تظل الأحداث التاريخية الكبرى علامة فارقة فى تاريخ أى أمة لا يمكن أن تمر هكذا دون أن يمر طيف ذكراها على من أحياها ودعمها وساندها، وأن تذكر ما أحدثته من إنقاذ وطن كان قاب قوسين أو أدنى أن يغوص فى مستنقع الفوضى الخلاقة ويصير الحال كبلدان الجوار التى تبحث عن شعاع نور وسط إضطرابات لا تنتهى وصراعات لا تختفى ،هكذا تطل علينا ذكرى إنقاذ الوطن الكبير مصر فى ثورة 30 يونيو من جماعة الإخوان الإرهابية بعد أن إختطفته خلسة من المصريين أو قل على حين غرة من فرحتهم بازاحة نظام إستمر 30 عاما دون تفكير فى المستقبل أو من سيقود السفينة حتى ترسو. فجماعة الإخوان الإرهابية قد اختطفت الوطن ودخلت من الباب الصغير لثورة 25 يناير ليخرجوا من الباب الكبير لثورة 30 يونيو بعد أن كشفها الشعب وذاق مرارة ما زرع بقدوم تلك الجماعة التى ترى أن مصر حفنة من التراب ولكن خاب أملهم، وكان الشعب قد فطن للمؤامرة الكبرى التى تحاك ضد الوطن من هؤلاء الخونة. تظل 2013 عام الخراب وهو عام غير محسوب فى عمر الوطن لأنه كان منحنى للقاع يقود لهاوية، لكن بفضل إرادة شعب صاح فى وجه من أراد تغيير هويته رافضين غير آبين بما قد يحدث طالبين عودة مصر للمصريين، بدعم ومساندة القوات المسلحة التى لبت نداء الشعب لحماية الثورة المجيدة، حيث كان الفريق عبدالفتاح السيسى قائداً عاماً للقوات المسلحة وبعقيدة بطل وإيمان مقاتل استجاب لنداء الشعب فى ثورته المجيدة حتى نجحت وعدلت المسار الذى إنحنى ليستقيم وضعه وتعود مصر من جديد. وتظل ثورة 30 يونيو 2013 فارقة فى تاريخ مصر كثورة 1919 و23 يوليو1952 ، لأنها غيرت فى حياة المصريين، بل 30 يونيو استردت روح وهوية مصر التى شكلت وجدان المنطقة من فنون وثقافة وإبداع على مر التاريخ ولكل ثورة ضريبة، ولكن الضريبة لثورة 30 يونيو كانت أكثر ألماً حيث رأت الجماعة الإرهابية أن إزاحتها من الحكم يساوى إهدار دم المصريين، وقد كانت مشاهد ترويع الآمنين والقتل والتخريب لأقسام الشرطة والعمليات الإرهابية سيناء هى رد الجماعة الإرهابية على المصريين ولكن لم يدركوا أن مصر عصية على الكسر أبيه وعنيدة ضد من أراد بأهلها سوءاً. ولقد تكلل نجاح الثورة بتولى الرئيس السيسى حكم مصر حيث إلتف الشعب حوله لأنهم رأوا فيه البطل والزعيم المنقذ بعد أن وقفت القوات المسلحة إلى جانب رغبة الشعب فى إزاحة جماعة الإخوان عن الحكم، ولقد كان الرئيس السيسى عند حسن ظن المصريين فقد عادت شمس مصر من جديد ودبت الروح فى الجسد العليل بعد أن أنهكته جماعة الإخوان. ومع قرب هلال 30 يونيو، يمر اليوم 6 سنوات على تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم البلاد، ولا يمكن وصف ما حدث فى مصر إلا بالمعجزة، فقد قاد السيسى عملية إصلاح اقتصادى شاملة جعل مصر بعد أن تجمدت عقوداً من الزمان وهذا ما جعلنا نصمد اليوم أمام وباء كورونا العالمى وتتحمل الدولة التبعات الإقتصادية ونجاح منقطع النظير فى السياسة الخارجية لتتحول الدول التى قاطعت مصر بعد ثورة 30 يونيو وهى دول مؤثرة فى السياسة الخارجية إلى دول صديقة وداعمة وكذلك شراكات إقتصادية واستراتيجية خلاصة ما جرى فى ال6 سنوات من تولى السيسى هو بناء مصر الحديثة لتصبح دولة مستقلة فى القرار مستقرة وآمنة ينظر إليها الجميع على أنها رمانة الميزان ومصدر القوة فى منطقة الشرق الأوسط.