يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين. إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بإرسال مشاركتك من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى: [email protected] اللوحات بريشة الفنان سمير فؤاد كتب: محمد طكو أفتِّشُ فى المدينة عن كيانى أرانى واقفاً بل لا أرانى وأمشى لستُ أدرى ما طريقى يسابق خُطْوتى وهم الدخانِ أرشُّ على الدروب فتاتَ شعرى عسانى ألحظ البشرى عسانى أحاول رغم يأسى أن أغنّى يعود الصوت مجروح الأمانى تجاعيد البيوت أثرنَ نفسى وفصل الموت يرتشف الثوانى تهبُّ الريح لا تدرى مداها فتحمل فى صحائفها المعانى عويل الدهر صوتٌ من تلالٍ يعانق فى رحى جفنيه فانِ يمرّ الموت فى عجلٍ أمامى فأدخل فى زوابعه أعاني وألحظ فى مدى كفيه بعثى وهل فى الموت بعثٌ لو أتانى أنا ما زلت منتصراً لنفسى ورغم البؤس أمضى فى زمانى ألملم من رماد الحى ذكرى كطفلٍ راح يعبث فى الجمانِ هنا كانت مدينتنا تغنّي نشيد العشق مجنون البيانِ كأنّ الأمس لم يبرح ثراها ووهج الشمس من نور الحسانِ وبعض جميلِها الأحلام يمضى وبين الهدم معقود اللسانِ يغرغر فى سويعاتٍ ويبكى يئنُّ الكون من وجع الكمانِ يفتِّش فى سراديبِ المبانى يفتِّش عن بقايا للأمانى عن الأطفال كانوا ذات يومٍ وصاروا الآن من رسم المكانِ على مرِّ البيوت أرى أناسي يمزِّق بعضَها سيفُ الهوانِ يراودنى الشجون بكلِّ وجهٍ يطوف على الهياكل لا يرانى ويضنينى ويذبحنى هلاكٌ ويقذفنى ويقعدنى مكانى ويتركنى لأندب كلَّ بابٍ ووحى الشعر مطلوق العنانِ سأبكيها الديار بجلِّ فنِّى وألتحف السما أو سنديانى وأعتصر البحور لحون شعرى وأرفع فى المدينة صولجاني وأبرق للتراب فمنه أحيا رمى الموت البيوت وما رمانى