مظاهرات يوم الجمعة الماضي التي نظمها الاخوان والسلفيون لن تنال أبدا من اعتزازنا بقواتنا المسلحة وقادتها واحترامنا لهم وهو احترام نابع من التقدير للدور الوطني للجيش المصري علي مدي التاريخ ومن موقف القوات المسلحة المؤيد لثورة 25 يناير واحترامها لتضحيات شبابها .. وهذا الموقف هو ما يجعلنا نشعر دائما بأن الشعب وجيشه كيان واحد .. وأن القوات المسلحة هي منا ونحن منها .. وإذا كانت الاقدار بعد ثورة 25 يناير قد ألقت علي عاتق المجلس الاعلي للقوات المسلحة بأعباء ادارة الدولة ومؤسساتها التنفيذية والتشريعية فإن جماهير المصريين لن تنسي أبدا أن المجلس الاعلي للقوات المسلحة المصرية أكد زهده في السلطة والحكم وحرصه علي القيام بمهمته الاساسية وهي الدفاع عن الوطن في مواجهة أي تهديدات خارجية وحرصه بالتالي علي تسليم إدارة البلاد إلي سلطة مدنية منتخبة في اسرع وقت .. وأن المجلس الاعلي للقوات المسلحة كان قد حدد 6 أشهر كفترة انتقالية ولكن البعض من القوي السياسية الشبابية التي صنعت الثورة وقادتها وقدمت التضحيات في سبيلها طالبت بإطالة الفترة الانتقالية وتأجيل الانتخابات البرلمانية علي اساس ان التعجيل بالانتخابات سوف يأتي بنواب الحزب الوطني والاخوان المسلمين لمجلسي الشعب والشوري .. ورغم ذلك الموقف خرجت تصريحات غير مسئولة من بعض النشطاء السياسيين ورددت هتافات في المسيرات والمظاهرات كان هدفها الواضح هو التجريح والنيل من المجلس العسكري وقادة القوات المسلحة .. ومع التسليم بأن هناك أخطاء قد حدثت في مثول مدنيين من أصحاب الرأي والفكر أمام النيابة وأن أحكاما قد صدرت من القضاء العسكري بحقهم في وقت كانت الحكمة والبصيرة تقتضي في حال تضرر المؤسسة العسكرية من تصرفات بعضهم قيام النيابة العسكرية بتقديم بلاغات للنيابة العامة ضدهم -إلا أن ما حدث قد حدث .. والواجب علينا الآن في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها مصر أن نحرص جميعا علي أن يكون الاختلاف في الرأي في إطار الاحترام المتبادل بين الفرقاء.. ونحرص علي التقريب وليس التفريق .. وعلي تحقيق التلاحم وليس زرع الشقاق ..ويقيني أن قادة المجلس الاعلي للقوات المسلحة سوف يسعون لانجازالانتخابات البرلمانية والاسراع بالانتخابات الرئاسية وتسليم السلطة لرئيس منتخب قبل الاول من مايو 2012 درءا للمؤامرت التي تحاق ضد الوطن وضد الجيش.