حالة من السخط انتابت الرأى العام إثر دعاوى الإضراب والتى امتدت للعصيان المدنى، وتنوع الرفض والاستياء ما بين هجوم على أصحاب الفكرة من حركات شبابية وسياسية غير مدركة لواقع الشارع وما يعانيه من فقر، وبين المخاطر الاقتصادية والتعليمية التى ستؤدى بمستقبل الطلاب والشباب فى حين عبر الشباب عن تأييدهم وترحيبهم الشديد، وذلك فى إطار حماس يعقب أحداث بورسعيد ومطالبتهم برحيل المجلس العسكرى كحل سحرى للنهوض بمصر. عبرت «رحاب أمين » موظفة عن أن دعوى الإضراب خاطئة لأنها ستسبب حالة كساد ولن ننصاع لها سواء كموظفين فى المصالح الحكومية أو أولياء أمور «لأن حال البلد مش ناقص» على حد قولها، مشيرة إلى أن المصريين لم يعملوا أو يخلصوا فى عملهم منذ أعوام لتأتى الثورة ليسوء الحال وتنتشر حالات البطالة المقنعة ولن يكون الحل فى إضراب بل مزيد من العمل. وفى ذات السياق عبرت «مروة ماهر» ربة منزل عن أن مثل هذه الدعاوى سياسية الطابع ولم تجد لديها أى رد فعل، ولذا قررت أن تقاطع هذه الدعاوى خاصة أنها تواكب عودة المدارس، مؤكدة أن الطلاب مروا بأعوام متتالية من الفساد، بدأ بانتشار انفلونزا الخنازير التى أغلقت المدارس، والثورة التى عطلت التعليم فهل نزيد الأمور سوءًا؟ ناهية حديثها أن منظومة التعليم فاسدة ولن نتسبب فى مزيد من الكوارث». بينما اشارت «مايسة محمد» محاسبة إلى أنه لا توجد مخاوف من جهة أولياء الأمور لأنهم سيهتمون بمستقبل أبنائهم الطلاب ولكن ما يثار حاليًا هو اشتراك بعض المدرسين فى هذا الإضراب كما حدث سابقًا فى إضراب المعلمين والذى دفع ضريبته طلاب المدارس الحكومية الذين هم فى أشد الحاجة للمواظبة الاتقان وليس للاعتصام وتساءلت مايسة عن علاقة الإضراب بقطع الطرق الذى من شأنه تعطيل حركة السير والمرور والإضرار بأطفال المدارس والعاملين غير المضربين على النقيض جاءت ردود فعل شباب الجامعات، فعبر «محمود صالح» طالب هندسة القاهرة عن أن اتحادات الطلاب متضامنة فى هذا الإضراب لأنه احتجاج على مقتل 4 من زملائنا من طلاب الهندسة مهاب صالح، ومحمد عبدالله ومحمد مصطفى ومصطفى متولى، احياءً لذكراهم ووفاء منا لهم وأشار محمود إلى أن فكرة الإضراب ليست ضارة كما يصدرها الإعلام بل هى احتجاج سلمى وسنحاول أن نلتزم به داخل أسوار الجامعة، فيما عدا بعض المسيرات السلمية فى الشوارع، فليس من المعقول أن نبدأ الدراسة ونواصل حياتنا وزملاؤنا ماتوا غدرًا. من جانبها أكدت آية نادر طالبة بكلية الألسن جامعة عين شمس أن معظم الطلبة فى الجامعة يؤيدون فكرة الإضراب خاصة أنها ستستمر ثلاثة أيام فقط آملين أن تتم الاستجابة للمطالب بدءًا من المحاكمات العاجلة لقتلة الثوار ويتم تسليم السلطة للمدنيين، وطالبت آية الأساتذة بمشاركة الطلاب الإضراب وحقهم فى التعبير وليس معاقبتهم. على النقيض أشار «د.يحيى حمدى» استاذ بكلية طب جامعة الأزهر إلى أن الدراسة لا يجب أن تتأثر بالأحداث السياسية، فكل المليونيات التى أقامها الثوار تطالب بمحاكمات والقضاء على الفساد ولكن أين مليونية العمل أو والتعليم؟ فهل أتت الثورة لتقضى عن المستقبل ونعيش على الماضى؟ وطالب د.حمدى بأن يحترم الطلاب قوانين الجامعات ويلتزمون بالمحاضرات وليس عصيان وإهدار العملية التعليمية.