لاقت المبادرة المصرية قبولًا كبيرًا فى الأوساط الليبية، حيث أكد عدد من السياسيين الليبيين أن إعلان القاهرة يلبى كافة تطلعات الشعب الليبى بكل فئاته وأطيافه، ويحرج أردوغان أمام المجتمع الدولى ويكشف أطماعه فى ليبيا. وقال الدكتور رمضان البحاح، سفير ليبيا السابق فى الهند،وعضو اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية الليبية، إن المبادرة المصرية التى دعا لها الرئيس عبدالفتاح السيسى بحضور رئيس البرلمان الليبى عقيلة صالح والقائد العام للقوات المسلحة المشير حفتر بالقاهرة جاءت ملبية لطموحات الشعب الليبى بكافة تياراته الوطنية، ولاقت استحسان معظم الدول الكبرى المهتمة بالقضية الليبية وترى فيها حلا مقبولا يلبى ماتم التأسيس عليه فى المؤتمرات التى عقدت فى برلين وجنيف وكذلك قرارات الأممالمتحدة التى دعت إلى ضرورة الوصول إلى حل سياسي. وأوضح «البحاح» فى تصريح خاص ل«روزاليوسف»، أن بعض الدول وعلى رأسها تركيا وقطر ترفض أى حل سياسى ولا يهمها استقرار ليبيا وحرية شعبها لذلك تعمل فى اتجاه إجهاض هذه المبادرة وقد أكد مايسمى برئيس مجلس الدولة الإخوانى خالد المشرى عن رفضه للمبادرة وذلك بأن صرح أن وقف إطلاق النار لن يحدث إلا فى الوقت والزمن الذى تحدده حكومة السراج المدعومة من قبل القوات التركية، وقد لاحظنا الدعم القوى والمباشر للقوات الجوية المتمثلة بالطيران المسير والقوات البحرية المرافقة لتقدم الميليشيات الإرهابية والمرتزقة والتى قامت بتوجيه ضربات صاروخية مباشرة لمدينة سرت أدت إلى قتل أعداد كبيرة من المدنيين. ومن جهته قال الباحث السياسى الليبى سراج الدين التاورغي، إن المبادرة المصرية التى تم الإعلان عنها فى القاهرة جاءت تتويجًا لجهود مصرية برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتقريب وجهات النظر ورأب الصدع بين المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي. وأوضح «التاورغي» فى تصريح خاص ل«روزاليوسف» أنه بعد نجاح جهود رأب الصدع تم وضع خطوة لتتويج هذه الجهود ممثلة فى إعلان مبادرة مصرية لحل الأزمة الليبية، لافتًا إلى أن المبادرة جاءت متكاملة وشاملة لكل المسارات فى ليبيا بنقاط واضحة جدًا ولاقت ترحيبًا دوليا كبيرًا من عدد كبير من الدول وفى مقدمتها واشنطن وروسيا وعدة دول إقليمية ومنظمات دولية جميعها رحبت بالمجهود المصري. واختتم: «أجزم بأن الايام القليلة المقبلة حُبلى بالأحداث، وسيكون النصر حليف الجيش الليبي». واتفق معه الدكتور جبريل العبيدي، الباحث والأكاديمى الليبي، الذى قال إن مصر لم تكن غائبة ولا متأخرة عن دعم الاستقرار فى ليبيا وبالتالى ليس بالمستغرب أن يأتى هذا الإعلان من القاهرة، مشيرًا إلى أن توقيت المبادرة يتزامن من نداءات دولية مطالبة بتوقف الحرب فى ليبيا لأنها طالت وتم تدويلها بعد التدخل والغزو التركى لليبيا. وأشار «العبيدي» فى تصريح خاص ل«روزاليوسف» أن إعلان القاهرة جاء بعد سلسلة مشاورات فى موسكو واتصالات أجرتها موسكو وأمريكا مع رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح حول مبادرته، مؤكدًا أن إعلان القاهرة أصبح الآن محرجًا للأطراف التى تزعم الحوار لإثبات مدى صدقها وجديتها فى خوض المفاوضات. فى السياق ذاته قال الدكتور محمد الزبيدي، أستاذ القانون الدولى الليبي، إن الإعلان عن مبادرة القاهرة، جاء كنتيجة طبيعية للتدخل التركى السافر فى الشئون الداخلية الليبية، ودعمها للميليشيات بكل أنواع الأسلحة، لافتًا إلى أن أردوغان جند نحو 12 ألف مرتزق سورى فى ميادين القتال داخل ليبيا، واستخدم البوارج الحربية التركية لقصف القوات المسلحة الليبية والمراكز الأمنية فى ليبيا. وأشار «الزبيدي» إلى أن الأتراك احتلوا شمال العراق وشمال سوريا، والآن يريدون احتلال شمال ليبيا، ويهددون الأمن القومى العربى فى ظل وجود حكومة عميلة تابعة للباب العالى فى اسطنبول، لافتًا إلى أن الدور التركى أصبح واضحًا وجليًا ويقف عائقًا أمام كل المبادرات الدولية ومن بينها مؤتمر برلين، ولذلك أصبح على الأمة العربية لزامًا أن تجد حلًا لهذه الأزمة وتصطف بجانب الجيش الليبي، لأن هناك بلدا عربيا آخر يسقط فى يد الأتراك.