قال المنصف المرزوقي زعيم المؤتمر من أجل الجمهورية (يسار قومي) ان علي رئيس الوزراء المؤقت الباجي قائد السبسي و"الوجوه القديمة في الحكومة" ان يتركوا المجال لغيرهم لخدمة تونس في المرحلة الانتقالية الجديدة. وفي مقابلة مع صحيفة "المغرب" أمس، قال المرزوقي الذي اصبح حزبه القوة الثانية في البلاد بعد انتخابات 23 اكتوبر "نشكر السيد الباجي قائد السبسي علي نجاحه في قيادة البلاد نحو الانتخابات ويكفيه هذا الدور" مشيرا الي "وقوع حكومته في أخطاء عددناها في إبانها". وتردد في تونس احتمال ترشيح قائد السبسي (84 عاما) لتولي رئاسة الدولة في المرحلة الانتقالية الثانية منذ الثورة خاصة بعد الشعبية التي نالها منذ توليه الحكومة المؤقتة في فبراير الماضي. غير ان المرزوقي قال ان "عليه ان يترك المجال لغيره لخدمة تونس التي تعج بالطاقات". كما اكد المعارض التاريخي لنظام بن علي رفضه بقاء "الوجوه القديمة" في السلطة خلال المرحلة المقبلة. وقال ردا علي سؤال بشان تسريبات اشارت الي احتمال ان يوافق حزب النهضة الفائز الكبير علي بقاء بعض الوزراء لضمان استمرار الدولة، "هذا لا سبيل إليه. نريد حكومة وحدة وطنية بوجوه وكفاءات جديدة مئة بالمئة". ويدعو حزب النهضة (90 مقعدا) إلي تشكيل "حكومة ائتلاف وطني" ويؤيده في ذلك حزب المؤتمر من اجل الجمهورية (30 مقعدا). في المقابل يدعو حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات (يسار-21 مقعدا) الي "حكومة مصلحة وطنية". ودعا حزب التجديد (الشيوعي سابقا) الي "حكومة كفاءات وطنية من خارج الأحزاب". ويتجه هذا الاخير الي تشكيل معارضة المرحلة القادمة مع الحزب الديمقراطي التقدمي (وسط يسار) وحزب آفاق تونس (ليبرالي). وبعد انقضاء أجل الطعون في نتائج انتخابات 23 أكتوبر، سيدعو الرئيس التونسي الموقت فؤاد المبزع المجلس التأسيسي المنتخب الي الاجتماع. ويتولي المجلس التأسيسي اختيار رئيسه ونائبيه والاتفاق علي نظامه الداخلي ونظام مؤقت لادارة الدولة كما يعين رئيسا مؤقتا جديدا محل المبزع الذي كان أعلن انسحابه من العمل السياسي. وبعد ذلك، يكلف الرئيس المؤقت الجديد من تتفق عليه الاغلبية في المجلس بتشكيل حكومة جديدة للمرحلة الانتقالية الثانية منذ الاطاحة بنظام بن علي.