مصر بها حالياً مجموعة من الامكانيات المادية والبشرية والمعنوية التي لو تم استغلالها الاستغلال الأمثل سنجد ان مصر خلال (3) سنوات فقط ستصبح مثل (تركيا) أو (ماليزيا) أو (سنغافورة) أو (الهند).. ومصر عليها الان ان تعود لما كانت عليه منذ (7) عقود علي الأقل فمصر في (أربعينيات القرن العشرين) حيث كانت بمصر مجموعة محافظات وكل محافظة لها صناعات خاصة بها، وهذه الصناعات لها شهرة عالمية فهناك مدينة (المحلة الكبري) وهذه المدينة كانت تعد (مانشستر مصر) أي عاصمة الغزل والنسيج العالمية في مصر وكانت هذه المدينة التي قام بإنشائها (طلعت حرب) في عشرينيات القرن العشرين كانت بها مجموعة كبري من المصانع (للغزل والنسيج) و(الصباغة) و(الوبريات) وخلافه، وكانت المشكلة الأولي لمدينة المحلة أنها لا تجد عمالة كافية لأن جميع أبناء محافظة الغربية خاصة مدينة (المحلة الكبري) تعمل ولا توجد بطالة والآن وبعد مرور (7) عقود علي هذه المدينة الصناعية الأولي في مصر نجد أن معظم المصانع قد تم اغلاقها اذ تم خلال سنتي (2010/2011) اغلاق ما لا يقل عن (1200) (مصنع كبير ومتوسط وصغير) وأصبحت العمالة الموجودة بهذه المصانع تجلس علي المقاهي ونجد ان الصناعات الصينية والهندية والماليزية والاندونيسية من الغزل والنسيج تغزو مصر وأصبحت مصر غير منافسة لصناعة الغزل والنسيج وبذلك تحولت (مانشستر مصر) الي أطلال وخراب.. وبذلك علينا من الان خاصة بعد ثورة (25 يناير 2011) واستعادة مصر لمعظم الشركات التي تم بيعها وخصخصتها بطرق احتيالية إلي حضن الوطن مرة اخري علينا ان نبدأ من الآن في إعادة تشغيل هذه المصانع مرة أخري وذلك عن طريق إزالة جميع العقبات سواء (الإدارية) أو (المالية) لهذه المصانع وذلك باتباع الآتي:- توريق جزء كبير لا يقل عن (50%) من قيمة مديونية البنوك لهذه الشركات، اي دخول هذه البنوك شريكة لهذه المصانع بقيمة نصف المديونية المستحقة علي هذه الشركات والمصانع، وبذلك يتم تخفيف عبء سداد الفوائد والأقساط علي كاهل هذه الشركات. عمل تدريب للعاملين بجميع هذه المصانع عن طريق وزارة الصناعة. تحديث خطوط الإنتاج، وذلك بالاستفادة من المنح الأوروبية التي تقوم بمتابعتها الهيئة العامة للتنمية الصناعية. العمل علي زيادة الإنتاج عن طريق عمل هذه المصانع بكامل الطاقة لها، وبذلك يزيد الانتاج وتنخفض التكاليف. دراسة جميع (الأسواق الإفريقية) و(الأذواق الإفريقية) وذلك للتصدير لها، مستفيدين من جميع الاتفاقيات الموقعة بين مصر ومعظم الدول الإفريقية مثل (اتفاقية الكوميسا) وغيرها وكذلك العمل بذات الآلية لجميع المصانع والورش في محافظة دمياط حيث إن دمياط منذ نحو (7) عقود حتي العقد الاخير فقط (2000 – 2010) كانت تعد ( هونج كونج) مصر لأن محافظة دمياط لم يكن بها عاطل واحد وكانت المدينة تعمل ليل نهار، فهي اشتهرت بمجموعة من الصناعات مثل (الأثاث) و(الجبن) و(الأحذية) و(الحلويات).. وكانت هذه المحافظة لها شهرة عالمية ليس في مصر فقط بل في جميع دول العالم وعلينا أن نعمل علي أن تعود دمياط مرة اخري (هونج كونج) مصر وان يستعيد الاثاث والجبن والأحذية الشهرة العالمية وذلك عن طريق استخدام الآلية السابقة وازالة جميع العقبات المالية والادارية من امام المصانع. هناك محافظة (بورسعيد) وهذه المحافظة تعد المدينة الحرة الأولي في منطقة (الشرق الأوسط) وفي (القارة الإفريقية) بالكامل حيث انها اصبحت مدينة حرة منذ عام (1975) اي منذ منتصف (سبعينيات) القرن العشرين اي منذ (35) عاما، ونجد أن أهل ( بورسعيد) يشتهرون بالشطارة في التجارة وكان لزاما علينا بعد ان حارب رأس النظام المخلوع محافظة (بورسعيد) وعاقب شعبها علي جريمة لم يثبت علي أحد ابناء بورسعيد انه قام بها عاقب المحافظة بالكامل وذلك بأن تم ايقاف جميع المشروعات مثل (شرق التفريعة) و(مطار بورسعيد) وفي حالة تطوير مواني بورسعيد وعمل مشروع (شرق التفريعة) وذلك بان تكون بورسعيد اكبر مستودع (لصناعة وتخريد السفن) في العالم سنجد أن ( قناة السويس) سيتم فيها مرور أكثر من (مليار حاوية)، وفي حالة فرض رسوم (100دولار) فقط علي كل حاوية فإن مصر ستحصل علي رسوم ما لا يقل عن (100مليار دولار) اي ما يعادل (10 أضعاف) دخل قناة السويس حاليا بالإضافة إلي توفير فرص عمل لا تقل عن (1.5 مليون فرصة عمل) وإعادة هيكلة جميع المصانع والمواني لتصبح منطقة حرة حقيقة مثل (دبي) و(جبل علي)، لذلك علينا الآن أن نعمل علي استعادة عروش مصر الصناعية التي فقدتها خلال العقدين الماضيين بسبب جهل وغباء وتعنت النظام السابق وعلينا أن نعرف أن مصر دولة غنية بالموارد ولكنها غبية بالإدارة. مدير مركز الدراسات الاقتصادية