حذر الرئيس السوري بشار الأسد القوي الأجنبية، وخاصة الغرب، من "زلزال يهز منطقة الشرق الأوسط" في حالة التدخل في سوريا، وقال، في حواره مع صحيفة صانداي تليجراف البريطانية أن سوريا "تختلف تماما عن مصر وتونس واليمن من حيث التاريخ والسياسة" وأن الدول الغربية تزيد من الضغط علي سوريا لأنها أصبحت عنصراً أساسياً في المنطقة وأن التدخل فيها يوشك أن يصنع "أفغانستان جديدة بل وعشرات الأمثلة من أفغانستان. وأضاف أن أي مشكلة في سوريا سوف تحرق المنطقة، وأنه إذا كان الهدف هو تقسيم سوريا، فسوف يؤدي ذلك انقسام المنطقة بأكملها. معترفا بأن حكومته ارتكبت العديد من الأخطاء منذ بداية الثورة، إلا أنه اعتبر الوضع في سبيله للتحسن الآن، وقال إنه بدأ في الإصلاحات بعد 6 أيام فقط من بداية المظاهرات، وسرعان ما بدأ الناس في دعم الحكومة وبدأت الموجة في الانحسار. وأقر الاسد بأن قواته الأمنية ارتكبت "اخطاء كثيرة" في بداية الحركة الاحتجاجية ضد نظامه، مشددا بالمقابل علي أنها لا تستهدف اليوم الا "الإرهابيين". وقال "لدينا عدد ضئيل جدا من رجال الشرطة، وحده الجيش مدرب للتصدي لتنظيم القاعدة". وأضاف "إذا أرسلتم جيشكم الي الشوارع فان الامر عينه قد يحدث. الآن، نحن نقاتل الإرهابيين فقط. لهذا السبب خفت المعارك كثيرا". شدد الرئيس السوري علي أن رده علي الربيع العربي كان مختلفا عن ردود فعل القادة العرب الآخرين الذين أطاحت بهم في النهاية حركات الاحتجاج الشعبية. وقال "نحن لم نسلك مسلك حكومة عنيدة"، موضحا انه "بعد ستة أيام (من اندلاع الحركة الاحتجاجية) بدأت بالإصلاح. الناس كانوا متشككين بأن الاصلاحات ما هي الا مهدئ للشعب، ولكن عندما بدأنا الاعلان عن الاصلاحات، بدأت المشاكل تتناقص، وهنا بدأ التحول، هنا بدأ الناس يدعمون الحكومة". وشدد الاسد علي ان "وتيرة الاصلاح ليست بطيئة. الرؤية يجب أن تكون ناضجة. يتطلب الامر 15 ثانية فقط لتوقيع قانون ولكن اذا لم يكن مناسبا لمجتمعك سيؤدي الي انقسام. هذا مجتمع معقد جدا". وأكد الرئيس السوري علي ان ما تشهده سوريا اليوم هو "صراع بين الاسلاميين والقوميين العرب (العلمانيين)"، مضيفا "نحن نقاتل الاخوان المسلمين منذ خمسينيات القرن الماضي وما زلنا نقاتلهم" وتأتي تصريحات الأسد عشية لقاء وزراء الجامعة العربية والقادة السوريين في العاصمة القطرية الدوحة.