تتوالي المفارقات والأخبار الطريفة من قلب اتحاد الكرة بفضل القيادة الحكيمة لزعيمه سمير زاهر الذي لم يلتفت ورجاله بعد افتتاح الأسبوع الأول من مسابقة الدوري العام رقم 55، من هو صاحب حق وضع الإعلانات خلال المؤتمرات الصحفية؟ النادي صاحب الأرض أم الاتحاد المنظم الرئيسي للبطولة؟ وذلك علي خلفية الأزمة التي نشبت بين الأهلي ومراقب مباراته أمام حرس الحدود، قبل أن يتوج إيهاب صالح المدير التنفيذي للاتحاد القصة الدرامية بتصريح ولا «أخيب» بأن الأهلي قام بسرقة معدات الراعي الخاص باتحاد الكرة علي سيارة نقل تابعة للفريق الأحمر، وكأن الأهلي يتوجه لمبارياته بسيارات نقل علي غرار العصابات الكوميدية في الأفلام الأبيض والأسود المضحكة من سذاجتها. الأحداث متوالية وعلي عينك يا تاجر بشكل يومي وفي كل مرة تؤكد حقًا أن اتحاد الكرة «جبلاية» لكن للقرود المهرجة، ولم لا؟ وهي تعكس مدي التخبط الذي يعيشه اتحاد الكرة، لكن عزائنا الوحيد أنه لم يعد يتبقي في مدة دورته سوي أشهر قليلة ويرحل بلا رجعة لجميع أعضائه دون استثناء.. ويبقي الخوف قبل أن يرحل مجلس زاهر يكون قد قضي علي أعداد كبيرة من مختلف جماهير الكرة المصرية بسبب القرار غير المدروس بلعب الدوري بالجمهور، فما حدث في لقاء غزل المحلة والمصري ليس إلا مجرد بداية إذا وضع في القياس حجم الشغب من جماهير فريق صاعد حديثًا للأضواء ولا ينافس علي اللقب وخسر في أولي مواجهاته أمام فريق ليس بالسهل، فبعد كل هذا ما حال نفس الجماهير في نهاية الموسم وفريقها يصارع البقاء مثلاً. ولا ننسي نظرائهم الأشد تعصبًا في المصري البورسعيدي والاتحاد السكندري ويبقي الأهلي والزمالك حالة خاصة دائمًا ولنا من أحداث الموسم الماضي نماذج ومشاهد مأساوية. قالوا في الأمثال الشعبية «اللي ميشوفش من الغربال يبقي أعمي» كيف سيتصدي الأمن المتهالك لثورة جماهير الكرة اليومية في المدرجات التي لا استبعد إطلاقًا وجود صلة قوية بين ما يحدث في الشارع السياسي من تحريض ووقيعة وما تشهده المدرجات من انفلات أمني متعتمد لأتفه الأسباب قد يساعد علي سكب مزيد من البنزين علي النار لحرق البلاد. قرار لعب الدوري دون جمهور لن ينال من هيبة الدولة وكبرياء أعضاء الجبلاية الموقرين بل علي العكس سيزيدهم احترامًا لحرصهم علي حفظ دماء الكثيرين في المدرجات، ولنا في تونس الشقيق عبرة ونموذج مثالي فقد سبقتنا في الثورة واتخذت القرار الأنسب ومع ذلك لم تتأثر الكرة هناك بل علي العكس وصل الفريق الأشهر الترجي لنهائيات دوري الأبطال «الجمهور هو عصب كرة القدم ودوره مهم لكن يبقي دائمًا هناك الأهم».