تراجعت الجامعة العربية عن تصريحات رئيس بعثة مراقبيها الفريق أول محمد الدابي حول اطمئنان الوضع في سوريا وأوضحت انه كان يقصد فيها التزام الحكومة السورية تجاه البعثة وليس ما يجري علي الأرض. جاء ذلك علي لسان رئيس غرفة العمليات الخاصة بعمل بعثة المراقبين السفير عدنان الخضير. وفي سياق متصل.. قال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي: إن دمشق مرتاحة حتي الآن للتصريحات الصادرة عن الدابي، الذي دافعت الجامعة العربية عن عمله في مواجهة الانتقادات المتزايدة من المعارضة والدول الغربية. وأضاف مقدسي أن دمشق «لا تتدخل علي الإطلاق في عمل البعثة ولا في سير عملها، بل تنسّق معها»، خصوصاً «أن الحكومة السورية مسئولة عن حماية عناصر الوفد» إلا فيما يتعلق بالمناطق «الساخنة نتيجة وجود عناصر مسلحة خارجة عن القانون»، إذ تقوم الحكومة بشرح طبيعة هذه المناطق بحيث يترك للوفد أن يقرر في ما إن كان يرغب في دخولها أم لا». وفي الأثناء بث ناشطون علي الإنترنت صورا لأحد أعضاء بعثة جامعة الدول العربية أثناء حديثه مع الأهالي في المنطقة وهو يؤكد وجود قناصة علي أسطح المباني، وطلب المراقب من السلطات السورية إخراجهم من المكان علي الفور، وحذرهم من تداعيات عدم فعل ذلك. وفي غضون ذلك كشف قائد الجيش السوري الحر الذي يضم عسكريين من المعارضة أنه أصدر أمرا بوقف كل الهجمات علي قوات الأمن الحكومية لحين عقد اجتماع مع مراقبي الجامعة العربية. وقال العقيد رياض الأسعد: إن مقاتليه لم يتمكنوا حتي الآن من الحديث مع المراقبين في أول أسبوع من مهمتهم التي تستمر شهرا. ومن ناحيته اكد وزير الدولة الاردني لشئون الاعلام والاتصال راكان المجالي.. ان بلاده سمت 12 قاضيا وعسكريا وخبيرا في قوات حفظ السلام للعمل كمراقبين ضمن بعثة جامعة الدول العربية المكلفة مراقبة وقف اعمال العنف في سوريا. وقال المجالي وهو ايضا الناطق الرسمي باسم الحكومة إن «القائمة النهائية بأسماء الفريق الاردني المقرر مشاركته ضمن فريق المراقبة العربي في سوريا، اصبحت جاهزة، حيث حصل علي موافقة الحكومة وتابع المجالي «نحن الآن بانتظار قرار جامعة الدول العربية للتوجه الي سوريا. ومن جانبها اعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن 38 شخصا قتلوا امس الاول برصاص قوات الأمن في سوريا التي شهدت مظاهرات حاشدة أطلق عليها جمعة الزحف إلي ساحات الحرية. وسقط القتلي في حمص ودرعا وحماة وإدلب وريف دمشق أثناء زيارة المراقبين، لكن ذلك لم يمنع قوات الأمن من التصدي لها بعنف، مما أدي لوقوع هذا العدد من القتلي وعشرات الجرحي، حسب ناشطين. وفي مدينة حمص أطلق قناصة النار علي المعتصمين في ساحة الخالدية، أما في حماة فقتل خمسة مدنيين علي الأقل وأصيب أكثر من عشرين عندما هاجمت الشرطة وقوات الجيش المتظاهرين. كما حاصرت قوات الأمن المصلين في عدد من مساجد البلاد لمنعهم من التظاهر كما حدث في دمشق وعربين وداريا بريف دمشق، والحسكة واللاذقية، كما منعت التوجه لساحات التظاهر عبر إطلاق نار كثيف. وفي أول بيان شديد اللهجة تجاه النظام دعا فنانون ومثقفون سوريون الشعب السوري إلي المشاركة الواسعة في العصيان المدني، مطالبين الجامعة العربية ومنظمات حقوق الإنسان بالضغط علي النظام لإيقاف «آلة القتل الوحشي» وسحب الدبابات من المدن. وحثّ البيان الذي وقّعه 162 شخصية فنية وثقافية، علي العصيان المدني نصرة للمدن المختلفة التي تتعرض للقتل، مطالبين أبناء سوريا بالخروج عن الصمت وأخذ دورٍ فاعلٍ لرفض الظلم والقتل وانتصاراً للحرية» حسب وصف البيان. كما ندد فيه ممثلون ومخرجون وصحفيون وشعراء وكتاب وروائيون وفنانون تشكيليون ومصممو أزياء، باستمرار «آلة القمع الوحشي» للنظام السوري، الذي «يستبيح المدن والقري السورية»، ويقتل الشعب المطالب بالحرية والكرامة، دون أي التزام بأبسط حقوق الإنسان، بحجة وجود عصابات مسلحة. وطالب البيان، متحدثاً باسم تجمع «فناني سوريا ومبدعيها من أجل الحرية»، الجامعة العربية ومنظمات حقوق الإنسان المعنية بالضغط علي النظام لوقف القتل، وسحب الدبابات من المدن، والإفراج عن المعتقلين، محملاً النظام مسئولية كل نقطة دم تسفك في سوريا.