فى الوقت الذى تحاول فيه التيارات الإسلامية، بفكريها السلفى والإخوانى تحجيم دور المرأة فى المجتمع اتخذ وزير الثقافة الحالى شاكر عبدالحميد قرارا جريئا بتعيين الدكتورة إيناس عبدالدايم أمينا عاما لدار الأوبرا استعدادا لتوليها منصب رئاسة الأوبرا خلفا لعبدالمنعم كامل، حيث من القرر أن يخرج الأخير معاشا فى 20 فبراير المقبل فعن هذا القرار وخطتها لدار الأوبرا والمشاكل التى تواجهها حاليا مع العاملين فيها، قالت إيناس عبدالدايم فى تصريحات خاصة ل«روزاليوسف»: الحقيقة احترمت بشدة قرار الوزير خاصة فى الظروف التى تمر بها مصر حاليا، لأنه أيضا فى الوقت نفسه اتخذ قرارا موازيا فى المجلس الأعلى للثقافة بتعيين الدكتورة كاميليا صبحى لرئاسته، ليس هذا فحسب بل تقدمت له بالشكر أيضا فريدة النقاش فى إحدى الندوات التى عقدتها وكثيرون قالوا عنه إنه رجل محترم وجريء فكونه يتخذ هذه القرارات فى هذا الوقت الحرج الذى تعيشه مصر شىء لابد أن نحييه عليه جميعا، إلى جانب أن هناك شقا إيجابيا فى تعيينى أمينا عاما لدار الأوبرا قبل أن أتولى رئاستها بشهرين لأن الوزير أراد أن أكون بجانب الدكتور عبدالمنعم كامل حتى لا أفاجأ بمسئولية تلقى على عاتقى دون خبرة بها وهذا شيء جيد وأسلوب دقيق فى الإدارة السليمة. * كيف ترين مستقبل دار الأوبرا حاليا، خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية والفكرية التى تمر بها البلاد؟ - بالطبع مصر تمر بفترة صعبة، وأعلم جيدا أن المسألة ليست سهلة لكن أى تراجع عن تحمل المسئولية حاليا، سيكون تخاذلاً لكننى اكتسبت خبرة بالإدارة خلال سنوات طويلة سواء بدار الأوبرا أو أكاديمية الفنون، حيث توليت مدير إدارة الأوركس ترا السيمفونى لمدة عشر سنوات وكنت عميدا لمعهد الكونسرفتوار ست سنوات، كما أننى دائما كنت بجانب الدكتور عبدالمنعم كامل وشاركت معه كثيرا فى حل أزمات الفرق والعاملين بالأوبرا. وتضيف: أما فيما يخص الفكر السائد الحالى أعتقد أن كل الآراء التى يتم طرحها حاليا لا تمثل آراء مؤسسة ملزمة بأى شيء لأنه فى النهاية لن يتدخل أحد فى الحجب أو الحجر على حرية الفن إلى جانب أن جماعة الإخوان أو حزب الحرية والعدالة ليس حزبا متشددا كما يظن البعض بل على العكس خصوصا وأن جمهور الأوبرا به جمهور كبير من جماعة الإخوان المسلمين لأن معظمهم على درجة عالية من الفكر والثقافة والفن الذى تقدمه دار الأوبرا ليس فنا مبتذلا يرفضه أحد بل هو أرقى أنواع الفنون وبالتالى لن يكون هناك أى تعليق على ما تقدمه دار الأوبرا من فنون. * إذن لماذا بدأت دار الأوبرا احتفالها بالعام الجديد بحفل لفرقة الإنشاد الديني؟ - لم أكن توليت المنصب وقتها، ولا أعتقد أن هذا الحفل مقصود منه أى شيء لأن فرقة الإنشاد الدينى من أقوى الفرق الموجودة بدار الأوبرا لكن بسبب عدم وجود عروض أجنبية بالبرنامج كما كان يحدث دائما على مدار السنوات الماضية لاعتذار بعض الدول عن الحضور أظن أن فرقة الإنشاد الدينى قد تأخذ حقها فى اقامة حفلات بسبب عدم تمكنها من ذلك فى الفترة الماضية، لأن برنامج الأوبرا عادة ما يكون مزدحما بعروض من الخارج، فالموضوع ليس له أى علاقة بمواكبة الفكر السائد حاليا. * فى رأيك هل ستوجد أزمة فيما يخص العروض الأجنبية السنوات القادمة؟ - لا أنكر أن هناك متغيرات تحدث فى مصر الفترة الحالية لكننى لا أعتقد أن هذا سيؤثر على أى شيء لأن مصر بتاريخها الفنى الطويل قوية جدا وأقوى من أى تغيير لذلك لا أظن أن هذه القوة من الممكن أن تنهى بهذه السرعة، وأؤكد أن دار الأوبرا الفترة القادمة لابد ألا تقتصر عروضها على فنونها فقط بل تحاول استقطاب أكبر قدر من عروض الشباب الجدد خاصة الفرق التى خرجت بعد ثورة 25 يناير، لأن مسألة «انعزال» الأوبرا واقتصارها على الصفوة أمر صعب فى المرحلة التى تمر بها مصر حاليا، لأننا لابد أن نهتم بالاقتراب من الشارع المصري. * ماذا عن الأزمات التى تواجهينها مع الأوركسترا السيمفونى وفرقة الرقص الحديث؟ - المشاكل موجودة منذ فترة طويلة وبالفعل كنت أتعامل معها دائما فيما يخص الأوركسترا السيمفونى وتم حل جزء منها والجزء الآخر نحاول حله حاليا، لكن بالطبع هناك مشاكل أخرى شخصية وهذه بالطبع لن أنظر إليها لأننى معرضة فى كل مكان للحروب والهجوم سواء فى الأكاديمية أو فى الأوبرا، أما فرقة الرقص الحديث فهذا ملف يحتاج إلى وقت ودراسة لأنه من الصعب تكرار فنان مثل وليد عونى لأنه رجل على درجة عالية من الموهبة وأعطى مصر الكثير بصدق وأمانة، وهو خسارة كبيرة جدا لدار الأوبرا لذلك نحتاج إلى وقت لكى نجد شخصا يستطيع أن يتولى هذه الفرقة إلى جانب الفرقة الجديدة التى تم ضمها للأوبرا وهى فرقة الفرسان.