حينما نطالع أخبارنا المحلية، نجد أن " الخيبة " مصرية أصيلة في مواجهة مشاكلنا، وكأننا في احتياج " لاختراع العجلة " كأننا نعيش منقطعين وغير متواصلين مع ما حولنا من أفكار ومن اختراعات ومن أصول، تم اعتمادها ويتم ممارساتها في مجتمعات أخري، وأصبحت من غير ذي الأهمية الكتابة او النشر عنها، وعلي سبيل المثال وليس الحصر " القمامة في بلدنا!! " والتي تزعجنا يومياً علي الطبيعة في الشوارع، بل وصلت اليوم بعد الثورة 25 يناير إلي تلال علي الطرق السريعة والمسماة دائري ومحور وغيره من مسميات، تلال من القمامة، تتحدي المصريين، حكومة وشعبا!! ولعل الأخبار سواء مرئية أو مقروءة تقدمها لنا مع الإفطار، وأيضاً علي العشاء وجبة دسمة من الأخبار (المقرفة) وأيضاً المخجلة لأي مسئول، بل مخجلة لشعب مصر كله، حاجة تكسف!! ومع ذلك نجد مسئولين تنفيذيين يواجهون الصحافة والإعلام، بوجوه غير معبره عن قلق أو انزعاج أو حتي خجل، وللأسف الشديد أن المتابع لإدارة المجتمعات والقارئ الجيد لتاريخ إدارة مثل هذه الأزمات في بلدنا (مصر) وليس في الخارج، يعلم أنه كان لدينا مجالس بلدية، وكانت تلك المجالس تتشكل من سكان الحي أو المنطقة مع أعضاء من الإدارة المحلية، وتقوم هذه المجالس البلدية بالعناية بالمشاكل اليومية للشارع والحارة المصرية. ولقد استطاعت هذه المجالس أن تجد حلولاً بالجهود الذاتية من أبناء الأحياء ومن شبابها ونسائها، في القضاء علي كل ما يسيء للحي، سواء قمامة أو نظافة أو إضاءة أو أرصفة نظيفة دون تعديات أو مخالفات ولعل المدن العربية، في دول شقيقة قد استوردت من (مصر) تلك النظم، بل نحن من قام بتصديرها بل ودربنا الأشقاء علي تطبيق هذه النظم في بلادهم!! ومنذ إلغاء المجالس البلدية وإحلال نظم المحليات في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، والمدن المصرية تعاني من التسيب والاستهتار وعدم المبالاة، وضياع الحقوق وتشويه صورة البلد، وكذلك بخلع الأشجار ولأسباب عديدة منها ما هو وهمي ومنها ما هو كذب وافتراء لمصالح شخصيات أو بعنصرية شديدة ضد التحضر وضد الازدهار. ولكن السؤال هنا واليوم بعد أن تأكد لنا أننا قمنا بثورة في 25 يناير، وأننا طمحنا من خلال هذه الثورة إلي تغيير النظم الحاكمة، وتغيير نمط حياتنا، والانتقال ببلادنا، نقلة نوعية تستحقها مصر، وليست هبة من أحد، نقلة اجتماعية واقتصادية وأيضاً سياسية. وحتي اليوم وبعد مرور أكثر من ثمانية شهور ولدينا حكومة، ولدينا محافظون، ولدينا أجهزة ولدينا (مصائب الدنيا كلها)، إلي متي سيبقي الشارع المصري هكذا خاضعا لمسئول بطيء أو متكاسل أو مهمل، دون مشاركة فعالة من المجتمع المدني وسكان الأحياء!! أصحاب الحق الوحيد في إدارة شئون أحيائهم ! مجرد سؤال إلي وزير التنمية المحلية، والمحافظين علي مقاعدهم بمحافظات مصر كلها، والمتولين مناصبهم كمكافأة نهاية خدمة سابقة ونعلم جميعاً وهم أولنا، أن مواهبهم قد انتهت صلاحياتها وسقطت عمرها الافتراضي!! لكِ الله يامصر!!