودى)، وأحمد ياسين (البنك الأهلى)، وأيمن أشرف (الأهلى)، ومحمود علاء (الزمالك)، وأحمد فتوح (الزمالك)، ومحمد حمدى (بيراميدز)، ومحمود حمدى الونش (الزمالك)، وفى الوسط: محمد الننى (أرسنال الإنجليزى)، وحمدى فتحى (الأهلى)، وعمرو السولية (الأهلى)، وإمام عاشور (الزمالك)، وعبدالله السعيد (بيراميدز)، ومصطفى فتحى (الزمالك)، وفى الهجوم:عمر مرموش (شتوتجارت الألمانى)، ومحمد شريف (الأهلى)، وأحمد ياسر ريان (ألتاى التركى)، ومصطفى محمد (جالاتا سراى التركى)، ومروان حمدى (سموحة)، ومحمد صلاح (ليفربول الإنجليزى)، ومحمد مجدى أفشة (الأهلى)، ليحقق كيروش مفاجأة باستبعاد ثنائى الزمالك طارق حامد وأحمد سيد زيزو.