دوائر المنفى

واحة الإبداع ..

الأعمال للفنان: ناجى فريد
يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين. إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بإرسال مشاركتك من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:
[email protected]

دوائر المنفى

خاطرة

كتبتها مروة أحمد المرنح- رشيد - البحيرة
أَدورُ فى دَوائرِ المنفى تائِهًا،
أَبحثُ عن ذاتى الضائِعة،
أرانى عكسَ ما كنت عليه قبلًا؛
ولستُ ما أنا عليه بَعدًا،
أنا هنا فى مُفتَرَقٍ بَعيدِ المدى،
لا أدرى،
أهو ذاك الطَريقُ الذى أَضنَيتُ روحى فيه؟
أم أننى ضِعتُ وسطَ زحامِ الأوهامِ؟،
أَرتَمى داخِلَ أحزاني؛
وأَلتَفُ حولى كَشَرنَقَةٍ صَغيرَةٍ؛
أَختَفى داخِلي؛
لعلنى أَرانى كيف أَبدو من قَريبٍ؛
وأَعودُ وأَهجُرُنى لمسافاتٍ بعيدةَ المدى فأرانى من بعيدٍ،
أنا هو ذاك الذى خَذَلَه الطَريقُ؛
وسَكَنَتْهُ أَشباحُ الهَوى؛
وانطَفَأَتْ عَيناهُ ومَزَقَتْهُ الرياحُ،
دَعونى وَحدى بعيدًا،
فى دَوائِرِ منفاي؛
أُلقِى على نفسى كَلِماتٍ تَطيبُ بها جِراحي؛
وأَهيلُ على رَوحى ثَرى الحياةِ،
لعلى أَحيا بعدَ مماتٍ،
وتَعودُ الروحُ إلى الروحِ من جَديدٍ.
فى دَوائِرِ منفاي،
أَسيرُ وَحيدًا،
أرانى من بعيدٍ ولستُ قريبًا،
فلا كنتُ أنا ذاك الأولُ والأخيرُ؛
ولا الذى أصبحتُ عليه فى هُجرانى البعيدِ،
لا اشتاقَت الروحُ لبقاءٍ جانبي؛
ولا عادت روحى لتكونَ معي.
فى دَوائِرِ منفاى ابتعدتُ؛
وعلى شاطِئِها مَشيتُ؛
وداخِلَ بِحرِها غَرِقتُ،
أَأَتْرُكُها وأَهجُرُ ما بَقِىَ منى فيها؟
أم أَظِلُ فى تَيهى بها؟
لعلى أَجِدَنى داخِلي،
وأَبقَى سَجِينًا محكومًا عليه بالضياعِ فيها،
أنا لستُ أنا داخِلها ولستُ أنا خارِجها،
هى مَنفاى ومُؤَيَّدي؛
وضَياعى وعَودَتي؛
هى أنا وأنا هى،
دَوائِرُ مَنفاى