أعلن المخرج على عبدالخالق اعتذاره عن مشروع فيلم «وبدأت الضربة الجوية» الذى كان يعمل على تقديمه منذ عام ونصف العام تقريبًا.. قال عبدالخالق إنه لا يريد أن يتهمه أحد بالتحول حيث إن «المتحولين بعد الثورة ملئوا البلد» على حد قوله وذلك لعدم ظهور الرئيس المخلوع مبارك فى الفيلم سوى فى 5 مشاهد منهم مشهدان صامت.. وأكد أنه لو شاهد أحد الفيلم بعد الثورة سيتهمونه بمحاولة إرضاء الثوار و«ركوب الموجة» بحذف مشاهد تمجيد حسنى من الفيلم والتى لم تكن موجودة بالأساس. وأضاف قائلاً: «مشكلة الفيلم تكمن فى اسمه فمنذ أعلنا عن بدء مشروع هذا الفيلم والناس تعتقد أنه يدور حول الضربة الجوية وبالتالى ستكون البطولة والتمجيد لشخصية الرئيس المخلوع حسنى مبارك بما أنه أول من قام بهذه الضربة.. ولكن الحقيقة هى أن أحداثه تدور حول تفاصيل ما قبل الحرب وتجهيزاتها منذ أكتوبر عام 1972 وحتى بداية الحرب بطلعة القوات الجوية الأولى فى الساعة الثانية ظهرا.. والأبطال الرئيسيون فى الفيلم هم الرئيس الراحل أنور السادات ووزير الحربية وقتها المشير أحمد إسماعيل.. وقد حاولت أن أقنع ممدوح الليثى - الذى كان وقتها رئيس جهاز السينما المنتج للفيلم -أن يقوم بتغيير اسم الفيلم ليكون (حدث فى أكتوبر) لأن هذا الاسم أكثر تعبيرًا عن مضمون الفيلم ولكنه رفض معللا ذلك ب«أن الاسم الأول تجارى ويصلح لفيلم سينمائى». ورغم توقف مشروع الفيلم بشكل نهائى بسبب اعتذار عبدالخالق وعدم تمكن جهاز السينما من تمويله، أبدى عبدالخالق أسفه على توقف هذا المشروع الذى يرصد ملحمة عسكرية حيث قال: إن الفيلم يعرض عددًا من القضايا التى يعرفها الجمهور عن القوات المسلحة ومنها محاولة الانقلاب العسكرى الذى حدث خلال عام 1972 وإلقاء السادات القبض عليهم فى فرح أحد أصدقائهم وكيف تم التخطيط لهدم الساتر الترابى بطلمبات المياه بعدما فشل السادات فى استيراد قنبلة ذرية من الصين بالإضافة إلى الضفادع البشرية وغيرها من التفاصيل التى يجب أن تذكر عن وقت ما قبل الحرب الذى كان يعانى فيه كل من السادات والقوات المسلحة من ضغط شعبى كبير خوفا من دخول الحرب وخسارتها مثلما حدث فى النكسة. كما أشار عبدالخالق إلى أنه توقع توقف العمل منذ البداية وقبل الثورة حيث قال: «أبلغت الليثى بخطورة اسم الفيلم ليس فقط تخوفا من فكرة الجماهير وهجومها علينا ولكن بسبب اعتراض قيادات النظام السابق عليه بعد انتهائه.. لأن الاسم يوحى بأننا نتناول تفاصيل الضربة الجوية وبالتالى سيكون للرئيس السابق دور كبير وهذا ما كان سيصيبهم بالصدمة لعدم ذكرنا أمجاده ونقع فى مشاكل معهم قد تنتهى غالبًا بقتل هذا العمل و(يشيلوه فى الأدراج). ومن جانب آخر دافع المخرج على عبدالخالق عن عدم مشاركته فى جبهة الدفاع عن حرية الإبداع قائلا: «أنا لا يعجبنى فكرة التخوف السائدة من قبل المبدعين فهم بذلك يصغرون أنفسهم أمام الإسلاميين.. فمجرد سماعهم لتصريح أحد المتطرفين عن تحريم الفن قاموا بالاعتراض والتهديد بالاعتصام والهجرة خارج البلاد وكلام كثير ليس له أى دافع سوى أننا نعاملهم بتخوف وكأننا (قزم فى مواجهة عملاق).. فأنا لن أشارك فى مثل هذه الاجتماعات أو المسيرات لأنه لا يوجد أى اتجاه أو تيار يستطيع أن يغير الفن.