اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم في رسالة بعثها للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان قرار الجامعة الذي يطالب الأممالمتحدة باتخاذ الاجراءات اللازمة لدعم جهود تسوية الوضع في سوريا ليس سوي "موافقة ضمنية علي تدويل الأزمة واستدعاء التدخل الأجنبي بدلا من تجنبه". واعتبر دبلوماسيون عرب شاركوا بالاجتماع ان هذا القرار يفتح مزلاج الباب المؤدي الي الاممالمتحدة وبالتالي مجلس الامن الدولي. وفي سياق متصل اجتمعت لجنة جامعة الدول العربية المعنية بسوريا أمس السبت بالعاصمة القطرية الدوحة لمناقشة تطبيق العقوبات غير المسبوقة التي فرضتها الجامعة علي دمشق لعدم وقفها حملة القمع الدامية ضد المعارضة، وضمت اللجنة وزراء خارجية الجزائر ومصر وسلطنة عمان والسودان وترأسها قطر. وكانت جامعة الدول العربية قد أقرت وقف التعاملات المالية مع البنك المركزي السوري وتجميد الأرصدة الحكومية وتعليق الاستثمارات في سوريا بعدما تجاهل نظام الرئيس بشار الأسد الموعد الأقصي الذي حددته الجامعة لتطبيق خطة السلام العربية، ووصفت دمشق الإجراء بأنه إعلان للحرب الاقتصادية. ميدانيا قتل 14 شخصا علي الأقل برصاص الأمن والجيش والشبيحة خلال مشاركتهم في تظاهرات بمدن ومحافظات سورية في جمعة «المنطقة العازلة مطلبنا» حسبما أعلنت لجان التنسيق السورية. وأشارت وسائل الأعلام إلي خروج عدة مظاهرات ليلية في عدد من الأحياء السورية تطالب في صوت واحد بإقامة منطقة عازلة؛ حيث شهد حي ركن الدين بدمشق تظاهرة ليلية وطرطوس والقورية بدير الزور وحي الحميدية بحماة وحي القصور بحمص ودار عزة بريف حلب، فيما قتل ستة أشخاص برصاص الأمن السوري في محافظتي إدلب وحمص. من جانبه أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القمع الذي تمارسه السلطات السورية لإنهاء تحركات المحتجين، في قرار نال موافقة غالبية أعضاء المجلس الذين طالبوا سائر هيئات المنظمة الدولية ب"الأخذ بعين الاعتبار" تقرير لجنة التحقيق حول سوريا و"اتخاذ الإجراءات المناسبة" علي وجه السرعة. وصوتت 37 دولة من أصل 47 في المجلس لصالح القرار، في حين اعترضت أربع دول هي روسيا والصين وكوبا والإكوادور، بينما امتنعت ست دول عن التصويت. وكانت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي قد حذرت من أن سوريا تقف علي أعتاب "حرب أهلية شاملة،" في حال استمر النظام في "حملة القمع الوحشية" ضد المحتجين السلميين، وأبدت قلقها حيال الهجمات المتزايدة للعناصر المنشقة ضمن ما يعرف ب"الجيش الحر" كما دعت إلي تحرك دولي عاجل لحماية المدنيين في سوريا.